الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الانتماء الوطني والقضاء على الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الانتماء الوطنى إحدي الركائز الأساسية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه. لذلك يجب أن نبدأ بحجر الأساس وهو الطفل والعمل على غرس الانتماء والولاء لوطنه منذ الصغر عن طريق عوامل التنشئة المحيطة به منذ الصغر وهى الأسرة والمدرسة. 
فالأسرة هى المكان الذى يولد ويعيش الإنسان فيه منذ نعومة أظافره، فحب الوطن شعور وغريزة بالفطرة منذ الولادة لذا لا بد من العمل على تنمية هذا الحب، والحفاظ عليه على مدار حياة الطفل حتى يصل إليه إحساس بأن حب الوطن واجب وفريضة يسأل عليها أمام الله، فلا يجوز هدمه أو تخريبه والمحافظة عليه وعلى منشآته والشعور بالمسئولية تجاهه. 
وأن يتحمل الظروف المعيشية الصعبة والمحن التى يمر بها وطنه فى مرحلة زمنية معينة، فليست كل الأوطان بمنأى عن وجود مراحل صعبة ومحن تمر بها، وهنا يكمن لدى الفرد مدى حبه لوطنه وانتمائه له مهما أثرت هذه الظروف على حياته، لأن الانتماء شعور بالارتباط بالمكان الذى يولد ويعيش فيه الإنسان من خلال المشاركة المجتمعية والقدرة على الاندماج فى المجتمع.
لذا يجب على الأسرة والمؤسسات التعليمية العمل على تنشئة الطفل على حب الوطن والانتماء والولاء له والبعد عن العنف بأشكاله المختلفة والقضاء على الأسباب التى يتولد عنها العنف حفاظًا على الوطن. 
والانتماء للوطن حق دستورى أيضًا طبقًا لنص المادة ١٩ من الدستور المصرى «التعليم حق لكل مواطن، هدفه بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فى مناهج التعليم ووسائله وتوفيره وفقًا لمعايير الجودة العالمية». 
وحب الوطن والولاء له أيضًا واجب دينى تؤكد عليه الأديان السماوية، يقول الله تعالى «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر». 
فهنا دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه بالأمن والسلام ورغد العيش والرزق لهذا البلد وأهلها، وقدم حب الوطن والأهل على حب النفس، فهذه هى صفات الأنبياء التى يجب أن يتحلى بها كل إنسان وهى حب الوطن.
كما نجد الديانة المسيحية تحثنا على الانتماء الوطنى والولاء له ومن ذلك نجد أن الديانة المسيحية تثبت روح الانتماء للإنسان، لأن الحاجة إلى الانتماء هي احتياج روحى ونفسى واجتماعى. فمن خلال العمل الوطنى نزرع الخير ونقتلع الشر من النفوس. فحب الوطن رسالة وخدمة وليس نشاطًا سياسيًا. فالديانة المسيحية لا تشجع العنف وتدعو إلى الحب والتسامح طبقًا لقاعدة المحبة لا تسقط أبدًا. 
هكذا نجد الأديان السماوية تحث على الانتماء والولاء للوطن، وحفاظًا على وطننا الغالى مصر، يجب أن تتضافر وتتضامن كل مؤسسات المجتمع المتمثلة فى الأسرة والمدرسة والإعلام والكنيسة والمسجد على غرس الانتماء الوطنى لدى الطفل، لتكون هناك أجيال بلا إرهاب أو عنف لتحيا مصر دائما آمنة ومستقرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. حفظ الله لنا مصر شعبًا وقيادة.