الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان: لن نسمح لحكمة هذا العالم الزائفة أن تبعدنا

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت الصفحة الرسمية للفاتيكان، أن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ترأس ظهر اليوم الأحد صلاة "افرحي يا ملكة السماء" مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى كلمة قال فيها في إنجيل هذا الأحد والمعروف بأحد الراعي الصالح يقدّم يسوع نفسه من خلال صورتين تكمّلان بعضهما البعض. صورة الراعي وصورة باب الحظيرة. 
إن القطيع، أي نحن جميعًا، يقيم في حظيرة وهي الملجأ حيث تسكن الخراف وترتاح بعد تعب المسيرة. وللحظيرة سور وباب حيث يقف الحارس. 
وتابع: كثيرون هم الأشخاص الذين يقتربون من القطيع: هناك من يدخل إلى الحظيرة عبر الباب وهناك من "يَتَسَلَّقُ إِلَيها مِن مَكانٍ آخَر"؛ الأول هو الراعي أما الثاني فهو غريب لا يحب الخراف. ويسوع يتماهى مع الأوّل ويُظهر علاقة حميمة مع الخراف يعبّر عنها من خلال الصوت الذي يدعو به الخراف فتعرفه وتخرج إليه وتتبعه.
وأضاف فرنسيس أما الصورة الثانية التي يقدّم يسوع نفسه من خلالها فهي صورة "باب الحظيرة" ويقول في الواقع: "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص" أي ستكون له الحياة وبوفرة. فالمسيح الراعي الصالح قد أصبح باب الخلاص للبشريّة لأنّه بذل حياته في سبيل خرافه. يسوع الراعي الصالح وباب الخراف هو رأس يعبّر عن سلطته في الخدمة، رأس لكي يحكم ويسيطر يبذل حياته ولا يطلب من الآخرين أن يضحّوا بحياتهم. وبالتالي يمكننا أن نثق برأس كهذا، تمامًا كالخراف التي تسمع صوت راعيها لأنها تعرف أنها ستجد معه مراع خصيبة. تكفيها علامة لتتبعه وتطيعه وتسير يقودها صوت الذي تشعر بحضوره المحب والقوى في الوقت عينه والذي يوجّهها ويحميها، يعزّيها ويداويها.
واستطرد فرنسيس قائلًا: هكذا هو المسيح بالنسبة لنا. هناك بعد للخبرة المسيحيّة ربما نتركه في الظل أحيانًا وهو البعد الروحي والعاطفي؛ أي أن نشعر برابط خاص ومميز بالرب كالخراف براعيها. وأحيانًا نجعل الإيمان عقلانيًّا ونخاطر بفقدان فهم نبرة ذلك الصوت، صوت يسوع الراعي الصالح الذي يحثنا ويجذبنا. تمامًا كتلميذي عماوس اللذين كان قلبهما ملتهبًا فيهما عندما كان القائم من الموت يكلّمهما في الطريق. إنها الخبرة الرائعة للشعور بمحبة يسوع لنا إذ لم نعد غرباء بالنسبة له بل أصدقاء وإخوة. 
وأوضح انه بالرغم من ذلك ليس من السهل دائمًا أن نميّز صوت الراعي الصالح، إذ هناك على الدوام خطر أن تلهينا جلبةَ الأصوات الأخرى. لذلك نحن مدعوون اليوم لكي لا نسمح لحكمة هذا العالم الزائفة أن تبعدنا فنتبع يسوع القائم من الموت كالمرشد الوحيد والأكيد الذي يعطي معنى لحياتنا.
واختم فرنسيس عظته بالقول في هذا اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات لنرفع صلاتنا إلى العذراء مريم فترافق الكهنة العشرة الجدد الذين منحتهم السيامة الكهنوتيّة منذ قليل ولتعضد جميع الذين دعاهم يسوع لكي يكونوا على الدوام مستعدّين وأسخياء في إتباع صوته.