الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الجمعية الألمانية: ثلث الأطفال يرثون المرض النفسي من آبائهم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أحد معصوم من المرض النفسي والجسدي، فبفضل عوامل عدة أصبح كل إنسان معرض لمرض ما، لكن مع التقدم العلمي والطبي اصبح لكل داء دواء، لكن يظل المرض النفسي مشكله يهابها الجميع، بل قد لا يعترف به البعض خوفا من المجتمع، ومن المحيطين به أو من وصفه بالجنون، رغم ان الجنون نقطة في بحر المرض النفسي، لكن يظل السؤال، هل المرض النفسي يورث؟
وتقول دكتورة ناهد شوقي، أستاذ علم النفس وخبيرة العلاقات الإنسانية والأسرية: إن هناك نسبة من الأمراض النفسية تورث، وأن هناك أشخاص لديها الاستعداد لاكتساب تلك الصفات الوراثية اكتر من باقي أفراد العائلة، وذلك وفقا للظروف التي يمرون بها.
وقالت شوقي: إن البيئة المحيطة، وقوة الجهاز العصبي والنفسي للإنسان وكذلك طريقة تفكيرة والمشكلات المحيطة بة تلعب دورا في نسبة وراثة المرض النفسي أو تخطية.
ودعت شوقي إلى ضرورة توافر الوعي الكافي للمحافظة علي أجهزة الجسم النفسية والعصبية من الانهيار، حتى يستطيع أن يجد حلولا عملية ونفسية للمشكلات التي يمر بها الشخص.
وأوضحت أنه ليس هناك سببا واحدًا لمعظم الحالات النفسية وكذلك الحالات العقلية، لكن قد تجتمع عدة أسباب مع بعضها البعض وتؤدي إلى المرض النفسي ومن بينها العوامل الوراثية والبيئية والتربوية، وأنه كلما اقترب الأقرباء جينيا من شخص آخر مصاب بمرض نفسي تزيد إحتمالية حدوث المرض لكنها متفاوتها.
وتلعب الوراثة دورًا في الأمراض النفسية، لكن المرض نفسه لا يورث، والذي يورث هو الاستعداد لها إذا تهيأت الظروف لذلك.
وفي سياق متصل، كشفت الجمعية الألمانية للطب والعلاج النفسي أن قرابة ثلث الأطفال، الذين يعاني آباؤهم من أمراض نفسية، يرتفع لديهم خطر الإصابة بنفس المرض.
ويرتفع هذا الخطر بشكل خاص، إذا كان أحد الأبوين يعاني من الهوس الاكتئابي الدوري أو الفصام أو الاكتئاب.
وأضافت الجمعية أن ارتفاع خطر إصابة الأطفال بالأمراض النفسية لآبائهم ربما يرجع إلى أسباب وراثية، أو إلى سلوكيات الآباء المرضى تجاه طفلهم والتي تشكل عبئًا نفسيًا عليه، فلا يمكن للأب أو الأم الاهتمام بالطفل على النحو المطلوب دائمًا، إذا ما كان يعاني من مرض نفسي.
وفي المقابل، فقد ربطت عدة دراسة نفسية أمريكية بين المرض النفسي والقدرة على الإبداع، وأن هناك صلة وثيقة بين المرض النفسي والقدرة على الإبداع، لكن لم تثبت الدراسة أن المرض النفسي ضروري لتحقيق التفوق والشهرة.
ووجدت الدراسة أن العلاقة بين المرض النفسي والقدرة على الإبداع أكثر تعقيدًا، حيث أن المشاكل النفسية تساعد الناس على التفكير بأسلوب إبداعي أكثر من غيرهم، ولكن هذا الإبداع يهبط إلى المستويات المعتادة أو أقل أثناء فترات اشتداد المرض.
وقد تحول المشاكل النفسية دون القيام بأي عمل يرغب الشخص في القيام به مطلقًا. وسرعان ما يوهن الاكتئاب الحماس.
وهناك بعض العباقره الذين اصيبوا بالمرض النفسي رغم إبداعهم ومنها فان جوخ، بيتوهفن، وعيدي أمين.
فقد أطلق الرسام الهولندي "فينسنت فان جوخ" الرصاص على نفسه، وذلك بعد 18 شهرًا من معاناته من اضطرابات نفسية وعقلية، منذ أن بتر أذنه اليسرى بشفرة.
بينما عانى بيتهوفن الموسيقار العالمي، من اضطرابات نفسية عنيفة، جعلت الإبداع الموسيقي الذي ينقله، يقابله حالات اكتئاب مزمن وحزن دائم.
واصيب عيدي أمين دادا رئيس أوغندا الثالث في الفترة ما بين عامي 1971 وحتى 1979، بالمرض النفسي فيشعر دائما بالإضطهاد أن الجميع يغار منه وكثيرا ما يشعر بالعظمه، فكان يردد "أنا الرئيس الوحيد الذي اتصل مع الله مباشرة".