الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الرمزية الثقافية لفرنسا المنفتحة" تتجلى عالميًا في معركة الانتخابات الرئاسية الأخيرة

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجلت "الرمزية الثقافية لفرنسا المنفتحة" عالميًا في الاهتمام الكبير من جانب مثقفين في شتى أنحاء العالم بمجريات معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة والشعور الظاهر لمثقفين عرب بالارتياح حيال فوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون على منافسته مارين لوبان مرشحة اليمين الشعبوي المتطرف.
وواقع الحال أن هذه "الحالة الشعورية للمثقفين العرب" جزء من حالة ثقافية عالمية تجلت في الاهتمام الكبير والواضح من جانب مثقفين في شتى أنحاء العالم بنتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة التي بدت فيها مارين لوبان تشكل تهديدا "للرمزية الثقافية لفرنسا المنفتحة".
وفي طرح ثقافي بعنوان "جمهورية الشعب.. لغة خطاب الانتخابات الرئاسية الفرنسية" قال الكاتب ستيفن بوول في جريدة الجارديان البريطانية أن مفردات الخطاب الانتخابي لمارين لوبان مرشحة الجبهة الوطنية كان مشحونا "بالتخويف من الآخر" فيما سعت لتصوير نفسها بأنها "تتحدث باسم الشعب" بينما حاول إيمانويل ماكرون "الحديث باسم الجمهورية".
وأشار ستيفن بوول إلى أن إيمانويل ماكرون عمد بدوره في مفردات خطابه الانتخابي "لإثارة مخاوف الناخب الفرنسي بشدة من عواقب المستقبل" حال انتخاب مارين لوبان رئيسة لفرنسا فيما أبدى هذا الكاتب المعروف بطروحاته الثقافية المعمقة إعجابا بإعلان ماكرون "ان المقاتلين الذين يحتاجهم إلى جانبه في المعركة من أجل فرنسا الغد ليسوا من الخبراء أو التكنوقراط فحسب وإنما هو بحاجة ايضا للفنانين والمبدعين".
وكانت مارين لوبان قد تعهدت خلال حملتها الانتخابية في سباق الانتخابات الرئاسية بتعليق الهجرة إلى فرنسا واستخدمت "مفردات خشنة" ضد المهاجرين ضمن "خطاب شعبوي" لإرضاء قاعدتها الانتخابية المناهضة لتدفق المهاجرين على فرنسا.
ومع أن فوز ماكرون في الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية الفرنسية لم يكن مفاجأة للكثيرين، كما اتفقت صحف ووسائل إعلام عديدة فإن أغلب هذه الصحف ووسائل الإعلام سواء في العالم العربي أو خارجه أبدت شعورا ظاهرا بالارتياح حيال انتصار مرشح "حركة إلى الأمام" المحسوبة على الوسط غير التقليدي.
والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون البالغ من العمر 39 عاما والذي يتبنى أفكارا جديدة لتيار الوسط يرفض بوضوح الثقافة الانعزالية التي كانت مارين لوبان ترمي لتكريسها في فرنسا حال فوزها في الانتخابات الرئاسية كما انه يتبنى خطابا ثقافيا داعما للانفتاح سواء على المستوى الأوروبي أو على الصعيد العالمي.
ولاحظ سمير عطا الله في جريدة الشرق الأوسط التي تصدر بالعربية من لندن ان الثقافة كانت حاضرة في معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية وقال:"يبحث متصارعو الانتخابات عن نقاط الضعف عند منافسيهم مثلما يفعل متصارعو الحلبات" مضيفا:"ضبطت مارين لوبان منافسها إيمانويل ماكرون وهو يقول: ليس هناك ثقافة فرنسية بل هناك ثقافة في فرنسا".
وبقلمه الجذاب وومضاته الثقافية الدالة مضى الكاتب سمير عطا الله ليقول بطرافة:"حقا ؟..ياللهول. في هفوة واضحة محا المسيو ماكرون سمعة اثينا المعاصرة ومدينة الأنوار..ربما كان ماكرون يقصد ان باريس كانت ايضا عاصمة الأدباء والشعراء والمسرحيين والفنانين الذين جاءوا إليها من كل أنحاء العالم لكي يبدأوا منها الطريق إلى الشهرة".
وأردف عطاالله مخاطبا قارئه:"تفضل عد:ارنست هيمنجواي، جيمس جويس، جورج اورويل، ابولينير، الروماني ايونسكو، جبران خليل جبران، هنري ميللر، راينر ماريا ريلكة، صامويل بيكيت، جابرييل جارسيا ماركيز، جيمس بالدوين، رالف امرسون، عزرا باواند، الخ..الخ.." فيما اوضح ان كل هؤلاء المبدعين توجهوا لفرنسا بسبب "الثقافة الفرنسية" وبسبب "اجيال من الشعراء والكتاب والمسرحيين والفنانين الذين جعلوا باريس حاضرة الأدب المعاصر".
وما كتبه سمير عطا الله قد يعبر عن مشاعر عديد من المثقفين المصريين والعرب الذين يدركون "الرمزية الثقافية لباريس" بل إنه يمكن القول إن "باريس قصة عشق للعديد من المثقفين العرب".
ولايمكن إغفال تأثر أجيال من المثقفين المصريين بكتابات وأفكار مفكرين وأدباء فرنسيين مثل فولتير وروسو وسارتر والبير كامو وأندريه جيد وأندريه مالرو وسيمون دي بوفوار فرانسواساجان وصولا لجاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس الذي يشكل بؤرة هامة في التواصل الثقافي بين فرنسا والعالم العربي فضلا عن رابطة الفرانكفونية كتجمع ثقافي عالمي.
وكثيرا ما تحدث مثقفون عرب عن باريس بصورة أقرب إلي الغزل باعتبارها "باريس كريستيان ديور وايف سان لوران ونهر السين وبرج ايفل والكوت دازور وموناليزا اللوفر والمولان روج ورقصة الكان كان ولوحات مونيه ومانيه وتولوز لوتريك وذكريات مسرح سارة برنار وروايات كوليت وبارفان كوكو شانيل".
إنها باريس " حدائق التويليري ومرحبا أيها الحزن لفرانسواز ساجان وعشق سارتر لسيمون دي بوفوار وسجن الباستيل وفيكتور هوجو وجان فالجان وجاذبية ايف مونتان ومقاهي مون مارتر والشانزلزيه ومطعم مكسيم والحي اللاتيني".
وفي باريس شيء ما يثير خيال الشعراء والكتاب والمبدعين المصريين والعرب مثل الشاعر والكاتب المصري فاروق جويدة الذي يقول "كان فيكتور هوجو صادقا حين قال إن باريس عاصمة الكون وبقية الدنيا ضواحيها وكان طه حسين مبهورا بها وهو يقول إنها مدينة الجن والملائكة" ثم إن عميد الأدب العربي عرف الحب مع سوزان الفرنسية التي كانت زوجته ورفيقة عمره وحياته.
ويعيد جويدة للأذهان حديث الكاتب الكبير توفيق الحكيم في مذكراته عن فتاة المسرح التي أعجب بها وكانت تبيع التذاكر كما أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان مبهورا بباريس وقد نقل هذا الحب إلى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكان متيما بباريس.
وللغة الفرنسية حضورها العريق في الجماعة الثقافية المصرية ناهيك عن أنشطة مصر في سياق المنظمة الفرانكفونية المعنية ضمن قضايا أخرى بوضعية اللغة الفرنسية في العالم.
وعلى سبيل المثال فإن الراحل الدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أشار في مقابلات صحفية إلى التأثير العميق للثقافة الفرنسية في تكوينه الثقافي بقدر ما يجسد "التواصل الإيجابي بين الثقافتين العربية والفرانكفونية".
ومن الطريف والدال أن الدكتور بطرس قال ذات مرة في مقابلة صحفية:"مازلت أشعر أن كتابتي بالعربية فيها بعض التركيب والإيقاع الفرنسي كما أن كتابتي بالفرنسية فيها تأثير السجع العربي والجمل الطويلة"، ولفت الدكتور بطرس غالي إلى أن أكثر من تأثر به في هذا السياق من التواصل الثقافي كان المستشرق الفرنسي ماسينيون الذي أصدر عدة مجلات وصحف في مصر وكان عضوا في المجمع اللغوي المصري فيما اشار غالي الى ميله شخصيا "للمدرسة التأثيرية الفرنسية".
وأضاف الدكتور بطرس غالي الذي كان أول أمين عام لمنظمة الفرانكفونية:"في الفنون التشكيلية أجدني مشدودًا إلى جوجان وماتييس وفي الأدب أحب البير كامو وفي الموسيقى دي بوسيه ورافاييل".
والأمر يدخل في سياق حالة من التفاعل الثقافي الخلاق كما حدث في عام 2012عندما فاز الفرنسي جيروم فيراري بجائزة جونكور عن روايته "موعظة عن سقوط روما" فيما اكد هذا الروائي الفرنسي المنحدر من جزيرة كورسيكا أنه تأثر إبداعيًا بإقامته في الجزائر لمدة أربع سنوات، كما تأثر بإقامته في ابو ظبي بدولة الإمارات حيث يعمل في مجال التدريس، غير أن أهم المؤثرات العربية والشرقية كانت تتمثل في الشعر الصوفي وإبداعات الحلاج وابن عربي.
ونوه جيروم فيراري بأهمية قراءاته لأدب نجيب محفوظ جنبا إلى جنب مع كتابات أمين معلوف والطاهر بن جلون اللذين فازا من قبل بجائزة جونكوروفازت بها في العام الماضي ليلى سليماني الكاتبة الفرنسية والمغربية الأصل عن روايتها "أغنية هادئة".
وجائزة جونكور الكبرى هي جائزة معنية بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية تمنحها أكاديمية جونكور سنويا لأفضل عمل نثري وعادة ما يكون رواية، وإذا كانت القيمة المادية للجائزة لا تكاد تذكر فإن قيمتها المعنوية بالغة الأهمية حيث تكفل توزيعا عاليا للعمل الفائز فيما يضمن الناشر إدراج هذا العمل ضمن قوائم أفضل مبيعات الكتب.
وكانت الأكاديمية الفرنسية قد اختارت الكاتب والروائى اللبنانى الأصل أمين معلوف ليدخلها خلفا للمفكر وعالم الانثربولوجى كلود ليفى شتراوس الذى توفى فى شهر أكتوبر عام 2009 واختير معلوف ضمن "الأربعين الخالدين فى الثقافة الفرنسية" من أول جولة للتصويت.
أما الكاتب والشاعر المغربي الطاهر بن جلون فقد فاز بجائزة جونكور عام 1987 عن روايته "ليلة القدر" بينما ظفر بها الروائي اللبناني الأصل امين معلوف في عام 1993بروايته "صخرة طانيوس" فيما كان الكاتب والشاعر الجزائري الراحل محمد ديب قد حصل على جائزة الأكاديمية الفرنسية الرسمية عام 1994 وهي ذات قيمة مادية يعتد بها حيث تصل الى نصف مليون فرنك خلافا لجائزة جونكور التي لاتكاد قيمتها المادية تزيد على العشرة يورو!
ومؤسس الجائزة ادموند دي جونكور الذي ولد عام 1822 وقضى عام 1896 كان مؤلفا وناقدا وناشرا ووقف كل ممتلكاته على تأسيس أكاديمية جونكور تخليدا لذكرى شقيقه الكاتب جول هوت دي جونكور الذي قضي عام 1870 فيما قرر ادموند دي جونكور ان تباع كل ممتلكاته بعد وفاته وتخصص فوائد هذا المبلغ الضخم لأكاديمية جونكور وتمويل جائزة سنوية لأفضل عمل أدبي.
وفي عام 1902 أسست أكاديمية جونكور ومنحت جائزتها الأولى بعد ذلك بعام، وكان أول من فاز بها جون انطوان ناو عن كتابه "قوات العدو" فيما نالها لفيف من مشاهير الأدب الفرنسي مثل مارسيل بروست وجان فايار وجورج دو هاميل والفونس دو شاتوبريان واندريه مالرو وسيمون دوبوفوار.
ويحظى الكاتب المغربي الطاهر بن جلون بمقعد في الأكاديمية منذ عام 2008 فيما فاز الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي بجائزة جونكور للشعر في عام 2009 ومع أن هذه الجائزة ينظر لها على أنها في مرتبة أقل من جائزو جونكور للرواية إلا أن أسماء كبيرة في عالم الشعر اقترنت بها مثل اوجين جيوفيك وايف بونغوا ولوران جاسبار.
الروائي الجزائري كمال داود من بين روائيين عرب في دول شمال أفريقيا يكتبون رواياتهم بالفرنسية، وكان قد فاز بجائزة "جونكور-الرواية الأولى" عن روايته "موسو.. تحقيق مضاد" وتستلهم رواية "الغريب" للكاتب الفرنسي الكبير البير كامو فيما يقول داود إنه يأنس إلى اللغة الفرنسية ويشعر بسعادة وهو يستخدمها في كتاباته، كما أنه لا ينكر إعجابه وتأثره بأسلوب كامو.
وإذا كانت مارين لوبان - التي خسرت سباق الرئاسة الفرنسية يوم 7 مايو الجاري - قد استخدمت خطابا ثقافيا انعزاليا ومناهضا بشدة للمهاجرين لفرنسا في حملتها الانتخابية التي آلت للفشل فلاريب أن المستفيد الحقيقي من وضع كهذا هو التيار التكفيري الاستئصالي كما تعبر عنه جماعات التطرف والإرهاب فضلا عن التيار الإقصائي العنصري المتطرف والمعادي للإسلام كدين بقدر ما يناهض الثقافة العقلانية الغربية المرحبة بالتنوع والحوار والتي تعلي من قيم الحرية والإخاء والمساواة والتسامح وقبول الآخر.
ولظاهرة الإسلاموفوبيا" أو "الرهاب من المسلمين" انعكاساتها السلبية المباشرة على المسلمين الأبرياء الذين يعيشون في دول الغرب، فيما يتعرض بعضهم لاعتداءات دون مبرر سوى تلك "الصورة الذهنية السلبية الناجمة عن ممارسات ولغة ومفردات الخطاب التكفيري الاستئصالي لجماعات التطرف والإرهاب التي تقسم العالم الى فسطاطين".
وفي مواجهة هذا الخطاب قد يكون من المفيد الإشارة لحقيقة مثل أن بعض أفضل الأطروحات الجامعية ورسائل الدكتوراه لباحثين في قضايا تتصل بالخطاب الديني الإسلامي والقضايا التي تهم المسلمين نوقشت أصلا في جامعة السوربون بباريس وغيرها من كبريات جامعات الغرب كرسالة الدكتوراه للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود وكانت في التصوف الإسلامي عن موضوع "أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي".
ومن الطريف والدال على تنوع الاهتمامات الثقافية للدكتور عبد الحليم محمود أن أول ما نشره قصة ترجمها عن الفرنسية من تأليف أندريه موروا كما ارتبط شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب بعلاقات علمية وثيقة مع هذه الجامعة الفرنسية وأساتذتها الكبار وكذلك كان الحال في رسالة الدكتوراه لعلم آخر من أعلام الأزهر وهو العلامة الدكتور محمد عبد الله دراز والذي حصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من السوربون عام 1947 وكانت الرسالة من شقين أحدهما "مدخل إلى القرآن الكريم" بينما شقها الثاني حول دستور الأخلاق في القرآن الكريم.
وفيما أثارت نظرية "صراع الحضارات" للمفكر الأمريكي الراحل صمويل هنتجتون جدلا مريرا منذ طرحها عام 1993 واعتبرت ضارة بالعلاقات بين الغرب والعالم الاسلامي كان رئيس الوزراء الاسترالي السابق وزعيم الحزب الليبرالي توني ابوت يجهر بالقول بأن " الثقافات والحضارات ليست متساوية".
وربما تكمن خطورة هذا الطرح في أنه يعبر عن اتجاه غربي متطرف- لم تكن مارين لوبان بعيدة عنه- وينزع نحو الخلط الواضح والعمدي بين ممارسات ارهابية مرفوضة لجماعات تروع المسلمين قبل غيرهم وبين الإسلام ذاته كدين والطعن في صميم جوهره وتصويره بأنه يشكل خطرًا جسيما على الحضارة الغربية فضلا عن تكريس فكرة "التفوق الثقافي أو الديني لمجموعة بعينها من البشر في العالم".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني قد ذهب بدوره إلى أن "الحضارة الغربية متفوقة على حضارة العالم الإسلامي" وقال:"يجب أن نعي حقيقة تفوق حضارتنا الغربية التي تتكون من نظام قيم منح الشعوب رخاء واسعا في دولنا ويحترم حقوق الإنسان والديانات أكثر من العالم الإسلامي الذي تنتفي فيه هذه القيم".
وإذ تتوالى المشاهد الإقصائية العنصرية فى السنوات الأخيرة بالغرب فإن كتابا مثل كتاب "رضوخ" الذي صدر في قالب روائي بقلم الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك حافل بالعداء للإسلام ويعزف على وتر التخويف من هذا الدين وأتباعه، رغم أنه يظهر جهلا واضحا به، بينما مضت "الجبهة الوطنية" بزعامة مارين لوبن قدما في خطابها اليميني المتطرف والمعادي للمسلمين بدعوى التصدي "لعملية أسلمة فرنسا" التي يحذر منها ويلبيك في روايته.
ولكن ينبغي التأكيد على أن "الغرب ليس واحدا ولا يمكن وضعه ككل في سلة واحدة" لأن هناك تيارات أخرى تختلف مع هذا التيار الاستعلائي والإقصائي مثلما هو الحال في لغة خطاب الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون والذي يشعر العديد من المثقفين في كل مكان بارتياح لانتصاره الكبير في الجولة الثانية والحاسمة لمعركة الانتخابات الرئاسية.
ولعل ارتياح المثقفين العرب بفوز ماكرون يعبر عن رغبة في إضافة لبنات جديدة لصرح ثقافة مفعمة بنفحات دفء القرابة الإنسانية والتواصل بين ضفتي البحر المتوسط وجدل التنوير ومقاومة الهجمات الظلامية وشرور الإرهاب..لعلها رغبة نبيلة في حياة أفضل للشعوب تحت سماء المتوسط لتتصافح ضفتا البحر وتتشابك الأحلام وتتهاوى لغة الكراهية وتتحول لأكفان ذكريات سيئة!