الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مفتي الجمهورية: ليلة النصف من شعبان "مباركة".. "علام" يدعو إلى التزود من الطاعات إحياءً لسنة الرسول.. الأحاديث في فضلها "ثابتة".. الاحتفال ليس "بدعة".. وتحويل القبلة درس مهم في الصبر

الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن ليلة النصف من شعبان من الليالى المباركة التى يجب على المسلم أن يحرص على التزود فيها من الطاعة لأن الإنسان فى مسيرة حياته يحتاج إلى أن يتزود شيئًا فشيئًا من الأنوار الربانية بفعل الطاعات والتقرب إلى الله فى تلك الأيام.
وأضاف علام -فى حلقة برنامج "من ماسبيرو" التى تذاع على القناة الأولى المصرية- أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان محطات للتزود بالطاعات والأنوار والتقرب إلى الله، فجعل محطات يومية مثل الصلوات الخمس وسننها والتى هى طهارة للروح والجسد وتكفيرًا للذنوب، وكذلك جعل محطات أسبوعية من الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها، ومحطات سنوية كشهر رمضان المبارك، وأيضًا خلال العام جعل فى أيامه نفحات مثل ليلة النصف من شعبان ويوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة القدر وغيرهم.
وأكد مفتى الجمهورية أن ليلة النصف من شعبان قد ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه فضَّلها وتعبَّد فيها لله عز وجل، وعلى ذلك سار الصحابة الكرام والتابعون والمسلمون جميعًا إلى يومنا هذا. فالناس لا يزالون يحتفلون ويحيوون هذه الليلة المباركة. 
وردًا على من يشككون فى فضائل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالطاعة، قال فضيلة المفتي: "إنه يظهر كل عام من يشتتون الناس وينكرون عليهم إحياء هذه الليلة المباركة بالطاعات، رغم أن هناك نصوص تدل على إحياء النبى صلى الله عليه وآله وسلم لليلة النصف من شعبان".
وأضاف فضيلته أن إحيائنا لليلة النصف من شعبان موافق للسنة النبوية المطهرة لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصانا بإحياء هذه الليلة بأن نقوم ليلها ونعبد الله فيها وأن نصوم يوم النصف من شعبان، وذلك فيما رواه الإمام ابن ماجة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها".
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن إحياء مثل هذه الليالى المباركة ليس بدعة لأن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، موضحًا أن البدعة هى إحداث أمرًا ليس له أصل فى الدين أو يصطدم مع أصل من أصول الدين أو يُعطِل حكمًا شرعيًا ويخالفه.
وأضاف أن من يرى موقف الإمام الشافعى عندما جاء إلى مصر وسألوه عن تكبيرات المصريين فى العيدين وما يزيدون فيها فقال ما عليه الناس من التكبير هو حسن، فهو يدرك أن العلماء قد فهموا معنى السنة الحسنة، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام قد أحدثوا أمورًا ولكنها متفقة مع أصول الإسلام ولا تصطدم مع نص شرعي.
وأوضح المفتى أن التابعين أدركوا أهمية ليلة النصف من شعبان، حيث ورد عن الكثير من التابعين أنهم كانوا يحتفلون بهذه الليلة مثل اسحاق بن رهاوية، وخالد بن معدان، ولقمان بن عامر وغيرهم، بل كانوا يلبسون أحسن الثياب ويتبخرون ويقومون فى المسجد فى تلك الليلة يقرأون القرآن ويسبحون ويذكرون الله ويصلون.
وذكر مفتى الجمهورية قولًا للإمام الفاكهى وهو يتكلم فى كتابه "أخبار مكة"، كيف كان أهل مكة يحتفلون بليلة النصف من شعبان، حيث قال فى باب "ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان": "وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة فى المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا، ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ فى كل ركعة بـ الحمد، وقل هو الله أحد عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبؤوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة فى هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة".
وأضاف مفتى الجمهورية: "علينا أن نقدم لربنا سبحانه وتعالى ما نتقرب به إليه وأن تستنير قلوبنا بالأنوار الإلهية بفعل الطاعة فى هذه الليلة، فقد وردت روايات تقول بأن الأعمال ترفع فى شهر شعبان، ونحن عندما نحيى هذه الليالى نكون فى نفحة من نفحات الله، فهى ليلة يستجاب فيها الدعاء، وعندما اشتاق النبى لأن تتحول القبلة إلى المسجد الحرام استجاب الله فيها لدعائه.
وأوضح المفتى أن الحكمة من تحويل القبلة هى اختبار لقوة إيمان المؤمنين، كما أنها درس مهم فى الصبر، فبعد تحويل القبلة جاء من يشككون الناس فى رحمة الله، وقال إن ما صلاه الناس من صلوات قد ضاعت، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
ودعا مفتى الجمهورية المسلمين جميعًا أن يصفوا نفوسهم فى هذه الليلة المباركة لأنها ليلة أنوار وبركات، وأن يتركوا المشاحنة والخصام لأن الله سبحانه يطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
وعن كيفية الاستعداد لشهر رمضان الكريم أكد مفتى الجمهورية أنه على المسلم أن يتوب لله عز وجل توبة نصوحًا، وأن يقضى ما عليه من حقوق الناس وأن يصل رحمه ويقضى ما عليه من فرائض لم يؤدها لأن دين الله أحق أن يقضى.
وحذر فضيلة المفتى من الإسراف فى النفقات من طعام وشراب فى شهر رمضان، مؤكدًا أننا فى حاجة إلى تعديل بعض السلوكيات خاصة تلك المنافية للشهر الكريم مثل الإسراف الشديد رغم أنه شهر الصوم، وكل النصوص الشرعية تدعو إلى الاقتصاد وعدم الإسراف، فديننا دين الوسطية فى كل شيء.
وأضاف فضيلته: لا ننكر التوسعة على الأهل ولكن فى حدود الضوابط الشرعية وبدون إسراف، فرمضان فرصة حقيقية ودرس عملى لمن أراد أن يقتصد ويدرب نفسه على عدم الإسراف.
كما حذر علام من التحجج بالصوم لتعطيل مصالح الناس، مؤكدًا أن النموذج النبوى فى رمضان كان خير مثال على الحركة والعمل الدؤوب فى رمضان، وقد كانت أغلب الانتصارات فى رمضان ولم يكن الصوم مانعًا من أن يعمل الناس ويجتهدوا فى العمل.