الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

نجاح الأعمال المقتبسة عن "الأجنبي"

رغم ابتعادها عن الثقافة المصرية

مشهد من مسلسل دهشة
مشهد من مسلسل دهشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمصير الأعمال الأجنبية معروف منذ بداية انتشار الفن في مصر، حيث كان يتم نقل الأعمال المسرحية العالمية والعربية، وتقديمها للجمهور المصري بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع، واستمر هذا الأمر بعد ذلك في السينما والدراما، ليحقق عدد كبير من هذه الأعمال نجاحًا كبيرًا منها «الأخوة الأعداء» و«سفير جهنم» وغيرهما من الأعمال السينمائية، وفي الدراما حقق مسلسل «دهشة» للفخراني نجاحًا كبيرًا، وهو مأخوذ عن مسرحية «الملك لير» لوليم شكسبير، وحتى الأغاني والموسيقى الغربية وتطويعها لتتلاءم مع النغمات الشرقية المعروفة.
لكن في الأيام الأخيرة، بدأ مجموعة من المنتجين تقديم الأعمال الأجنبية بنفس صورتها دون تغيير المحتوى الفني بداخلها، ومن هذه الأعمال فيديو أغنية «فوقي» لمحمود العسيلي الذي تجاوز عدد مشاهدته الـ٩ ملايين في أيام قليلة، حيث تدور قصة الفيديو حول شخص يحب فتاة ويعيش معها في منزله وتجمعهما علاقة، ثم تعجب بشخص آخر فتترك المنزل وترحل عنه ليعيش أيام صعبة، وبعدها يتعرف على فتاة أخرى تعيش معه.
أما فى مسلسل «هبة رجل الغراب» الذي انتهى عرض الموسم الرابع منه منذ أيام، فكانت تدور أحداثه داخل إحدى بيوت الأزياء، لتعرض الأحداث حياة مالك هذه الشركة الذي لا يفكر إلا في ملذاته، فيدخل كل يوم في علاقة جديدة مع فتاة جديدة، وكذلك أصدقاؤه، بجانب الخمور المتواجدة في المنزل، بشكل يشبه المنازل الأوروبية.
بينما حاول فريق عمل الأب الروحي الخروج من مأزق الاقتباس الأجنبي في نقل الأحداث للصعيد المصري وأهل النوبة، لتكون القصة الجديدة بعيدة عن الفيلم الأصلي الذي قدم أول مرة عام ١٩٧٢، وحقق نجاحًا كبيرًا آنذاك، ولكن الأحداث الأساسية للعمل لم يستطع المؤلف الهروب منها، فيتأثر المشاهد بتجار السلاح والمخدرات، ويكونوا بمثابة القدوة التي يتطلعون إليها.
ولم يتوقف وقوع المؤلفين والمخرجين في مثل تلك الأخطاء، في ظل تأثرهم الكبير بالمجتمع الغربي، وانبهارهم به، ومحاولة تقليده داخل أعمالنا الفنية، ليتحول الأمر من تمصير إلى سرقة الأحداث بشكل سيئ يشوه صورة العمل الأصلي، خاصة أن الفن هو مرآة للمجتمع الذي يقدم فيه.