الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

بالفيديو.. فانوس رمضان.. "المصري" يتحدى "الأجنبي"

فانوس رمضان
فانوس رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"فانوس رمضان".. بمجرد ظهوره يعي الجميع أن شهر رمضان على الأبواب، فهو أحد المظاهر المصاحبة للشهر الكريم، ويعد جزءا لا يتجزأ من احتفالاته ولياليه، ويعود أصل صناعته إلى المصريين، حسب الروايات المتداولة، فبدايته كانت في العصر الفاطمي، منذ ذلك الوقت ظل المصريون متمسكين به.
إذ في الأصل كانت البداية والصناعة، مصرية، ولكن مع مرور الزمن، ومع عصر الانفتاح ظهرت الفوانيس المستوردة، صاحبها تطور في الشكل والمضمون، بالإضافة لأسعاره المنخفضة، بالطبع أثر ذلك على الصناعة المصرية، ولكن يظل الفانوس المصري، يمتلك الروح المختلفة والمحببة للأطفال قبل كبار السن، حتى ظهر قرارًا رسميًا بمنع استيراده من الخارج والاكتفاء بالصناعة المحلية، التي تحاول مجاراة التطور مع الحفاظ على العبق التاريخي للفانوس، حيث استخدام "النحاس، والقماش، والخشب"، لخروج المنتج بشكل جذاب، وتكلفة أقل.
وتوجهت "البوابة نيوز" إلى صناع الفانوس، لرصد مراحل إنتاجه، والصعوبات التي تواجه صناعته، حتى يخرج بالشكل المطلوب، فى البداية، يقول نجاتي محمد، أحد صناع فوانيس الخيمية: "أعمل في المجال منذ ٥ سنوات، ومع سنة تظهر أشكالًا جديدة، منها فانوس على شكل سيارة الترمس، والحمص، وترابيزة، وكرسي، وطبلية، بجانب شكل الفانوس التقليدي، وغيرها". 
يتابع "نجاتي": "يأتي هيكل الفانوس فارغًا، ومع الأدوات اليدوية البسيطة، مثل "مسدس الشمع، والمقص"، يتم تشكيل هيكل الفانوس، حيث تمر صناعته بعدة مراحل أولها السلك، ثم التشكيل على حسب نوع هيكل الفانوس الذى تريده، ونبدأ بتغطية الهيكل، وتشكيله بالخيم وكماليات الزينة".
يضيف: "المواطنون كانوا يشترون المستورد؛ كون سعره منخفضا، مقارنة بنظيره المصري، دون النظر إلى الجودة الرديئة"، مؤكدا أن الدقة والخامات الجيدة التي تستطيع التحمل على المدى البعيد، تجدها في الصناعة المصرية، وهو ما يميزها عن المستورد. 
ويقول أحمد محمد، صنايعي يعمل بصناعة الفوانيس الخيمية منذ ١٢ عامًا: "أسعار الفوانيس هذه السنة تختلف عن الأعوام السابقة، إحنا بنخسر عشان ننافس الصين"، مشيرًا إلى أن أسعار الخامات مثل "الشمع والسلك"، مرتفعة وزادت الضعف مقارنةً بالأعوام الماضية، معربًا عن حزنه الشديد لعدم تمكنه من منافسة الصين، قائلا: "مش قادر أنافس المستورد عشان تكلفته عالية والزبون بيفضل الرخيص".
وعن الفوانيس التي تشهد إقبالًا من المواطنين، يقول وليد المغربي، أحد العاملين بورش الفوانيس الخيم، إنه يصنع أشكال "خيم" من القماش منها الأحمر، والأزرق والأخضر، فضلًا عن الرسومات الكرتونية، مثل "بكار، وبوجي وطمطم، وفطوطة، وهلال رمضان"، وأيضًا يتم تشكيل صينية، وأطباق من الخيم، متابعًا: "الإقبال هذا السنة كبير على الفانوس الخيم؛ لارتفاع سعر الفانوس النحاس، والزجاج، نظرا لارتفاع أسعاره"، مشيرًا، إلى أن موسم شراء الفوانيس يبدأ مع دخول الشهر الكريم، ويعد الفانوس العادي أبرز الأشكال التي يقبل عليها المواطن مقارنةً بالأشكال المختلفة.
ويكشف محمد رضا، سر الفانوس الخشب، قائلًا: "اكتشفت فكرة تصنيع الفوانيس الخشب منذ عامين، عن طريق الإنترنت ورسومات أشكال هيكلة الفوانيس، لتطبيقها في الواقع بأقل الأدوات، وإنتاج فانوس محلى شامل بعيدًا عن المستورد"، مضيفًا، أنه حاول أن يقترب إلى الزبائن بشكل أكبر بكتابة الأسماء وطبع الصور بجانب أغاني رمضان على هيكل الفانوس، فضلا عن مواجهة طرق تصنيع الفوانيس في الأسواق، المتمثلة في "السيارات والعرائس، وغيرها..".
وانتقد "رضا"، الرسومات "أبلة فاهيتا.. عم شكشك، والعرائس"، رافضًا أن تظهر فوانيس رمضان، بمثل هذه الأشكال، قائلا: لا بد أن يعلم الأبناء ما هو فانوس رمضان، المتمثل في رسومات المساجد فقط، وإن ما يشاهده في الأسواق غرضه التسويق دون النظر إلى المضمون"، مشيرًا إلى وجود ٢٤ مرحلة يمر بها تصنيع الفانوس الخشبي، بمختلف الأحجام يبدأ من ٢٥ سم و٣٥ و٥٥ و١١٠ وصولًا إلى ١.٦٥ متر، بأسعار متفاوتة، يراها في متناول الجميع، معربًا عن سعادته لزيادة حركة الإقبال على الفانوس الخشب بشكل كبير مقارنةً بالعام الماضى.
وعن "الفانوس النحاس"، يقول أحمد السنى: "أكتر من٤٠ عاما فى صنعة الفوانيس، وكل سنة الأسعار بتختلف عن اللي قبلها، وكذلك الأشكال، مثل تاج الملك، وأبو طاردة، والقدس"، كما يعد الفانوس النحاس، أغلى الأنواع ويقبل على شرائه أصحاب الدخل العالي، مقارنةً بباقي الأنواع الأخرى، ويرى أن الفانوس النحاس الصغير يكون سعره فى متناول الجميع، واصفا إياه بـ"فانوس المواطن الفقير".
وأكد "السنى" أن الصين لن تستطع صنع فانوس من النحاس ينافس الفانوس المحلى، حيث جاء وفد صيني قام بتصويره أثناء مراحل الصناعة لتقليده، ولكن لم يتمكن من إخراج هذا المنتج بالجودة نفسها، متابعًا: "المستورد خد فترة في السوق، ولكن التجار زهقوا منه نظرًا لسوء خاماته"، موضحًا أن الخامة المصرية تتحمل الكثير، ويمكن أيضًا إدخال صيانة به حال تلفه.
وأشار السنى، إلى أن الإقبال هذا العام متوسط إلى حد ما، بنسبة ٣٥٪ زيادة من المصريين و٥٠٪ من العرب، مقارنةً بالأعوام الماضية، كما أن العرب هما أكثر الجنسيات التي تشترى الفانوس المحلى: "العرب بياخدوا مننا شغل كتير خاصة هذا العام، جالنا ناس من السعودية والإمارات والكويت، ولكن البحرين أكتر ناس سحبت شغل كتير".