الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مزامير السماء.. أبو العينين شعيشع "6 - 30"

أبو العينين شعيشع
أبو العينين شعيشع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عَلَم آخر من أعلام التلاوة في مصر والعالم العربي، حفظ القرآن قبل سن العاشرة، وكان منذ صغره يهوى ويحب زيارة الكتاتيب الذين يحفظون ويرتلون القرآن، وكان يحب كذلك حضور الليالي التي يتواجد فيها القراء لتلاوة القرآن الكريم، إنه الشيخ أبو العينين شعيشع ابن محافظة كفر الشيخ المولود عام 1922م في مدينة بيلا.
حينما كان الشيخ طالبًا بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع الأساتذة بأنه لا يصلح لشيء، وذلك بسبب عدم التزامه بالدراسة والسبب سهراته في ليالي التي يحيها القراء والمنشدون، وكان الغريب في أمر الفتى الشاب أنه كان في الفصل وأثناء الدراسة يحرك شفتيه بكلام خافت، وكان الذين يجاورونه في الفصل يعلمون أنه يرتل القرآن!.. ولم يستمر الشيخ في دراسته.
وخرج الشيخ أبو العينين شعيشع إلى الشارع يسهر كثيرًا في ليالي القراءة ويحوم حول المنشدين في الأسواق ويطرب كلما سمع أن أحدًا من كبار القراء سيسهر الليل في المنصورة، وكان أخوه - الشيخ أحمد شعيشع - من مشاهير القراء في المنصورة، فكانت فرصة طيبة للشيخ أبو العينين شعيشع أن يذهب معه كل مساء إلى ليلة قراءة ليقابل مع أخوه القراء ويستمع لهم.
وسمع الشيخ في الليالي الكثيرة التي سهرها الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ محمد الصيفي والشيخ محمد رفعت، وذات ليلة كان الشيخ أحمد متعبًا، فحل محله الشيخ أبو العينين، وسمعه الشيخ محمد رفعت فأعجب به، وتنبأ له بمستقبل باهر، ثم لم يلبث الشيخ أن نزح إلى القاهرة وكان ذلك في عام 1942م، فلقد سمعه رجل من رجال القصر الملكي، فاستدعاه ليقرأ في الإذاعة ومنذ ذلك الحين والشيخ أبو العينين لا يفارق الشيخ رفعت، الذي اتخذ منه تلميذا له واتخذ الشيخ أبو العينين من القاهرة مقرًا له، ولم يلبث أن نزح اليها شقيقه أحمد بعد أن اعتزل القراءة في المنصورة وعاش ليرعى شئون أخيه.
وفي عام 1948م بلغ أجر الشيخ أبو العينين مائة جنيه في الليلة الواحدة وأصبح يتقاضى خمسة وعشرين جنيهًا عن كل إذاعة له من محطة القاهرة، وهو مبلغ لم يصل إليه في تلك الأيام سوى أربعة من كبار القراء كمصطفى إسماعيل وعبد الفتاح الشعشاعي ومحمد الصيفي والشيخ أبو العينين شعيشع.
وسافر إلى بغداد في أيام الملكية وتقاضى ثلاثة آلاف جنيه، وفي عام 1952م استدعته الإذاعة المصرية ليقوم بتكملة أشرطة الشيخ محمد رفعت بعد وفاته، والذين يستمعون الأشرطة الآن لا يستطيعون ببساطة تمييز صوت الشيخ أبو العينين أثناء التلاوة وذلك أن الشيخ شعيشع كان يقرأ بطريقة الشيخ محمد رفعت وكان قبل وفاة الشيخ رفعت يقرأ الشيخ أبو العينين بطريقة الشيخ رفعت وكان رفعت يرضى عنها كثيرًا.
كان الشيخ أبو العينين في ذلك الوقت يرتدي الكاكولا والطربوش، مخالفًا بذلك الزي التقليدي للمشايخ القراء ولكنه اضطر إلى خلع الطربوش عندما زار تركيا، وكان مندوب السفارة المصرية في انتظاره بالمطار، وحذره المندوب من ارتداء الطربوش في إسطنبول لأن عقوبة ارتدائه السجن، فخلع الشيخ الطربوش وتعمم بمنديل ثم تعمم بعد ذلك بشال أبيض.
وفي بداية الستينات أصيب الشيخ بمرض خطير أثر على حباله الصوتية فلم يستطع القراءة، ومن ثم مات أخوه الشيخ أحمد الذي كان له بمثابة الوالد، ولكن الشيخ استطاع بالصبر والتوكل على الله أن يهزم المرض، وعاد إلى القراءة من جديد، ويسافر كل عام إلى الخارج ليقرأ في ليالي رمضان المبارك في كثير من بلدان العالم الإسلامي، وأشرطته تسجل أرقامًا عالية في التوزيع.

https://youtu.be/baSqgzjHJgo
https://youtu.be/C0pejTJSf6U
https://youtu.be/AymDXXuGd38