الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"البوابة نيوز" تُحقق في واقعة قتل مدمن لوالدته في المطرية

منزل والدة المدمن
منزل والدة المدمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أفنت عمرها في العمل والخدمة في المنازل، كعاملة نظافة لجلب المال والإنفاق على أولادها وتربيتهم، وكانت مكافأتها في النهاية الذبح على يد أحد أولادها لسرقة قرطها الذهبي لشراء المواد المخدرة.
وأقدّم شاب ثلاثيني على ارتكاب جريمة نكراء، حيث ذبح والدته، وقطع أذنيها لأخذ قرطها الذهبي طمعًا في الاستيلاء على ما لديها من أموال لشراء الترامادول في شارع البترول بالمطرية.
وانتقلت «البوابة نيوز»، إلى مكان الحادث لكشف ملابساته، التي وقعت في منزل متهالك، تقطن بداخله الحاجة «حربية» أم أشرف.. ضحية الذبح على يد والدها.
واستغل الابن نوم والدته وأحضر سكينًا وطعنها بصدرها عدة طعنات، وحاولت مقاومته إلا أنه شنقها ولم يكتف بذلك بل قطع أذنيها ليسرق منها قرطها الذهبي حتى سقطت جثة هامدة.


وروت «أم سيد»، جارة القتيلة، أحداث الواقعة، قائلةً: «قبل الحادثة، بيومين، ذهبت إليها القتيلة، وقالت لها: «لما أموت أوصيكي تبيعي الحلق بتاعي، وبفلوسه تجبيلي كفن، عشان عيالي غلابة، ومش معاهم فلوس». وأجهشت في البكاء، وأضافت: «كنا عشرة عمر، وعمرها ولا مرة زعلت حد منها، وكانت بتشتغل بـ20 جنيهًا، تمسح وتكنس عشان في الآخر تعطيهم لابنها الحرامي، اللي سرق منها السنة الماضية، تليفزيون وريسيفر، وبفلوسهم يشتري برشام وحشيش».

وأضافت: «نجلها في يوم الحادثة، كان رابط إيده، وكان بيقول للناس اللي بتعدي في الشارع في حد شاف والدتي: لأنها متغيبة، ولا يعلم بمكانها، فتجمعت الجيران، وكسرنا باب شقتها، وشوفتها ياعيني مذبوحة.. ربنا ينتقم منه، وأطالب بإعدامه في ميدان عام».
وقال زوج ابنتها حسين لـ«البوابة نيوز»: «ماكنتش حماتي هي أمي، وست بمائة راجل، ربنا يريحنا، ويشنقوا ابنها عشان جبلنا الفضائح».


وأضاف: «القتيلة زوجت كل أبنائها، وكان نفسها تذهب للعمرة، وتزور بيت الرسول (ﷺ)، وكانت بتحب جيرانها، وجالسة طوال الوقت على المسطبة المفصلة بجوار باب المنزل».
والتقط الحاج إبراهيم، أحد جيران القتيلة، أطراف الحديث، قائلًا: «الجمعية كانت تقوم بصرف مرتب شهري للقتيلة لأنها مسكينة، والجاني سيئ السمعة، ودائمًا غايب عن الوعي؛ لكثرة شربه للمخدرات، وفى يوم الحادثة، شاهدت القتيلة غارقة في دمائها، وكانت مخنوقة بالحبل، وبها طعنات في صدرها، وموضوع على وجهها مخدة، وقمت بإبلاغ الشرطة، وبعدها شاهدنا ابنها يقوم بالتمثيل بدور المريض بالصرع، فسقط على الأرض، وقام بارتعاش جسده؛ ليبعد الشك عنه، وبعدها عرفنا أنه القاتل.. حسبنا الله ونعم الوكيل».
وقال «رمضان»، جار الضحية: «إنه في يوم الحادثة أتى إليه وائل القاتل، وقال له لو حد سألك عليّا، قوله إنى كنت معاك في الشغل من الصبح، وكان شكله عامل عمله، وخايف، وهو كان بيشتغل معايا في العتالة، وكان يوم بيروح وعشرة جالس على القهوة، وقابلنا محمود الذي أكد سمعته السيئة، وإنه منذ فترة، وتقوم والدته بالإنفاق عليه، بعد أن طلق زوجته، وهو يعيش بمنزلها، وكان محكومًا عليه بـ3 سنوات حبس؛ لقيامه باغتصاب طفل عمره 10 سنوات».


وتعود تفاصيل الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة المطرية، بلاغًا من وائل فراج، عامل؛ باكتشافه مقتل والدته «ح أ ح»، عاملة نظافة، داخل شقتها، وبالانتقال والفحص عُثر على جثة مسجاة على ظهرها، بأرضية غرفة النوم، ترتدي ملابسها كاملة، وبها إصابات، عبارة عن جرح ذبحي بالرقبة من الأمام، وجرح قطعي باليد اليسرى، و2 طعنة بالبطن.

وتبين بعثرة بمحتويات الشقة، ووجود كسر بشباك غرفة النوم من الداخل، وسرقة قرطها الذهبي، ومبلغ مالي 200 جنيه، وبإجراء التحريات، وجمع المعلومات، تبين أن المُبلغ نجل المجني عليها، مشهور عنه تعاطي المواد المخدرة، ودائم التشاجر معها، وأنه وراء ارتكاب الواقعة.

وبمواجهته بما ورد من معلومات، وما أسفرت عنه التحريات، وظروف وملابسات حدوث إصابته، اعترف بارتكاب الواقعة بقصد التخلص من المجنى عليها وسرقتها، وأقر أنه نظرًا لمروره بضائقة مالية، اختمرت في ذهنه فكرة التخلص من والدته وسرقتها والاستيلاء على شقتها عن طريق الميراث، وفى سبيل ذلك انتظر لحين استغراقها في النوم، وقام بكتم أنفاسها، وحال مقاومتها له، قام بالتعدي عليها بسكين، مُحدثًا إصابتها التي أدت إلى وفاتها، وأحدث بنفسه بدون قصد إصابته المشار إليها، واستولى على مبلغ مالي 200 جنيه، وقرط ذهبي، كانت تتحلى به، ولدرء الشبهات عن نفسه، ولتضليل فريق البحث، قام ببعثرة محتويات الشقة، وكسر شباك غرفة النوم؛ لإظهار الواقعة على أنها واقعة تسلق من مجهول، وقام بوضع جبيرة على يده اليسرى لإخفاء إصابته.


وأضاف بأنه تخلص من السلاح الأبيض المستخدم في الحادث، وملابسة المدممة بإلقائها بمقلب قمامة، دائرة القسم.

وتم ضبط القرط الذهبي بإرشاده، ومبلغ مالي 50 جنيهًا، المستولى عليهما بمسكنه، والسلاح الأبيض المستخدم في الحادث، وملابسة المدممة بمكان إلقائها وأقر بإنفاقه باقي المبلغ المستولى عليه على متطلباته الشخصية، تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.