الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يوسف إدريس.. سلطان قانون الوجود

يوسف إدريس
يوسف إدريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنقل المبدع الراحل يوسف إدريس؛ والذي تحل ذكرى مولده اليوم، بين الطب والأدب، وعشق القصة القصيرة، وغاص في عوالمها حتى استطاع أن يحقق مصرية القصة القصيرة، فاستحق أن يُلقّب بأمير القصة، ووصِف كذلك بأنه أديب الأطباء وطبيب الأدباء، وظلت آراؤه بارزة في كل النواحي الفكرية والسياسية.
كانت حياة يوسف إدريس، مليئة بالصراعات، فقد كان دائمًا يدقق في التفاصيل، ويعزف على وتر المحرمات من قِبل المجتمع والعرف والدين فقد عاش رافضا لكل ما يقيد حرية الإنسان وهو أبرز من كتب القصة القصيرة في العصر الحديث وتميز قلمه بالدقة والتركيز والتعبير المميز عن الأهداف فهو عبقري في دراسة النفس البشرية والوقوف على نقاط قوتها وضعفها، وذلك لقربه من الإنسان في أضعف حالاته النفسية، لحظات الصدق، لحظات الضعف، لحظات المرض، وهي اللحظات التي يبوح خلالها المريض للطبيب بأدق التفاصيل التي يخفيها عن العالم أجمع، وكانت هذه هي بداية يوسف إدريس ليتقرب من النفس البشرية ويغوص في اعماقها ويكتب بعمق وصدق عن المجتمع والناس وما يواجهان من مشكلات، فقد كان يكتب كما يريد الناس أن تحكي، وكان يسرد كما كانت الناس تريد أن تعبر عما يجول بصدرهم من طموحات وأحلام وآمال وأوجاع، وما يقابلهم من منغصات ومؤرقات،
ولد يوسف إدريس في التاسع عشر من مايو، بمحافظة الشرقية عام 1927، وتلقى تعليمه في مدارس الحكومية، ثُم التحق بكلية الطب جامعة القاهرة، ليعمل في المستشفيات الحكومية، وكان مفتشًا صحيًا في الدرب الأحمر؛ لكنه كذلك بدأ في الاهتمام بموهبته الأدبية، فأخذ ينشر قصصه القصيرة في الصحف بداية من عام 1950، وبزغ نجمه بعد نشر قصة "أنشودة الغرباء" والتي نشرت في مجلة القصة، وبعدها تابع نشر قصصه في مجلة روز اليوسف، وجريدة المصري التي كان ينشر فيها قصصه بانتظام، ثم كتب عدة مقالات في مجلة صباح الخير، وشارك في تحرير مجلة التحرير، ثم أصبح من كُتّاب جريدة الجمهورية التي بدأ ينشر فيها حلقات قـصصه "قــاع المدينة، المسـتحيل، وقبر السلطان "، ثُم أصدر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالي" عام 1954، التي مثّلت البداية الفعلية للواقعية في الأدب المصري، وأعقبها بمجموعته الثانية "العسكري الأسود"، والتي وصفها أحد النقاد بأنها "تجمع بين سمات دستويفسكي وسمات كافكا معًا".
واستطاع يوسف إدريس تثبيت أقدام القصة القصيرة ونقلها من المحليّة إلى العالميّة، حيث اختار موضوعاتها من حياة الإنسان العربي المهمّش، فخلق قصة عربيّة، بلغة عربيّة مصرية قريبة من لغة الإنسان العادي وبذلك نقلها من برجها العاجي إلى لغة التخاطب اليومي، وبالنسبة لشخصيات قصصه فقد ركز على نمطين من أنماط الشّخصيّة القصصيّة وهما: شخصيّة المرأة باعتبارها عنصرًا مسحوقًا ومهمّشًا أكثر من غيره، فنذر حياته للدّفاع عنها وللكتابة من أجلها، أما النمط الثاني فهو الشّخصيات الرّجوليّة وهي شخصيّات، في معظم الحالات، من قاعدة الهرم، من الشريحة المظلومة في المجتمع المصري وهي تمثيل للإنسان المصري الذي يعيش على هامش الحياة المصرية بكل مستوياتها.
طال إدريس الكثير من النقد عندما تقاطعت أعماله مع علاقاته السياسية، مثل موقفه من جائزة مجلة حوار التي عام 1966 التي وافق عليها ثم تغير موقفه بعد أن اتضح أن تمويلها من خلال المنظمة العالمية لحرية الثقافة، والتي كانت تابعة لحلف الأطلنطي، مما دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى تعويضه عن رفضها بمنحه مبلغ الجائزة؛ كذلك توترت علاقته بالرئيس السادات بعد أن كتب مقالات "البحث عن السادات"، فغضب الرئيس، وخرجت الصحف تقول إن إدريس ينتحر ويغتال تاريخه، ووصل الأمر إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة، فكتب مسرحيته "البهلوان" من وحي هذه الهجمات التي تعرض لها، فجاء بطله صحفيًا يمُارس مهام رئيس التحرير نهارا، وفي المساء يمارس بسرية عمله كبهلوان في السيرك، مستعينا بالمساحيق والطلاء لإخفاء ملامحه، وفي الحوارات التي جرت بينه ومساعده قال له أنه في عمله الصحفي ليس أكثر من بهلوان.
من أهم قصصه:
أرخص ليالي سلسلة "الكتاب الكبير الذهبي"، روز اليوسف، ودار النشر القومي، 1954.
جمهورية فرحات، قصص ورواية تدور حول الصول فرحات وأفكاره عن عالم الشرطة والأجرام. القصة تم نشرها في مشروع كتاب في جريدة. القاهرة، دار النشر القومية، 1957. وفي هذه المجموعة رواية: قصة حب التي نُشرت بعدها مستقلة في كتاب صادر عن دار الكاتب المصري بالقاهرة.
البطل، القاهرة، دار الفكر، 1957.
حادثة شرف، بيروت، دار الآداب، والقاهرة، عالم الكتب، 1958.
أليس كذلك؟، القاهرة، مركز كتب الشرق الأوسط، 1958. وصدرت بعدها تحت عنوان: قاع المدينة، عن الدار نفسها.
آخر الدنيا، القاهرة، سلسلة "الكتاب الذهبي" روز اليوسف، 1961.
العسكري الأسود، القاهرة، دار المعارف، 1962؛ وبيروت، دار الوطن العربي، 1975 مع رجال وثيران والسيدة فيينا.
قاع المدينة، القاهرة، مركز كتب الشرق الأوسط، 1964. وهي مجموعة قصصية تتناول الحياة والشخصيات والبيئة المصرية والحس الوطني في فترة من فترات تاريخ مصر الهامة، من خلال عدد من القصص القصيرة.
لغة الآي آي، القاهرة، سلسلة "الكتاب الذهبي"، روز اليوسف، 1965.
النداهة، القاهرة، سلسلة "رواية الهلال"، دار الهلال، 1969؛ ط2 تحت عنوان مسحوق الهمس، بيروت، دار الطليعة، 1970.
بيت من لحم، القاهرة، عالم الكتب، 1971.
المؤلفات الكاملة، ج 1:القصص القصيرة، القاهرة، عالم الكتب، 1971.
ليلة صيف، بيروت، دار العودة، د.ت. والكتاب بمجمله مأخوذ من مجموعة: أليس كذلك؟
أنا سلطان قانون الوجود، القاهرة، مكتبة غريب، 1980.
أقتلها، القاهرة، مكتبة مصر، 1982.
العتب على النظر، القاهرة، مركز الأهرام، 1987.
قصة مصرية جدا: قصص لم تُنشر في مجموعات، إعداد وتقديم عبير سلامة، القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2008.
ومن رواياته:
الحرام، القاهرة، سلسلة "الكتاب الفضي"، دار الهلال، 1959.
العيب، القاهرة، سلسلة "الكتاب الذهبي"، دار الهلال، 1962.
رجال وثيران، القاهرة، المؤسسة المصرية العامة، 1964.
البيضاء، بيروت، دار الطليعة، 1970.
السيدة فيينا، بيروت، دار العودة 1977.
نيويورك 80، القاهرة، مكتبة مصر، 1980.
(نظرة) حارة في القاهرة
أكان لابد يا لى لى أن تضىء النور؟
أما أهم مسرحياته:
1- ملك القطن (و) جمهورية فرحات، القاهرة، المؤسسة القومية. 1957 مسرحيتان.
2- اللحظة الحرجة، القاهرة، سلسلة "الكتاب الفضي"، روز اليوسف، 1958.
3- الفرافير، القاهرة، دار التحرير، 1964. مع مقدمة عن المسرح المصري.
4- المهزلة الأرضية، القاهرة سلسلة "مجلة المسرح" 1966.
5- المخططين، القاهرة، مجلة المسرح، 1969. مسرحية باللهجة القاهرية.
6- الجنس الثالث، القاهرة، عالم الكتب، 1971.
7- نحو مسرح عربي، بيروت، دار الوطن العربي، 1974. ويضم الكتاب النصوص الكاملة لمسرحياته: جمهورية فرحات، ملك القطن، اللحظة الحرجة، الفرافير، المهزلة الأرضية، المخططين والجنس الثالث.
8- البهلوان، القاهرة، مكتبة مصر، 1983.
9- أصابعنا التي تحترق


حصل إدريس على عِدة جوائز أبرزها جائزة عبد الناصر في الآداب عام 1969، جائزة صدام حسين للآداب عام 1988، جائزة الدولة التقديرية عام 1990 ؛ وتوفى في أول أغسطس عام 1991 بعد الصراع مع مرض خبيث.