الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مفاوضات "أستانة" تتوج بتوقيع اتفاق المناطق الآمنة.. انسحاب بعض ممثلي المعارضة السورية رفضًا لإيران.. ولافروف يشيد بالنتائج ويعتبرها خطوة لوقف إطلاق النار.. والدفاع الروسي: سنتفق مع واشنطن لضمان السلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اختتمت مفاوضات الأستانة، بتوقيع ممثلي الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات، بحضور وفد الحكومة والمعارضة السورية المسلحة، لكن جزءًا من أعضاء الوفد المعارض انسحبوا من القاعة احتجاجا على توقيع إيران على المذكرة.


فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية جدية المفاوضات معتبرة أنها "خطوة مهمة نحو تعزيز وقف إطلاق النار"، كما أعلن الدفاع الروسي أن روسيا ستتفق مع الولايات المتحدة على المناطق المتنازع عليها، لضمان السلام والأمن لقوات البلدين على الأرض وفي الجو، ولم تصرح المعارضة السورية علي اعتراضها علي أي نتائج للمفاوضات، بعد أن علقت مشاركتها ثم وافقت على العودة إلى طاولة المفاوضات في عاصمة كازاخستان.

وقع ممثلو الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، وذلك خلال الاجتماع العام الختامي لمفاوضات "استانا-4، ووقع على الوثيقة رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران وهم على الترتيب، مبعوث الرئيس الروسي للتسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية التركي سيدات أونال، ونائب وزير الخارجية الإيراني جابري أنصاري.


وأوضح وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف أن المشاركين في مفاوضات أستانة قاموا خلال الاجتماعات التي استغرقت يومين، بمتابعة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بنظام وقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية في سوريا، ووافقوا في نهاية المطاف على توقيع المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا.

انتهت مفاوضات الأستانة 4، بنتائج ربما كانت مرضية لأغلب الأطراف، وتم اعداد المسودة النهائية لمذكرة أستانة الخاصة والتي تنص علي إنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا على ضرورة الانتهاء من وضع الخرائط لتلك المناطق بحلول 22 مايو الجاري، بالاضافة الي تشكل الدول الراعية لاتفاق الهدنة في سوريا "روسيا وتركيا وإيران"، فريق عمل على مستوى المفوضين لتنفيذ بنود المذكرة في غضون 5 أيام بعد التوقيع عليها، إذ سيتولى هذا الفريق ترسيم حدود قطاعات نزع السلاح وقطاعات التوتر وقطاعات الأمن، وتسوية المسائل التقنية المتعلقة بتنفيذ المذكرة.

كما تنص هذه المسودة على إنشاء 4 مناطق لوقف التصعيد، ومن المقرر إنشاء قطاعات آمنة عند حدود المناطق الحياتية دون مواجهة عسكرية مباشرة، وسيقدم فريق العمل تقاريره حول سير تنفيذ المذكرة، في سياق عملية المفاوضات في أستانة، ومن المتوقع أن تعقد جلسة جديدة من مفاوضات أستانا الشهر المقبل.

وكانت روسيا قد اقترحت فكرة إنشاء 4 مناطق لوقف التصعيد في سوريا وهي: "في ريف إدلب، وفي ريف حمص الشمالي، وفي الغوطة الشرقية، وجنوبي سوريا"، وستكون هذه المناطق خالية من السلاح، ومفتوحة للمنظمات الإنسانية وفق ظروف ملائمة للعمل ومساعدة المواطنين، بالإضافة إلى بدء العمل على إعادة إعمار البنية التحتية المدنية في هذه المناطق الأربع، وسيتم ترسيم خط على حدود المناطق الأربع مع إنشاء نقاط تفتيش تحت حماية وإشراف قوات عسكرية أجنبية، تكون بإشراف الدول الضامنة -روسيا وتركيا وإيران- لتسهيل مرور المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الحكومة السورية توافق على إنشاء "مناطق لوقف التصعيد" في البلاد، موضحا أن هذه المناطق ستصبح خطوة مهمة نحو تعزيز وقف إطلاق النار، مؤكدا جدية ما وصلت إليه مفاوضات أستانة مع مناقشة فكرة جديدة نسبيا تتعلق بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، وذلك بمشاركة كافة الأطراف المعنية، وبموافقة حكومة الجمهورية العربية السورية، وهذه المناطق خطوة مهمة على الطريق إلى تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، مؤكدا أن موسكو تعول على نجاح الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا، فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار، وتنسيق آلية للرد على الخروقات، وإجراءات لإزالة الألغام.

وأعرب الوزير الروسي عن أمله في استئناف المفاوضات السورية في جنيف الشهر الجاري، موضحا أن هذه المفاوضات يجب أن تركز بالدرجة الأولى على التسوية السياسية للنزاع، لكي يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده بنفسه في نهاية المطاف.


من جانبه، كشف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف، عن أن هناك احتمالا لإدخال وإشراك قوات الشرطة العسكرية الروسية في مجال المناطق الأربع، موضحا أن القوات الروسية قادرة على ضمان الاستقرار وحماية الاتفاق في هذه المناطق الأربع دون التدخل في حياة المدنيين.

وقال خلال تصريحات صحفية: "أعتقد أن روسيا ستتفق مع الولايات المتحدة على المناطق المتنازع عليها لضمان السلام والأمن لقوات البلدين على الأرض وفي الجو، وذلك من دون موافقة الأمم المتحدة، أما في المناطق الأخرى فسيظل العمل العسكري قائمًا ضد الجماعات الإرهابية".


وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس في سيفاستوبل بشبه جزيرة القرم: إن "عرقلة الشركاء في الغرب لإرسال مثل هذه البعثة بكافة الأشكال تقنعنا بأنهم لا يسعون إلى الكشف عن الحقيقة".

وأوضحت الدبلوماسية الروسية أن التوصل إلى استنتاج حول استعمال الكيميائي دون زيارة موقع هجوم كيميائي مزعوم يشبه "التحليل الذي قام راديكاليون من المعارضة السورية بفبركته، مؤكدة أنه يجب البحث عن المسؤولين بين هؤلاء الذين يعنيهم تصعيد الوضع، مستبعدة أن اعتبار الحكومة السورية من بين تلك القوى.

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن عدم استجابة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشكل مناسب لاقتراح موسكو الخاص بإرسال بعثة تحقيق إلى بلدة خان شيخون السورية.