الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الجزيرة" بوق الإرهاب في المنطقة.. حملات بث الكراهية ضد العرب عرض مستمر.. مصر واليمن وليبيا ولبنان شاهدة على التدخلات.. فبركة أخبار واستضافة أصحاب الفكر الإرهابي عبر شاشاتها

قناة الجزيرة
قناة الجزيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ورد لجميع متابعي حساب وكالة الأنباء القطرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تدوينة قصيرة مفادها "وزير الخارجية يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سُمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت"، ثم جاءت التغريدة الثانية بذكرها "وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب قطر مغادرة سفراء هذه الدولة خلال 24 ساعة"، حسبما ورد في الحساب.


وبعدها بأقلّ من نصف ساعة نفت وزارة الخارجية القطرية صدور أي تصريحات من محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، مؤكدة أن التصريحات المنسوبة له عبر حساب وكالة الأنباء القطرية "مفبركة". بقولها: "تنفي صدور أي تصريحات للشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، وتؤكد أن التصريحات التي نسبت له في حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر، مفبركة، على إثر الاختراق الذي تعرّض له حساب وكالة الأنباء القطرية من جهة غير معلومة".
كما أن قناة الجزيرة خصصت أوقاتًا طويلة لاستضافة العديد من المحللين والمتابعين للدفاع عن قطر، لكن الجميع أيقن أن الواقعة صحيحة، وذلك لأنها متوقعة من هذه الدولة؛ لكونها الدولة الأكثر حملًا للكراهية ضد العرب عمومًا، كما أن قناتها حملت العديد من الأفكار التخريبية ضد الدول العربية، وهنا نبرز أهم المواقف الإعلامية التي قامت بها.

• الفبركة الإعلامية ضد مصر
المسيرة بدأت مع انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، حيث حرّضت ضد مصر وتجاهلت "خطايا مرسى والإخوان" وعادت للتطاول منذ 30 يونيو، واصلت قناة الجزيرة القطرية تحريضها ضد مصر، من خلال بث العديد من الفيديوهات والأخبار والتقارير المفبركة؛ بهدف إثارة الرأي العام العربي والعالمي ضد مصر عن طريق إظهار الدولة المصرية بمظهر الظالم.
فبعد اندلاع ثورة يناير 2011 زعمت أن ميدان التحرير يحتوي على أكثر من 2 مليون مصري تواجدوا للتظاهر في الميدان من أجل المطالبة بتغيير النظام، وسعت إلى تكبير الفكرة التي تناقلتها عبر وسائلها الإعلامية والاجتماعية، لكن سرعان ما نفت ذلك الأمر بعد عامين خلال ثورة 30 يونيو، وقالت في أحد تقاريرها الإعلامية: إن الميدان لا يسع سوى 800 ألف متظاهر فقط.
واصلت القناة مناصرة جماعة الإخوان حتى انتخابات الرئاسة 2012، والتي فاز بها الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته، فأعلنت فوز "مرسي" في الانتخابات في الساعة الخامسة فجرًا بعد انتهاء الاقتراع، وقبل صدور النتيجة الرسمية بأسبوع، كورقة ضغط على الرأي المصري، واعتلاء الجماعة الحكم.
خلال حكم مرسي تخلّت القناة تمامًا عما كانت تمارسه من تنفيذ أجندتها التحريضية، وراحت تقف خلف الجماعة، لكن ذلك لم ينجح، بل ثار الشعب المصري على الجماعة في الـ30 من يونيو، وخرج الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيلهم عن الحكم، لكن القناة ادعت أن ميدان لا يسع سوى 800 ألف متظاهر فقط، رغم أنها زعمت أنه في ثورة 25 يناير احتوى الميدان على أكثر من 2 مليون مشارك.
وعقب قيام ثورة 30 يونيو تحولت القناة من داعمة للنظام الإخواني ومصر خلال فترة مرسي، إلى منقلبة عليه، فهي القناة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تعترف بالثورة واعتبرتها "انقلابًا" على حد وصفها، واستعانت بعناصر من جماعة الإخوان، ومناصرين لها لتزييف أخبار تخص الشأن المصري، عن طريق اصطناع مشاهد مصوَّرة وبثّها عبر شاشتها.
وعادت بمخطط أكثر سموم ضد الدولة المصرية، في أوائل نوفمبر من العام المنصرم، حيث حرضت الشعب للنزول فيما يسمى 11 نوفمبر وأطلقت عليها "ثورة الجياع"، والتي دعا إليها الإخوان، كما قامت بنهج أسلوب تحريضي من خلال اجتزاء أحد المقاطع التدريبية للقوات المسلحة، مشيرة فيه إلى أن القوات استخدمت مسجدًا كهدف للتدريب عليه، متجاهلة الحقيقة بأن المجسمات التي تم إنشاؤها للتدريب هي مجسمات لمدينة كاملة، وأن التصويب كان على الزراعات وليس المسجد.
لم تكتف المؤسسة القطرية بتناول الشأن المصري التحريضي عن طريق المظاهرات، بل لجأت إلى الحرب الاقتصادية، عن طريق بثها فيديو قامت بنشره في 17‏ مارس من العام الحالي، عقب قرار البنك المركزي بتحرير سعر العملة كليًّا في نوفمبر 2016، وتناولت من خلاله تاريخ صدور الجنيه المصري وقت الخديوية، وحتى يومنا هذا، متمنية عودة العهد الملكي مرة أخرى، داعية إلى تدهور الحال الاقتصادية في مصر.
آخِر ما قامت به القناة القطرية، في تناولها للشأن المصري للتحريض على مصر ومواصلة نهجها، نشر فيديو عبر شبكاتها أوائل الشهر الحالي يحمل عنوان "سجن العقرب"، واستعانت فيه بعدد من عناصر الإخوان للحديث عما يحدث داخل السجن، كما تناولت الشأن المصري أواخر العام المنصرم، بفيديو حمل اسم "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري"، ودعت من خلاله عدم الالتحاق بالجيش المصري، واستعانت بمشاهد تمثيلية فيه لبث روح الكراهية بين الشباب.

• الصراع في اليمن
اليمن على وجه الخصوص تحظى بترتيب متقدم خلال ساعات بث القناة، ويرجع ذلك للمكانة اليمنية في السياسة الخارجية القطرية، إذ تسعى قطر لفرض دور لها في المنطقة، وهذا الدور يبدأ مع كل أزمة تمر بها دولة من دول المنطقة 
التغطية الخاصة أقرت بها القناة نفسها عبر تقرير نشرته على موقعها الرسمي، في أبريل 2015، أفردت له مساحة كبيرة للحدث اليمني، يأتي من إدراك الجزيرة لخطورة الأوضاع في اليمن، وتطورها منذ بداية تصاعد الأحداث، حيث كانت التغطية موسعة بصنعاء، وصعدة، وعمران، وعدن، والمناطق الأبعد مثل مأرب، والجوف، خاصة أنها مناطق بترولية ويتوقع أن يدور الصراع حولها.
كما تزعم وقوع مجاعة والأوضاع الغذائية المتدنية، سلاح تلجأ له الجزيرة في كل تغطية لجلب تعاطف ملايين العرب والمسلمين، وهو ما استخدمته مثلا في مدينة حلب السورية، أو الموصل، وحتى بعض المدن اليمنية، بالإضافة لاستخدام صور بعضها قديم وتزعم التقاطها حديثًا ما يطرح السؤال حول سبب قيامها بهذه التصرفات.

• الصراع في ليبيا
لم تتوقف لثانية واحدة قنوات قطر في بث روح الكراهية والإرهاب بين أبناء الشعب الليبي، كما تعمدت دعم الميليشيات الإرهابية في ليبيا من خلال تهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلى أيدى الميليشيات، مما خلق حالة من الفوضى الأمنية والمؤسساتية بالبلاد، ونتيجة دعمها القوي للتنظيمات الإرهابية بالبلاد اتجه المقاتلون من كل دول العالم إلى ليبيا لتنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية وقتل أبناء الأمة العربية والإسلامية.
وأكد مسئولو المؤسسات الشرعية في ليبيا أن دولة قطر تدعم التنظيمات المتطرفة بالبلاد بالمال والسلاح، من أجل خلق حالة من الاضطراب الأمني والمؤسساتي بالبلاد، وحذر رئيس البرلمان الليبي، رئيس الحكومة الليبي، من استمرار التدخل القطري السافر في شئون ليبيا بسبب مواقفها الداعمة للإرهاب بالبلاد.

• لبنان
الملف اللبناني كان شاهدًا كذلك على الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تسفك دماء أبناء الشعب العربي، فعقب اختطاف العسكريين اللبنانيين كانت الدوحة الوسيط القوى بين جبهة النصرة الإرهابية وحكومة رئيس وزراء لبنان تمام سلام، وصرح العديد من المسئولين اللبنانيين البارزين بأن الدوحة الوحيدة القادرة على التفاوض بشأن ملف العسكريين المختطفين نتيجة علاقاتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية.