الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن أى دولارات تتحدث؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أستمع منذ يومين لمذيع شهير فى قناة شهيرة، وكان كلامه كلام شخص أديب، وقد شدنى كلامه عندما تكلم عن رئيس مرتقب لفرنسا، وهو بعمر التاسعة والثلاثين، وقد كان قبل أن يترشح وزيرا للاقتصاد قبل ذلك بسنوات، أى أن عمره كان أقل من التاسعة والثلاثين، وكان المذيع الشهير يتكلم عن الشباب وتمكين الشباب، وأخذ بتساؤلات عن محافظين ووزراء شباب، وتخطى ذلك بسؤال عن مذيعين شباب يجلسون مكانه، لأنه عمل بتلك الوظيفة منذ أن كان شابا، ولم يتخط أحد مكانه من الشباب فى جيل اليوم، وقد تعجبت كثيرا عندما قال أين مقولة «مصر ولادة»؟ فأين شبابها الذى يتخطى عددهم أكثر من نصف سكانها كما تقول الإحصائيات؟ وأين من نخرج بهم من مؤتمرات الشباب ليعتلوا المناصب؟
وبذكر مؤتمرات الشباب أسأل نفسى فى كل مؤتمر أراه، كيف ومن يتم دعوتهم لتلك المؤتمرات؟ هل هناك مسابقة تتم ليتم من خلالها اختيار أصحاب الأفكار أم هؤلاء ممن ينتمون لجمعيات أو أحزاب معينة؟ وهل وجب على كل الشباب أن ينتموا لتلك المؤسسات لكى يستطيعوا أن يشاركوا أم هناك خطة معينة تستطيع بها الدولة أن تكتشف مواهب الشباب وتنميها وتنفرد بالعباقرة منهم وأصحاب الفكر وتنتقيهم وتطورهم وتستخدمهم فى تلك المؤتمرات وبالتالى لمناصب يمكنهم من خلالها أن يبدعوا ويصنعوا المجد لبلدهم؟
أعتقد أن البداية من الممكن أن تكون فى محافظة واحدة تستطيع الدولة أن تمكن الشباب منها تحت إشراف الدولة طبعا، وأن تعين بداية من المحافظ حتى أصغر موظف فيها من الشباب الجدد الذين تمت دراسة أفكارهم وخطة تطويرهم، ونرى الفرق الذى ستنتج عنه تلك التجربة. إن الأمل مطلوب أن يبث فى عروق الشباب، فنجتاز به كل المحن، ونتعلم أن نكون مبدعين ومنتجين.
إن العبرة فى القدوة، فإن كانت هناك بوادر أمل فى مشروع حقيقى للشباب نقتدى به ستكون النتائج أكثر مما نتوقع.
عندما نرى قدوة لنا حسنة ستحفر فى أذهاننا وسنقتدى بها.
أنا فى أوائل الأربعينيات، وأرى أن فرصتى تذهب من أمام عينى فلا أشارك، ولا أستطيع أن أعرض فكرى، واحتمال أن لا يقرأ أحد كلماتى. فأين أتجه؟ وقد فتحت لى ولجيلى قنوات أخرى للتعبير، وللأسف ليست من صنع بلادى، فالغرب من فتح قنوات التواصل يأخذ كل أفكارنا ويطبقها ويصطاد كل أصحاب الفكر.
فتحوا لنا قنوات لا ترهقنا لنجدها بسهولة عندهم، ما جعلت من قنواتنا أقل استخداما. فلنفكر ولتكن لنا قدوة فى كل وزارة ومحافظة وحى ومؤسسة. فى يوم من الأيام أخذ أحد الآباء طفليه إلى السيرك، وبينما كان الأب واقفًا مع طفليه أمام شباك التذاكر، قرأ على لوحة مكتوبًا عليها أسعار التذاكر كالتالى: «خمس دولارات للبالغين، ثلاث دولارات للأطفال فوق السادسة من العمر، ومجانًا للأطفال أقل من ستة أعوام».
كان أحد أطفال الرجل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام والطفل الآخر يبلغ من العمر سبعة أعوام، فاتجه الأب إلى شباك التذاكر وقال للمسئول: أريد تذكرتين واحدة لشخص بالغ والأخرى لمن هم فوق السادسة من العمر، تعجب قاطع التذاكر وهو يقول له: يا لك من شخص غريب، كان يمكنك أن تقول لى إن ابنك دون السادسة، فأنا لن أميز الفرق بين طفل فى السادسة من العمر وطفل فى السابعة من العمر، وبهذا كان يمكنك أن توفر ثلاثة دولارات.
فأجاب الأب فى بساطة: نعم إنك لن تميز الفرق، ولكن أولادى سيفعلون بالتأكيد ويعرفون الفرق، وسوف يتذكرون هذا الموقف دائمًا، وهذا التحايل سوف أكون قدوة سيئة لهم طيلة العمر، فعن أى ثلاثة دولارات تتحدث؟!