الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"شاومينج بيغشّش".. سرّب امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي.. تجاهل تهديدات ووعيد وزارة التعليم .. طايل: العقاب غير كافٍ.. مغيث: الحل في إعادة هيكلة النظام التعليمي

امتحانات
امتحانات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ موسم الامتحانات ودقّ معها جرس شاومينج من جديد، بالتزامن مع بداية امتحان الصف الأول الثانوي اليوم للغة العربية، الواقع أن ظاهرة الغش تنامت خلال السنوات الأخيرة، وتعددت الوسائل التي يتم من خلالها، ولا سيما بالنسبة للثانوية العامة، والتي كان من أبرزها ظهور العديد من الطرق للغش، أبرزها استخدام صفحات التواصل الاجتماعي مثل "شاومينج بيغشّش" والتي حاولت الحكومة بشتى الطرق مواجهتها من خلال إشراك أجهزة الأمن من شرطة وجيش لمنع تسريبها وتسيير فترة الامتحانات بصورة مناسبة.



غير أن شاومينج أراد العكس، أطلق امتحان اللغة العربية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ليعلن أن تسريبات وزارة التربية والتعليم ما زالت مستمرة، ويعلن انتصاره في المعركة بعد خروج التصريحات من لجنة التعليم بالبرلمان وتأكيدها استحالة تسريب امتحان اللغة العربية.
واقع الأمر أن الغموض يكتنف الصورة حول كيفية خروج الامتحان وتسريبه، والغموض الأكبر يأتي من واقع التساؤلات التي تحوم حول دور الوزارة وتؤكد أن تصريحات الوزير الأسبق الدكتور هلالي الشربيني كانت في محل خبر جملة لا محل لها من الوجود أو الإعراب.
والمثير هو ردُّ فعل وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور طارق شوقي الذي ذكر، في تصريحات منسوبة له، أن الدراسة التي تعمل عليها الوزارة لتطوير الثانوية العامة ستقضي على ظاهرة تسريب الامتحانات نهائيًّا، قائلا "شاومينج ده ولا في دماغي" فيما يظل السؤال: هل تتحول ثقة الوزير الزائدة إلى أمر واقع يمكن ترجمته على أرض المعركة الامتحانية؟
هنا يقول عبدالحفيظ طائل، الخبير التربوي ورئيس مركز الحق في التعليم: إن امتحان الصف الأول الثانوي امتحان نقل يختلف باختلاف الإدارات التعليمية والمحافظات، ومن ثم فإنه من الصعوبة أن يكون التسريب بصورة كلية لجميع الإدارات التعليمية، على حد وصفه.



وأضاف طايل أنه رغم ذلك فتسريب امتحان الصف الأول الثانوي كما جاء عبر شاومينج يعد مؤشرًا خطيرًا على أن لجان الغش الإلكتروني تستعد لاستقبال امتحانات الثانوية العامة للشهادات والدبلومات الفنية.
وأكد طايل أن الأمر باختصار شديد يتعلق بأنه تم الإعلان، العام الماضي، عن القبض على تنظيم عصابي يتخصص في تسريب الامتحانات، ورغم إعلان القبض على التنظيم لم يسمع أحد عن عقوبتهم حتى تلك اللحظة الراهنة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تغيير؛ لأن عدم المحاسبة أمام الجمهور يعد سببًا من أسباب انتشار ظاهرة التغشيش الإلكتروني، على حد وصفه.
وقال طايل: من الصعوبة أن يتم اختراق نظام البوكليت أو التغشيش من داخل اللجان؛ لأن عدد الورق يكون كبيرًا، ومن المستحيل حدوث تسريب له من خارج اللجنة، فلا يمكن تصوير 20 صفحة، مؤكدًا أن الأيام المقبلة هي التي ستحدد استمرار وجود الظاهرة من عدمه.
وأوضح الدكتور كمال مغيث: نحن أمام ظاهرتين كبيرتين، الأولى أن الدولة غير راغبة، وعاجزة عن تطوير حقيقي للتعليم، بما فيه الامتحان والنظام الذي يجري فيه.
وأضاف: الظاهرة الثانية أننا أمام صراع بين عقليتين وهي عقلية الجيل القديم خلال فترة الخمسينيات والستينيات وهي العقلية التي تصوغ وتتولى العملية التربوية وإعداد الامتحانات من منطلق فكرها القديم، وهناك عقلية أخرى وهي عقلية الجيل الحالي وهي عقلية تعتمد على التكنولوجيا متسلحة بوسائل الاتصال الحديثة التي تعمل على استحداث الغش الإلكتروني، وهو ما يبدو أنه يعجز عن التعامل معه الكبار من المسئولين عن العملية التعليمة.
ولفت إلى أن الواجب فعله الآن للتعامل مع تلك المستجدات أن تكون هناك إعادة هيكلة للعملية التعليمية برُمتها بحيث تتناسب مع مستحدثات العصر الحالي، فيمكن على سبيل المثال تغيير نظام الامتحانات والاعتماد على التقويم السنوي وتغيير فكرة التعامل السلبي مع المناهج بحيث تكون إيجابية وتحتوي على ما يجذب الطالب للتعلم والقضاء على طبقية التعليم.