الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أرشيفجي المثقفين.. الذكرى الـ19 لرحيل الناقد الأدبي الجريء غالي شكري

الناقد الادبي غالى
الناقد الادبي غالى شكرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى بداية الستينات تحديدًا، عرف المشهد النقدى الأدبى العربى غالى شكرى كناقد، من خلال ثلاثة كتب أولها «سلامة موسى وأزمة الضمير العربى» الذى صدر فى القاهرة عام ١٩٦٢، ويعد بمثابة دراسة وافية وشاملة عن مشروع «سلامة موسى» الفكرى، وثانيها «أزمة الجنس فى القصة العربية» الذى صدر فى بيروت عام ١٩٦٢، وتميز بالجرأة والمقدرة على اقتحام آفاق جديدة وشائكة فى النقد الأدبى العربى لا يقدر على اقتحامها فى ذلك الوقت سوى ناقد قوى الحجة والمنطق والإرادة والثقافة، إذ إنه حصرٌ جاد وواعٍ لنتاجات كبار مبدعينا آنذاك «نجيب محفوظ، إحسان عبدالقدوس، محمود البدوى، وغيرهم»، وثالثها كان كتاب «المنتمى» ويعتبر أول دراسة جادة ومنهجية وكبيرة عن أدب «نجيب محفوظ».
وفى عام ١٩٦٨ ظهر أول إسهاماته - وربما أهمها - فى النقد الشعرى «شعرنا الحديث.. إلى أين» الذى نشرت فصول منه فى مجلة «حوار» اللبنانية، وتعرض فيه لتجارب أقطاب حركة الشعر الحر نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبدالوهاب البياتى، أدونيس، صلاح عبد الصبور، أحمد عبدالمعطى حجازى، خليل حاوى، بلند الحيدرى، أنسى الحاج.
واجه غالى شكرى سؤال النهضة من خلال كتابه «أقواس الهزيمة»، وحاول عبره أن يفكك معرفيًا العناصر التى تنطوى عليها صيغة النهضة.
ولد غالى شكرى فى منوف عام ١٩٣٥ لأسرة مسيحية فقيرة، واستطاع والده إلحاقه بمدرسة إنجليزية تابعة إحدى الإرساليات، لأن والده كان حارسا للكنيسة، وفى شبين الكوم تعرف على شباب قارئ مثل مكرم محمد أحمد وجورج بهجورى، وجاء للقاهرة واختلط بمثقفيها وكتابها ومقاهيها، وكتب فى عدة مجلات أدبية، وتعرف على مؤلفات سلامة موسى، وقرأ إنتاجه وانخرط فى صفوف اليسار المصرى، وقبض عليه عام ١٩٦٠ مع لويس عوض وأحمد بهاء الدين، ولكنه خرج سريعا وإن ترك فيه سجن القناطر أثرا حزينا فى نفسه.
وخرج ليكتب كتابا عن سلامة موسى، وفى السبعينات، وبعد وفاة ناصر فصله السادات مع ١٢٠ كاتبا من وزارة الثقافة وسافر إلى تونس وفرنسا فى نهاية عهد السادات، وأسس مجلة القاهرة الثقافية، وكان أحد من ينقبون فى أرشيف الثقافة المصرية، ليكشف المخبوء والمهمل والمستبعد والمطرود، ورحل غالى شكرى فى يوم ١٠ مايو عام ١٩٩٨.