الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أمهات الكتب.. النجوم الزاهرة "1- 15"

كتاب النجوم الزاهرة
كتاب "النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد كتاب «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»، من أضخم الكتب التي أَرخت للفترة التي دخل فيها الإسلام أرض مصر، حيث تصدّر فتح مصر على يد جيش المسلمين، بقيادة عمرو بن العاص «رضي الله عنه» الكتاب؛ وبدأ المؤرخ المصري يوسف بن تغري بردي الأتابكي جمال الدين أبو المحاسن، ما بين عام 812 و874 هـ، كتابه الذي بين أيدينا بذكر من ملك مصر قبل الإسلام، ثم عقب بمن تولى خلافة مصر بعد الإسلام؛ ذاكرًا أهم الأحداث التي وقعت في خلافته، وجمع المؤلف بذلك بين دفتي كتابه من تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة.

عاصر يوسف الأتابكي، 16 سلطانًا في دولة المماليك الجراكسة، وتعتبر هذه الفترة هي فترة الضعف والتقهقر في حياة دولة المماليك، بدأ الكتاب بذكر فتح العرب لمصر سنة 20 هـ، ثم وصف مصر ومحاسنها وفضائلها ونيلها وآثارها، وتكلم على تاريخها القديم وخراجها، ثم بسط القول في كل أمير أو سلطان حكم مصر في هذه الفترة وكتب كل سنة على حدة، مع ذكر أهم الأحداث التي وقعت في مصر وبلدان العالم الإسلامي مع ذكر من توفي في هذه السنة من الفقهاء والعلماء والأدباء والأعيان، مع حرص أبو المحاسن في نهاية كل سنة على تسجيل مقياس النيل بالذراع والإصبع.

وقد جاء كتاب «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»، زاخرًا بذكر ما استحدث في عهد كل أمير وسلطان من المنشآت والمباني، كالميادين والقصور والجوامع والربط ودور العلم والجسور وغيرها، وقد أحسن أبو المحاسن في اختيار المصادر المتخصصة التي نقل ولخص عنها في كل مرحلة من مراحل هذا الكتاب.

وأرخ المؤلف فيه تاريخ مصر من بداية التاريخ إلى سنة 1467 م، حيث يتكون الكتاب في طبعة دار الكتب المصرية من 16 مجل، واعتمدت دار الكتب المصرية على نسخة مصورة للنسخة الأصلية الموجودة في إسطنبول بأرقام 3498 و3499.

وكتب ابن بردى الكتاب بمنهج مخالف لمنهج أستاذه المقريزي، حيث جعل كل فترة من فترات السلاطين فصل في حد ذاته وكتب السنوات وأحداثها داخل الفصل إلى وفاة السلطان ويبدأ يحكى عنه على شكل ترجمه منفصلة. يتخللها أحداث أحيانًا ثم يرتب سنين عهد السلطان ترتيبًا عدديًا دون وفيات كل عهد في فصل واحد.

توسع ابن تغري في تاريخ الدولة الفاطمية، وبعد أن سرد أخبار الدولة المملوكية ووصل لعصره وبدأ الكتاب يأخذ شكل سجل يومي حولي من عهد الناصر فرج بن برقوق تقريبًا حتى عهد الأشرف قايتباي.

كتاب النجوم الزاهرة ليس فقط تأريخًا لمصر لكن أيضًا للنيل، حيث اهتم ابن تغري فيه بأحوال النيل وتقلباته ووفاءه وشحه من عام إلى عام.

ورغم أن ابن أيبك الدواداري سبقه في ذلك لكن سجل ابن تغري أكمل، حتى أن المؤرخ المصري أمين باشا سامي اعتمد على الكتاب في كتابه «تقويم النيل». 

أيضًا تحدث الكتاب عن النشاط العمراني في مصر وذكر ابن تغرى فيه المباني والميادين ومقياس النيل وغيرها وهذه ميزة لابن تغري الذي كان مهتم بتسجيل التاريخ الحضاري لمصر مع تاريخها السياسي.

ألف ابن تغري ملخصًا للكتاب سمّاه «الأنوار الظاهرة الكواكب الباهرة من النجوم الزاهرة».

وكتب ابن تغري أنه صنف ذلك الملخص لأنه خشي أن يلخصه غيره فيفسد تنظيمه وفصوله.