الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

برلمانية تكشف تفاصيل مقتل فتاة مصرية على يد متعصب ألماني

النائبة غادة عجمى،
النائبة غادة عجمى، عضو مجلس النواب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقدمت النائبة غادة عجمى، عضو مجلس النواب عن المصريين بالخارج، اليوم الجمعة، بطلب إحاطة إلى وزيرة الهجرة نبيلة مكرم بشأن مقتل طالبة جامعية مصرية دهسًا بألمانيا.
وصرحت النائبة البرلمانية بأن هناك فتاة مصرية تُدعى "شادن محمد" وتبلغ من العمر 22 عامًا تعرضت لحادث دهس بشِع فى مدينة كوتبوس بولاية براندنبورج الألمانية بجوار محطة شتادتهال أحد أشهر محطات ترام المدينة، حيث قام مواطن ألمانى بدهس الفتاة متعمدًا إيذاءها وقتلها، وفق ما رواه أصدقاؤها والشهود الذين تواجدوا بمحيط الواقعة، لتسقط على الأرض وتسيل دماؤها نزفًا من شدة الصدمة، وبدلًا من إسعافها توقَّف سائق السيارة التي صدمتها وخرج منها مترجلًا برفقة مَن كانوا بصحبته وأخذوا يرددون عباراتٍ عنصرية على مسامع شادن، وهي تنزف ومسامع من احتشدوا لإنقاذها من المارّة الذين كانوا يقدِّمون الإسعافات الأولية لوقف النزيف الغزير، وكانت فحوى هذه العبارات حسب الشهود: "من الواضح أن في بلدكم ليس هناك شوارع، لكن على المرء في ألمانيا أن ينظر إلى الشارع. لماذا لا ترحلون إلى بلدكم كي لا يصدمكم شيء هناك.. أنتم لاجئون قذِرون". 
ونُقلت الفتاة إلى المستشفى دون أن تفلح جهود الأطباء في وقف نزيفها، لتفارق الحياة بعد ثلاثة أيام على الواقعة يوم 18 أبريل.
وأضافت النائبة أن المصرية شادن، ذات الـ22 عامًا، طالبة في كلية الهندسة المعمارية بالجامعة الألمانية، ولم تقضِ قبل مقتلها في ألمانيا أكثر من شهر واحد، وأنها وفدت من مصر بغرض استكمال دراستها الجامعية، ويوم الواقعة كانت تسير برفقة أصدقائها عقب انتهاء اليوم الدراسى فى شارع بقلب المدينة تبلغ السرعة المسموحة فيه 30 كم، إلا أن القاتل صدَمها بسرعة تزيد على 80 كم، وفق ما أكدته تحقيقات السلطات الألمانية، وهذا يثير الشكوك حول التعمُّد والترصُّد فى ارتكاب الجريمة.
واعترف المحققون الألمان بأن هذا الحادث ربما يكون ذا طابع عنصرى، وأنهم يبحثون عن الشخص الذى ردد هذه العبارات العنصرية للقتيلة، وبناءً عليه فتحت السلطات الألمانية تحقيقًا جديدًا لشبهة التحريض على الكراهية والعنصرية.
واستكملت النائبة: كالعادة أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا لشرح ملابسات الحادث وأكدت متابعتها تحقيقات السلطات الألمانية عقب هذا الحادث، وأعلنت عن تحرك وفد قنصلى من السفارة المصرية ببرلين؛ لمتابعة سير التحقيقات بشكل دقيق مع مستشفى وشرطة المدينة و"مدعى عام الولاية"، وذلك دون أدنى جهد من وزارة الهجرة وهى الوزارة المعنية بمتابعة شئون المصريين بالخارج منذ استحداث هذه الوزارة، فأين اختفت جهود هذه الوزارة الوليد والمتعثرة التى لا يشعر أحد بوجودها وعلى رأسهم المصريون المقيمون بالخارج!
وأردفت النائبة أن هذه الواقعة تذكِّرنا بحادث مُشابه وقع لأحد المصريين بالخارج من قبل، وهى حادثة القتل الشهيرة التى وقعت للمواطنة المصرية "مروة الشربينى" خلال عام 2009 فى مدينة دريسدن الألمانية، فقاتل مروة قام بارتكاب جريمته على خلفية من الكراهية والعنصرية ضد العرب، وعلى ما يبدو أننا الآن أمام واقعة مماثلة لنفس ملابسات ودوافع حادق مقتل "مروة الشربينى".
وتابعت غادة عجمى: إلا أنه من المفترض أن يكون رد الفعل والموقف الرسمى للحكومة المصرية مغايرًا ومختلفًا وأقوى من موقفها عام 2009، فالحكومة المصرية الحالية جاءت بعد ثورتي يناير ويونيو اللتين دعتا لحفظ كرامة المصريين والاهتمام بحقوق المواطنين بالخارج ووفق عقد دستورى جديد ينص على التزام الدولة ومسئوليتها أمام شعبها بالعمل المضني لمراعاة أحوال وشئون المصريين بالخارج، فبموجب فحوى هذه الالتزامات الجديدة تم استحداث وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، التى وللأسف نراها قد رسبت فى إثبات نفسها وجدوى وجودها أمام كل التحديات والوقائع التى صاحبت المواطنين المصريين منذ نشأة هذه الوزارة، فإذا كانت وزارة الخارجية وحدها هى من تتولى التعامل مع التحديات والصعوبات والمشكلات التى تحدث للمصريين بالخارح فما دور وزارة الهجرة؟!
واستنكرت النائبة: دائمًا ما نجد أن وزارة الهجرة تلتفت لمثل هذه الوقائع متأخرًا، كما نجد أيضًا أن وزارة الخارجية هى من تقوم بأدق التفاصيل والترتيبات المتعلقة بمعالجة هذه القضايا، وصل الأمر إلى أن وزارة الخارجية ممثلة فى سفارة دولتنا ببرلين قامت بالتواصل مع أهل الطالبة القتيلة واستقبالها بالمطار ومرافقتهم ومساعدتهم فى سرعة إنهاء إجراءات نقل جثمان الفتاة إلى مصر لتشييعها رغم أن هذه التفصيلات يقع جزء كبير منها فى اختصاصات وزارة الهجرة، حتى وإن تلاقت بعض اختصاصات وزارة الخارجية مع وزارة الهجرة فلا يُعقل أن تتولى وزارة الخارجية التعامل مع هذة القضايا دون جهد مشترك مع وزارة الهجرة.
وتساءلت النائبة: متى يشعر المواطن المصرى بجدوى وأهمية وزارة الهجرة إذا لم يقم المسئولون عليها بدورهم المنوط بهم على أكمل وجه؟! ومتى ينتهى هذا التقصير غير المبرر فى حق المواطنين المصريين المقيمين بالخارج؟!