شهدت منطقة العزبة البحرية
بحلوان، واقعة مؤسفة، حيث أقدم الطفل كيرلس أيمن، وشهرته "كوكى" 12 سنm،
طالب بالصف الأول الإعدادى بمدرسة العائلة المقدسة، على الانتحار بشنق نفسه في
مروحة السقف، لعدم تمكنه من الإلمام بمادة الامتحان في اليوم التالي.
انتقلت "البوابة نيوز"، إلى منزل الطفل المنتحر لكشف
ومعرفة ملابسات الحادث، وصدافنا سيدة في الطريق تدعى "أم صلاح" عن مكان
المنزل، فقالت إن والده وشهرته أيمن العطار كان يمتلك محل عطارة وبسبب تراكم
الديون عليه تم إغلاقه، فاضطرت والدة الطفل للنزول للعمل بمصنع في مدينة 15 مايو
لمساعدة زوجها على أعباء الحياة والإنفاق على طفليهما "كيرلس
وكارولين"، واختتمت حديثها قائلا: "ربنا يصبرهم" بعد أن أشارت إلى
مكان المنزل.
دخلنا المنزل، وصعدنا إلى الدور الثانى حيث تقطن الأسرة، وعلى
السلالم المواجهة للشقه شاهدنا والدته سميرة جالسة وعندما بدأت بالحديث انهارت
باكية ورفضت التصوير فى بادئ الأمر، وبعد أخذ نفس عميق بدأت فى الحديث قائلة:
"ابنى كان شاطر وبيطلع الأول فى المدرسة وكان عايز يبقى طيار، وقبل الحادثة
بيوم كنا مع بعض بنذاكر لوقت متأخر وبعدها حضنى ونام وفى الصباح وقبل نزولى للعمل
أيقظته عشان يجيب عيش، وأوصلت بنتى كارولين للكنيسة واتجهت لمكان عملى وبعد ساعتين
تقريبا تلقيت اتصالا من جارتى تصرخ وتقول تعالى بسرعة ابنك بيصرخ والباب مقفول من
جوه".
وتابعت: "أسرعت إلى شقتى لأجد ابنى عاريا ومعلقا فى مروحة
السقف، فسقطت على الأرض ولم أشعر بشيء، بسبب الشغل أنا وزوجي لوقت متأخر بقفل باب
الشقة خوفا على أولادي وكرسنا حياتنا لتعليمهم على تعاليم الدين وذهابهم إلى
الكنيسة بصفة مستمرة، ابنى كان عايز يطلع طيار".
كانت بجوارها جارتها وتدعى
أم مصطفى جالسة على كرسى خشب، استهلت كلامها قائلة: "إزاى طفل ميت من الصبح
وموجود بغرفته على السرير ومتغطى وباب الشقة مقفول وعليه عسكرى المفروض إكرام
الميت دفنه"، مضيفة: "يوم الواقعة سمعت صراخ استغاثة من كيرلس، فأسرعت
نحوه وحاولت فتح باب الشقة ولكن فشلت واتصلت بوالدته لإبلاغها لتأتى وتفتح الباب
وتجمع سكان العقار وقمنا بكسر باب الشقة وشاهدت الطفل بدون ملابسه "ملط"
ومعلق بحبل فى المروحة ورقبته منحنية ناحية اليسار، وأكملت باكية: "إحنا
عايشين مع بعض عمرى ماشعرتش بأنها مسيحية إحنا إخوات، وبالله عليكم حد يروح
النيابة ويجيب تصريح الدفن عشان حرام كدة".
فى السياق ذاته: "التقينا الأستاذ سمير موظف، وأحد سكان
العقار بالدور الثالث، الذي كان يقف فى وسط الشارع فى حالة ذهول وهو شاهد عيان على
الواقعة، حيث قال: "إنه يأتى شقته كل فترة ليأخد قسطا من الراحة نظرا لهدوء
المكان فيها وأنه يمتلك شقة أخرى بالسلام بالقرب من عمله، وأنه أثناء نومه سمع ضجة
بالبيت وأصواتا مرتفعة فأسرع نحو السلم يهرول لمعرفة السبب وجاء عند باب شقة الطفل
ينتظر مجيء والدته وقام بكسر باب الشقة وشاهد الطفل مشنوقا وبجواره سلم حديدى
ورجليه منحنية للداخل ولم يستطع النظر إليه، حيث قام بإخراج الجيران لحين عودة
والدته وأسرع بالنزول للشارع وانتابته حالة من الذعر والخوف".
وقال "عم دونجل"
سروجى سيارات: "كيرلس زى ابنى محمد عيل شاطر وبيطلع الأول فى المدرسة وكان
أبوه بيصرف عليهم كل فلوسه عشان يعلمهم".
كما التقت "البوابة نيوز"، عم الطفل المشنوق ويقطن
بدار السلام، حيث اتصل به أخوه فجاء مسرعًا، وقال: "أنا أخوه وهو وزوجته كانوا
يهتمون بتعليمهم وأثناء لعبه شنق نفسه بالحبل فلم يستطع الإفلات واتخنق.. الرب
معانا".
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقَّى العميد أشرف عبدالعزيز، مأمور
قسم شرطة حلوان، بلاغًا يفيد بالعثور على جثة "كرولس أيمن" بالصف
الأول الإعدادى مشنوقًا بالعزبة البحرية دائرة القسم.
على الفور تم تشكيل فريق بقيادة المقدم وائل عرفان رئيس مباحث
حلوان، والرائد إسلام بكر معاوني المباحث، والنقيب إيهاب مجدى رئيس تحقيقات حلوان
والملازم فارس الجندى إلى مكان الواقعة، وتبيَّن أن المجني عليه تركه والداه داخل
المنزل وذهبا إلى عملهما وعاتباه على عدم الاهتمام بدراسته، وعندما عاد والداه
اكتشفا قيامه بشنق نفسه فى مروحة السقف بداخل غرفته ولم يشتبها في أحد بارتكاب
الواقعة، وتحرَّر المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق.
