الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مفتي الجمهورية: الجيش لديه شرعية قانونية في حربه ضد الإرهابيين.. لا إقصاء.. لا تكفير.. تهذيب النفس.. 3 أعمدة بنى عليها الأزهر..منهجية المذهب الأشعري تساهم في استقرار المجتمعات

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن الإسلام لا يعرف صدام الحضارات، إنما أسس للتعايش بين الحضارات، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسس لذلك وحس أصحابه على ذلك، نافيًا أن يكون هناك تصادم بين الإسلام وبين أي نوع من الحضارات.
وتابع المفتي في حواره الأسبوعي في برنامج "من ماسبيرو" الذي تذيعه القناة الأولى بالتلفزيون المصري، أن المسلمين انتشروا في كل بقاع الأرض ولم يكرهوا أحدًا على الدخول في الإسلام.
وعن تصدر غير المتخصصين للفتوى قال: لا يجوز لمن لم يتأهل للإفتاء أن يفتي الناس، لأن الفتوى تحتاج إلى علم وإلى رصيد من الخبرات والتدريب على الإفتاء، ودار الإفتاء والأزهر لديهم رصيد متراكم من الخبرات يؤهلهم لهذه المسئولية.
وأضاف: أن على الناس أن يسألوا أهل الذكر في الإفتاء وهم دار الإفتاء والأزهر الشريف لما لهما من تاريخ كبير في هذا الأمر ورصيد متراكم يؤهلهما لبيان الحكم الشرعي للناس، محذرًا أي شخص يقدم على هذا الأمر دون علم فيجر على نفسه وعلى الناس ما لا يحمد عقباه.
وعن زيارة بابا الفاتيكان لمصر أكد مفتي الجمهورية أن الأزهر الشريف على مدار 1060 عامًا من تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، تقوم على ثلاثة أعمدة، أسست للتعايش الحقيقي بين أبناء المجتمعات، وهي لا إقصاء لا تكفير بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية.
وشدد على ضرورة تهذيب الجانب الأخلاقي باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبة التي لم تقصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا.
وأوضح مفتي الجمهورية أن المذهب الأشعري –وهو مذهب الأزهر الشريف- لا يكفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن منهج الأزهر يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالي فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعري تسهم في استقرار المجتمعات.
وكشف أن الإرهابيين يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر تمامًا الذي لا يكفر من قال لا إله إلا الله.
وقال مفتي الجمهورية: إن كون الإرهابيين لا يكفرون لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يعفيهم من العقاب بالقانون لأنهم يخالفون القانون وعقابهم له شرعية قانونية، فلا بد من توقيع العقوبة على كل مخالف وفقًا للقانون، مؤكدًا أن الجيش المصري لديه شرعية قانونية في حربه ضد الإرهابيين لأنهم خارجون عن القانون.
وحول تعدد المذاهب الفقهية وقبول ما يسهم منها في استقرار المجتمعات أكد مفتي الجمهورية أننا في دار الإفتاء نتبنى وجهات نظر بعض أصحاب المذاهب الفقهية التي ربما تكون قد اندثرت لأنها تفيد الأمة، وضرب مثلًا على ذلك بمذهب الإمام الليث بن سعد وقاضي مصر عبدالله بن لهيعة.
مؤكدًا أن التعددية المذهبية لأئمة المذهب الفقهية في الأزهر أسهمت في تأسيس فكرة قبول التعايش والتعدد في المجتمع الواحد.
وحول زيارة فضيلته إلى بلجيكا ولقائه ملك بلجيكا أكد مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء تحرص على مثل هذه الزيارات لأجل إرساء التعايش وتعليم الناس في العالم القيم الصحيحة للدين الإسلامي، مشيرًا إلى تلقي شيخ الأزهر للعديد من العروض من الخارج لتعليم وتدريب الناس هناك لما يتمتع به الأزهر من تاريخ حافل ولما له من رصيد كبير في نفوس الناس هناك.
وأوضح حرص الأزهر ودار الإفتاء على التواصل مع المسلمين في العالم، مؤكدًا أن تجربة الأزهر مؤسسة على التعايش وهذا جعل الدول الغربية تتجه إلى الأزهر لاعتدال منهجه وانضباطه، لأنه في ظل الأزهر وجد التعايش الحقيقي، مشيرًا إلى أن المؤتمر العالمي الذي عقدته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتابعة لدار الإفتاء في العام 2016 حول التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد في العالم لتأهيل المسلمين بالخارج، موضحًا أن المؤتمر أسس لقضية التعامل مع المسلمين في الخارج.
وقال مفتي الجمهورية: إن الغرب استشعر خطر الإرهاب بعد انضمام الشباب الأوروبي لداعش لذلك تواصلوا مع المؤسسات الدينية في مصر لحل الأمر، وأيقنوا احتياج القائمين على أمر الدعوة في الغرب لمناهج منضبطة للتعايش مع المجتمع في الغرب، موضحًا أن الجيل الثالث في الغرب لديه مشكلة في التعايش بين مجتمعه وبين جذوره الإسلامية.
وحول بناء الكنائس أكد مفتي الجمهورية أن الكنائس في مصر بنيت في عصر المسلمين، كما أكد ذلك الفقيه المصري الليث بن سعد والقاضي عبدالله بن لهيعة.