الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الإستروكس".. مزاج "أولاد الذوات".. والجرام بـ 300 جنيه

400 مليار جنيه تكلفة «الكيف» سنويًا

الإستروكس
الإستروكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى رحلة البحث عن المال والربح السريع غير المشروع، أصبح تعاطي المخدرات مجالًا يتفنن في تطويره تجار السموم، بداية من ظهور نوعيات وأشكال جديدة لطرحها للبيع للشباب، كما تختلف التكلفة وبشكل متفاوت بين كل نوع وآخر، ويرجع ذلك لاستهداف كل الفئات فى المجتمع بتوفير "الصنف" المناسب لطبقات الأثرياء والفقراء.
انضم فى الفترة الأخيرة "صنف" جديد إلى سوق وتجارة المخدرات، هو نوع خاص «لأولاد الذوات» بسبب ارتفاع ثمنه، يسمى "الفودو أو الإستروكس" ويعرف بالتعويذة أو الفيل الأزرق، وهى عبارة عن أعشاب ذات اللون الأخضر، ويتم إضافة خلطة له من المواد الكيميائية والمواد المسكنة، فهو مجموعة من المخدرات المندمجة، ويبلغ عددها أكثر من 130 نوعًا، ويصل سعر الجرام منها إلى أكثر من 300 جنيه، ويحتوي على مادة الحشيش والهيوسين والهيوسايمين والإتروبين، فتعمل هذه المواد على إرخاء العضلات والأعصاب والإصابة بالخلل الذهني وتؤدي إلى الغيبوبة، ذلك المخدر صنع خصيصًا لإرخاء الجهاز العصبي للثيران والأسود للسيطرة عليها في المسابقات الدولية أو السيرك.
وزبائن «الإستروكس» من سكان المناطق الغنية والراقية وطلاب الجامعات الخاصة، وأيضًا المدارس الخاصة الذين يتحولون بعد «أول نفس» إلى مدمنين ويزداد طلبهم على هذا المخدر «التعويذة».
كما انتشر نوع آخر «للكيف»» يعرف باسم «البلاية» أو المعروف بحبوب السعادة، وهو منتشر فى أوروبا وأمريكا، ثم تسلل إلى داخل مصر، وهو عبارة عن حبوب مكونة من مواد الميثيلين ديوكسي ميتامفيتامين ويتعاطى عن طريق الحبوب أو الحقن.
معدلات الإدمان
وكشف تقرير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان العام الماضي ٢٠١٦، عن أن نسبة تعاطي المخدرات في مصر بلغت ١٠٪، وهي ضعف النسبة العالمية التي تسجل ٥٪، ووصل معدل التعاطي إلى ١٠.٢٪، حيث إن معدل التعاطي يختلف بين الأفراد، فمنهم من يستخدم المخدرات بشكل يومي، والبعض يتناولها في أوقات مختلفة، هذا بخلاف أن ٨٠٪ من الجرائم المختلفة غير المبررة تقع تحت تأثير المخدرات كالاغتصاب والتعدي على الأبناء وجرائم القتل البشعة.
وأوضح التقرير أن نسبة التعاطي في مصر ضعف المعدلات العالمية، لافتا إلى أن الإدمان ينتشر في المرحلة العمرية ما بين ١٥ و٤٠ عاما، ويزيد بين فئة السائقين على ٢٤٪، والحرفيين بنسبة ٢٠٪.
وأشارت التقارير الخاصة بنسبة ومعدلات الإدمان فى مصر إلى أن حجم تجارة المخدرات يتجاوز الـ ٤٠٠ مليار جنيه سنويا، وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات فى نسبة المدمنين التى تصل إلى ٣٣٪، وتليها محافظات الصعيد.
المتعافون يتحدثون
التقت «البوابة» ببعض المتعافين من إدمان المخدرات:
شاب حاصل على بكالوريوس هندسة، يدعى «م. م» وأقام لفترة فى إحدى دول الخليج، وفى سن المراهقة عاد إلى مصر، بدأت رحلته مع الإدمان، بتدخين السجائر بتشجيع من أصدقائه، ثم تعاطى الحشيش، وبصحبة أصدقاء السوء، بدأ في تجربة إضافة أنواع أخرى من المخدرات إلى الحشيش، ثم ذهب مع صديقه يوما وهو يبحث عن الترامادول، وبعد إقناع صديقه له بتجربته، أضاف له نصف قرص أول مرة، وتوالت المرات.. بالقرص كامل.
قال لـ «البوابة» إنه كان ينفق يوميا أكثر من ١٠٠ جنيه للحشيش، و٢٠٠ جنيه لشراء ترامادول!، وعندما زادت تكلفة المزاج، بدأ فى سرقة أصدقائه وأهله رغبة فى الحصول على أموال المخدرات، بل قرر الاتجاه ليكون «ديلر» أى يوزع المخدرات، وتفرغ لهذا المجال، وترك عمله، ثم اكتشفت زوجته غرقه في تلك البئر فقررت الطلاق!. هنا فقط.. استيقظ.. بعدما فقد كل شيء، وقرر أن يتعافى من الإدمان، ودخل مستشفى لعلاج الإدمان بمساعده أسرته وأمضى به ٩ أشهر، بعدها تعافى وبدأ يستعيد ثقة أهله ورفاقه من جديد. 
قصة فتاة
فتاة أخرى، روت لـ «البوابة» تجربتها مع الإدمان، الفتاة تدعى «ن.ع» درست بالجامعة الأمريكية، ونشأت في أسرة غنية، لكن الخلافات دبت بين الأبوين، وأدت إلى الطلاق، ثم زواج الأب، وعاشت مع والدتها وحيدة بعدما سافر شقيقها إلى الخارج، سافرت إلى الخارج برفقة أصدقائها، وبدأت في تدخين السجائر، وفي إحدى الرحلات إلى الخارج جربت نوعًا جديدًا من المواد المخدرة هو «الإستروكس»، وحاولت أن تجرب «الهيروين» بعد إلحاح من أصدقائها، وأخيرا انجرفت وراء قصة حب مع رجل يكبرها بأكثر من ٢٠ عامًا وأقنعها بالزواج العرفي، وبعدها نحل جسدها وتحولت إلى هيكل عظمي متحرك، فاضطرت والدتها لنقلها إلى المستشفى والبدء في علاجها!
أصدقاء السوء
تحدث أيضًا شاب آخر لـ «البوابة» تعافى من إدمان المخدرات، يدعى «ا.ب» حاصل بكالوريوس تجارة، قال إن الأصدقاء تعلم منهم الكثير من العادات السيئة، فبدأ بالسهر كثيرا وإهمال الدراسة، وقام بتجربة «الحشيش» ثم «الإستروكس» بعد أن تناوله عدد من أصدقائه، وبدأت رحلة الإدمان في تلك الوقت، وبدأ في سرقة مصوغات جدته، لكي يستطيع أن يجلب تلك المواد، خاصة إن الإستروكس يتجاوز سعر الجرام أكثر من ٢٥٠ جنيهًا، وأضاف أنه مارس جميع طرق النصب لكي يكسب الأموال.. لكن وفاة صديقه بسبب المخدرات كانت سببًا فى اللجوء إلى مصحة إدمان للعلاج. 
الإدمان والجريمة
وربط الدكتور جمال فرويز، أخصائى الطب النفسي، بين الإدمان والجريمة، فقال إن الحالة العقلية للمتعاطي تتغير نتيجة اختلال وظائف الإدراك والتفكير لديه، وبالتالي ضعف السيطرة على ضبط الذات، مما يجعل المدمن يطلق العنان لرغباته وشهواته، فالمتعاطي يرتكب الجرائم دون الشعور بالندم، بل تصيبه حالة لا مبالاة، وأرجع انتشار إدمان المخدرات إلى الشباب وراء ثقافة القطيع، وحالة الفراغ الذي يمر به الشباب، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والمشاكل التي تواجههم من قبل المجتمع، مما يجعلهم بلا أهداف منشودة أو طموح يغير من حياتهم إلى الأفضل، لذلك يتجهون إلى عملية تعويضية، خاصة أن المدمن لا يمتلك عقلا واعيا يقوده إلى الأفعال الصحيحة بوقت الفراغ القاتل لديهم، موضحًا أن أصدقاء السوء هم السبب الرئيسي.
وأرجع «فرويز» انتشار المخدرات بشكل واضح إلى توافر المادة المخدرة بمختلف أنواعها، مطالبا الدولة بالعمل على مكافحة المخدرات، وقال إن العوامل الأسرية يمكنها أن تقود الأبناء إلى تعاطي المخدرات، كالخلافات بين الأب والأم، وإدمان الأب للمخدرات، مؤكدًا دور الأسرة في تشكيل شخصية الأبناء.
وأخيرا قال «فرويز» إنه لا بد من توافر فرصة العمل وتوفير خطة إشغال ومراعاة دور الأسرة في حماية أبنائها، لكي لا يغرق الشباب في هذه البئر العميقة من الكوارث والعادات السيئة، التي تتفشى في المجتمع بين الشباب.