بابتسامته المعهودة وبشرته السمراء وجسده النحيل، يتجول "منًص" يوميًا بين السيارات ليقوم بمسحها أحيانًا أو يبيع المناديل لراكبيها وللمارة أحيانًا أخرى وجراء ذلك تم القبض عليه أكثر من 13 مرة بتهمة بيع "سلع تافهة مناديل" وما يرافقها من أعمال التسول من جمهور المواطنين.
حكى لي "منص" عن سبب تسميته مؤكدًا أنه اسم أطلقه عليه أهله وزملاؤه ولكن اسمه الحقيقي "حساني أ ع" في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة طيبة الابتدائية بمنطقة أبو الجود ويقيم بمنطقة الحمام بشارع توت عنخ آمون بمدينة الأقصر ولديه 3 أشقاء ويعول والدته ووالده المريض بالسرطان – على حد قوله-.
عندما سألت "منص" عن سنه، قال: "أنا عايش بقالي كتير ومعرفش سني بس أنا في تالتة ابتدائي بس مبحبش أروح عشان المدرس هناك بيضربني ضرب مؤذٍ. وعشان كدا مبحبش أروح المدرسة وهو طلعني منها، ونسيت كل اللي درسته بس لو رجعني أبويا هروح، بشتري دستة المناديل وبطلع كل يوم الساعة 10 الصبح عشان ألقالي معيشة وأطلع على كورنيش النيل لأني بيكون في أتوبيسات سياحة ببيع لهم مناديل وممكن أمسح السيارات في الإشارات لأن محدش بيشتغل في البيت غيري ووالدي مريض ومش بيشتغل".
وأضاف "منَص"، "أجمع ما بين 25 جنيهًا أو 30 جنيهًا في اليوم نظير عملي وأكبر مبلغ حصلت عليه في يوم عندما قام أحد الضباط بإعطائي 200 جنيه أثناء وقوفي بإحدى الإشارات وكانت أول مرة أحصل على هذا المبلغ روحت جبت كيس مكرونة و10 جنيهات بيض وفول ودواء لوالدي وبحط فلوس في حصالة والدي وكمان في واحد سعودي أعطاني مرة نقود كثيرة واشترى هدوم لأخواتي واللي بيرزقني بيه ربنا بروح بيه".
وتابع، "كل الفلوس اللي بشتغل بيها بجيب بيها أكل للبيت وبفسح أخواتي وبحب أجيب لهم هدوم وحاجات يلبسوها في إيديهم وأغلبها بتكون ببلاش عشان بتعرف على ناس في المعارض والمحلات بيدوني الحاجات دي عشان بيحبوني وكمان أغلب الضباط اللي بشوفهم بيدوني فلوس ويقولولي روح ومتبيعش مناديل".
وعن أمنيته في الحياة، قال بائع المناديل المحبوب، "معنديش أمنية معينة بس عايز أطلع ظابط عايز أبقى زي أحمد بيه زاهر – رئيس مباحث رعاية الأحداث بالأقصر - لأنه بيعاملني كويس وكمان عايز أقبض على تجار المخدرات" مضيفا، "أحمد بيه مسكني كتير قبل كدا وبيسيبني لأنه هو بيحبني لأنه عارف إني مبسرقش ولا بعمل حاجة غلط وإني في معيشتي بس وعندي صحابي كتير بس بمشي مع ناس محترمة وفي مرة شوفت حرامي في الحبس بس قعدت بعيد عنه عشان عارفه عيل مؤذي، ونفسي الدنيا تكون كويسة والناس يعاملوني باحترام".
من جانبها تقوم وحدة مباحث رعاية الأحداث بمديرية أمن الأقصر بإشراف اللواء زكي مختار مدير إدارة البحث الجنائي وبقيادة النقيب أحمد زاهر رئيس وحدة مباحث رعاية الإحداث بشن حملات مكثفة بشكل مستمر لضبط الأطفال الأحداث بالشوارع لامتهانهم التسول وقيامهم ببيع السلع التافهة التي يرافقها التسول وإزعاج المواطنين، والتعرض للخطر بالطريق العام واتخاذ كل الإجراءات القانونية حيالهم.
ولكن وفقًا لقانون الطفل حيث لا يوجد مسئولية جنائية على الحدث أقل من 15 سنة.
