السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تصريحات "شبه الرجل"

طعن دول الخليج رغم صبرهم عليه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما فعله «تميم» تصرف طبيعى ومنطقى لـ«شبه رجل» قادته المصالح إلى خلع أبيه
أصر على «شذوذه الفكري» معلنًا أنه خادم الأمريكان والإخوان والملالى الأول
الخلل ضرب عقل «تميم» فور سماعه بصفقة الأسلحة «الأمريكية- السعودية» فأراد ضرب «التحالف الجديد» 
هل ما حدث فى قطر أمر طبيعى؟
ربما يعتقد البعض أن ما فعله تميم وأتباعه أمر غريب ومفاجئ، فكيف لأمير دولة يتفوه بمثل هذه الكلمات غير العقلانية وغير الطبيعية؟ كيف تخرج علينا وسائل إعلام موزة بتصريحات «صاحب العزبة» الهمجية، ثم تبرر التصريحات بالاختراق الإلكترونى لمواقعها؟
ما فعله تميم هو تصرف طبيعى ومنطقى لـ«شبه رجل»، قادته المصالح ودفعته إلي خلع «أبيه» والجلوس مكانه، فتميم منذ اللحظة الأولى وهو يعلنها أمام الكافة، أنا خادم الأمريكان والإخوان والملالى الأول، ليس فى المنطقة العربية فقط، بل يحاول ويجتهد أن يكون على مستوى العالم.
لن أتحدث عن الشائعات والأقاويل التى تتردد داخل الديوان الأميرى حول سلوكه الشخصى وشهواته المكبوتة، التى «تشذ» عن المنطق وعن الطبيعة، لن أتحدث حول دور الشيخة «موزة» التى حاولت مرارا إثناءه عن سلوكه الشخصى دون فائدة، فألقت بوصلتها نحو شقيقه الأصغر، لعل وعسى أن يكمل مسيرة أطماعها وأطماع أسيادها.
نحن نتحدث هنا عن تصريحات خرجت عن لسان «شبه رجل»، طعنت الدول العربية عامة والدول الخليجية خاصة فى مقتل، أصابت شعوبا جاهدت منذ ٤٠ سنة فى سبيل توحيد كيان سياسى اقتصادى عسكرى، يستطيع مجابهة الأخطار المحيطة بهم، ما فعله العظماء أمثال الملك فيصل والشيخ زايد والشيخ جابر الصباح، ذهب أدراج الريح، بفعل «شبه رجل» أراد أن يثبت للعالم أجمع أنه كامل الرجولة، وليس مجرد «شبه رجل».
إذن ما الذى دفع تميم إلى الجهر بالقول؟
١- ما حدث فى القمة الأمريكية العربية الإسلامية دفع «شبه الرجل» للجنون، كيف يتم تجاهل الدور الذى يظنه تميم عظيما؟ خطفت السعودية منه الأضواء، ضرب الخلل عقل تميم فور سماعه بصفقة الأسلحة الضخمة، التى تجعل من الممكلة صاحبة النفوذ الأهم فى مواجهة الأخطار الإيرانية، والصهيونية، ستصبح السعودية الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى ستكون قاعدة «العيديد» تحت خدمة الحليف الجديد.
٢- إعلان المواجهة ضد العدو الإيرانى بشكل علنى، وتصدى المملكة لقيادة منطقة الخليج ضد نفوذ الملالى المتزايد فى المنطقة، وبالتالى وجد «شبه الرجل» نفسه فجأة فى مهب الريح، فأى تصعيد فى المواجهة سيجعل من قطر مسرحا للعمليات، ويهدد عرش تميم الذى اعتمد فى تدعيمه على علاقته بإيران، والولايات المتحدة والحركات الإرهابية التى أفسدت نصف دول المنطقة.
٣- التجاهل الواضح، والسلام الفاتر بين «شبه الرجل» والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جعل تميم يعرف حجمه جيدا، ويدرك أن انتفاخه كان بفعل غازات ليس أكثر، فراح يهذى بأن ولاية العيديد الأمريكية فى قطر ليست موجهة للحليف الإيرانى، وإنما لما يعتقد ويظن موجهة للعدو السعودى، أراد أن يضرب «كرسى فى الكلوب»، ويفسد ما نتجت عنه القمة، هكذا خيّل له عقله المحدود، ورؤيته المعدومة.
لقد منح أوباما ثقته لجماعة الإخوان الإرهابية، فاستخدمت الأخيرة «شبه الرجل» فى اللعبة السياسية بين الدول، ظنا منها أنها تلقى الدعم اللامحدود من أوباما ومن ورائه هيلارى كلينتون، لكن مجىء ترامب قلب الطاولة على الإخوان، ولكن لأنهم أهل مكر ودهاء وخبث ذهبوا لتقديم فروض الطاعة والولاء لـ«ترامب» وللكونجرس، ولفظوا «شبه الرجل»، فهو دور وانتهى، للاستخدام مرة واحدة فقط.
لعب «تميم» فى أفعاله السابقة على حلم دول الخليج، على سعة صدرهم وارتباط دولته بدولهم، وللحق كان تخطيط الإخوان له ذكيا، فتوترت العلاقة بين دول الخليج ومصر عدة مرات، اعتمد على الهوية الواحدة لدول الخليج، ولم يجد قادة دول الخليج مفرا من اعتباره ابنا ضالا، حاولوا أن يهذبوه بالهدوء تارة، وبالتهديد تارة أخرى، لكنه لم يلتفت لهم ولم ينصع لكلامهم وأحاديثهم، كانت الشياطين الإخوانية توسوس له، وتزين ما يفعله، وحتى الرمق الأخير، صبر عليه قادة الدول الخليجية، وضغطوا على مصر لتصبر عليه أيضا، وربما أراد القدر أن يرى هؤلاء القادة بعد نظر الدولة المصرية، التى اعتبرت نظام قطر عبئا على العرب أجمعين، لكنها رضخت للمصلحة باعتبارها الدولة الأكبر والأهم فى المنطقة.
ورغم صبر دول الخليج على «شبه الرجل» فإنه طعنهم فى ديارهم، فوجئوا بتصريحات لا تخرج إلا من عدو لهم، لم تجهر بها إيران، ولم تجرؤ التنظيمات الإرهابية على قولها، بل خرج علينا وزير خارجيته لينفذ ما قاله تميم، أصدر قرارا بسحب السفراء خلال ٢٤ ساعة، لم ينتظر ويتروَ ويتأكد، فاختيار حاشية «شبه الرجل» كان بناء على السمع والطاعة، لا نقاش ولا جدال، ولا حتى إبداء لمحة فكر، كيف يفعلون ذلك وكبيرهم الذى عينهم تربى ونشأ وترعرع على ذلك.
حتى سحرة فرعون، وسائل إعلام «شبه الرجل»، لم تتوان عن نشر ما قاله، لا تظن أنهم يحملون ألقابا إعلامية، وصحفية، وفكرية، هم فى الحقيقة خدم وعبيد لسيدهم وولى نعمتهم، لا طاعة تفوق طاعته، ولا أمر يأتى بعد أمره.
ولا أحد يتخيل أن التحجج باختراق وكالة الأنباء القطرية يمحو ما حدث، فالجميع يدرك أنهم كذلك بالفعل، لكن كان ينقصهم الجهر بالقول والإعلان عن ذلك، وهو ما كان يقف عقبة أمام عقاب «شبه الرجل» وحاشيته.
وماذا عن الشعب القطرى؟
أى طفل فى الوطن العربى لن يتخلى عن أشقائه، الجميع يعلم أن الشعب القطرى هو جزء لا يتجزأ من الشعب العربى، لا أتخيل أبدا أن ينسحب الغضب العربى الجارم على الأشقاء هناك، لكن فى المقابل يجب أن يعلم القطريون أن وجود «شبه الرجل» على قمة نظام دولتهم هو فى الحقيقة عار عليهم أولا قبل أن يكون عارا على العرب أجمعين، يجب أن يفهموا أنه يقودهم إلى هاوية لا قرار لها، يجب أن يدركوا جيدا أن الغضبة توازى الغضب من الكيان الصهيونى فى ٤٨، فما فعله «شبه الرجل» وخرفانه، لا يمكن السكوت عنه، ولا طلب المغفرة ولا الرحمة معه.
التعامل المصرى
تعامل الكبار أرهق مصر كثيرا، لكنه أمر قدرى لا مفر منه، فلم تخلق مصر صغيرة، وقدرها أن تحمل هموم هذه الأمة، مصيرها أن تتحمل سخافات الصغار، ومهما حاول البعض إيجاد دور مهم فى قضايا الوطن المصيرية، لا يجدون بدا من الالتفاف مرة أخرى والدخول تحت العباءة المصرية.
وربما بدا هذا جليا عندما ذهب «تميم» إلى الرئيس السيسى وتحدث إليه، وقال له الرئيس المصرى: «أبلغ السيدة الوالدة باحترامنا الكامل لها»، فحتى لو غضب بعض الشعب المصرى من تصرفات قطر، فالاحترام لن يقل أبدا فى تعاملات وتصريحات نظام الحكم فى مصر، لا من الرئيس السيسى ولا ممن سبقوه.