الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كشف المستور.. تصريحات "تميم" تفضح علاقاته بإيران وحزب الله.. دبلوماسيون: أزمة تلوح في الأفق بين قطر ودول الخليج.. الدوحة لا تزال تغرد خارج السرب العربي.. والسعودية لديها أدوات لمواجهتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقع عدد من الدبلوماسيين أن تشهد العلاقات القطرية مع دول التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية أزمة كبرى بعد التصريحات القطرية التي حاولت الدوحة نفيها والتي تؤكد علاقة قطر بإيران وحماس.
وكانت وكالة الأنباء القطرية قد نشرت تصريحات منسوبة للأمير تميم بن حمد خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة العسكرية، انتقد الأمير خلالها اتهام قطر بدعم جماعات إرهابية، كما رفض تصنيف الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية، وكذلك دافع عن أدوار حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها.
كما قامت الوكالة الحكومة القطرية لاحقا بنشر تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يهدد فيها بسحب سفراء قطر من دول الخليج وطرد سفراء تلك الدول من الدوحة، إلا أن الوكالة عادت بسرعة لتنشر بيان حكومي ينفي صحة التصريحين السابقين للأمير تميم ووزير الخارجية، مؤكدا تعرض الوكالة للاختراق.

وأكد السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر السابق في قطر، أن الموقف القطري المؤيد لإيران والمعادي للدول العربية ودول الخليج ليس جديدا على قطر، مشيرا إلى أنه العدو الأول لقطر هو السعودية وليس إيران.
واضاف المنيسي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن السعودية ودول التعاون الخليجي علي ثقة من أن قطر هي الممول والداعم الرئيسي لكل الجماعات الإرهابية وأنها تنفق المليارات لدعم الإرهاب، مشيرا إلي أن قطر لديها عقدة نقص بسبب الحجم والتعداد والقوة العسكرية وأنها تري نفسها دولة قوية ماليا ولكنها قزمية من حيث الثقل السياسي، وبالتالي فقطر تحاول استغلال أموالها الهائلة لخلق مكانة لها في حركة السياسة العالمية، مشيرًا إلى أن النظام المصري عليه أن يؤكد لقطر أن الإرهاب ودعمه مثل اللعب بالنار"، مضيفا " أن قطر لو لم تصاب بأضرار نتيجة هذا الإرهاب فلن تتوقف عن دعمه، وأن الطريقة الوحيدة لإرغام قطر علي إيقاف دعمها للإرهاب هو أن تمتد العمليات الإرهابية إلي الداخل القطري".
وأوضح السفير المنيسي أن السعودية لديها عدة إجراءات هامة لتحجيم الدور القطري من بينها ما قامت به في التسعينات من إغلاق منفذ الرويس الذي تستخدمه قطر في نقل المنتجات الغذائية، لافتا إلي أن السعودية يمكنها إغلاق المنفذ البري الرئيسي فضلا عن أن باستطاعتها إغلاق المجال الجوي بينها وبين قطر.
وحول إمكانية أن تبادر أي من مصر أو دول التعاون الخليجي بسحب سفرائها من قطر أو إغلاق سفاراتها هناك، قال المنيسي "ليس من مصلحة مصر أن تقوم بمثل هذا الإحراء لوجود جالية مصري كبري هناك"، لافتا إلي أن عدد المصريين في قطر يتجاوز 80 ألف مصري.
وأضاف المنيسي أنه لا دول مجلس التعاون الخليجي ولا قطر تستطيع كذلك القيام بهذا الإجراء نظرا لوجود مصالح مالية ضخمة تربط بين الجانبين، وهو ما جعل المسئولين في قطر يسحبون تصريحاتهم فور نشرها والتصريح بأنها تصريحات "مفبركة" بالرغم من أن وكالة الأنباء القطرية كانت قد نشرت البيان، موضحا أن ما حدث يؤكد أن قطر ليس لديها أيه خبرة في الحياة السياسية. 

ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق: إن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، التي أكد خلالها علي بعلاقته مع إيران وحماس، تكشف عن السعي القطري للعب دور مغاير للدول العربية وانتهاج سياسة مختلفة في المنطقة.
وأضاف السفير رخا، في تصريحات "للبوابة نيوز" قائلا: "قطر تغرد دائما خارج السرب"، ووصف تصريحات الشيخ تميم "بالاستفزاز" و"العدائية" ضد الموقف العربي الموحد، لافتا إلى أن الموقف القطري الذي عبر عنه تميم والذي يعتبر أن إيران ليست عدوا بل هي دولة هامة في استقرار أمن الخليج، وهي التصريحات التي استفزت السعودية.
من جانبه أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق، أن دولة قطر لها سياسات خالية عن الإجماع العربي والخليجي والدولي، قائلا: "لمسنا ذلك في مختلف الاجتماعات والقمم العربية واخرها القمة الخليجية والعربية الإسلامية الأمريكية في الرياض مؤخرا، وقال: إننا يجب أن نتجاهل تصريحات الأمير القطري وعدم إعارتها أى أهمية، مضيفا أن قطر لن تغير من سياستها.
وحول موقف الجامعة العربية قال: إن قطر عضو في الجامعة ولابد أن تلتزم بقرارات الجامعة العربية وخاصة القرارات الصادرة عن القمم العربية وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية وسبل مكافحة الإرهاب.
بينما أوضح السفير جلال الرشيدي – سفير مصر في الأمم المتحدة سابقا – أن الأمير تميم قد قال تصريحاته المعادية للعرب بعد أن أخذ دفعة من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي دول الخليج والتي صرح خلالها بأن قطر دولة مهمة.
واستبعد الرشيدي – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أن تؤثر تصريحات تميم علي العلاقات بين قطر ودول الخليج إلا إذا اعتبرت المملكة العربية السعودية أن تميم قد تجاوز الخطوط الحمراء فربما تتفق مع الدول الخليج على تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي لفترة محددة.

من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك أزمة بين السعودية وقطر، مضيفا أنها ستمتد لمجلس التعاون الخليجى.
وأوضح أن توقيت البيان له دلالة، حيث أرادت قطر أن تقف فى مواجهة تطور العلاقات الأمريكية الخليجية، ورأت أن صعود السعودية والإمارات سيأتى على حساب علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن سياسة قطر تحمل تناقضات كبيرة، حيث يقول الأمير تميم: إن العلاقات الأمريكية القطرية ليست جيدة رغم وجود القاعدة الأمريكية فى قطر تحمى دول الخليج من تهديدات الدول المجاورة.
وأوضح فهمى أن تميم بن حمد يحاول نفى علاقة قطر بدعم الأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أن النقطة الخطيرة التى تضمنها البيان أنه أكد على علاقة الجيدة بإسرائيل، فى نفس الوقت يؤكد أن حركة حماس هى الممثل للشعب الفلسطينى، ومحاولة التأكيد على أن قطر تؤدى دور فى العلاقات الإقليمية وأن إيران دولة محورية ولا تشكل خطر، وتناقضات خاصة بصفقات السلاح على حساب التنمية فى اشارة للسعودية، مشيرا إلى أنه تناسى أن قطر ستعقد صفقة سلاح بقيمة 150 مليار دولار.