السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

وليد خيري: "الخاين العميل" حاول فض الاشتباك بين الرجل والمرأة

الكاتب المثير للجدل أكد أن هدفه البقاء فى دائرة الضوء

الكاتب والسيناريست
الكاتب والسيناريست وليد خيرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعديل المناهج التى تحوى تمييزًا عنصريًا ضد المرأة.. وهدفى إثارة الفضول والبقاء فى دائرة الضوء 
سودوية جيل التسعينيات سبب رواج كتب الـ«بيست سيلر» السطحية.. واليسار سيطر على الثقافة فى العالم

حالة من الجدل أثارها الكاتب والسيناريست وليد خيرى، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، منذ أن بدأ فى نشر مقاطع من أحدث كتبه «الخاين العميل» عبر صفحته الرسمية، كتبت المقولات بلغة عامية مصحوبة بصور للمؤلف الشاب الذى أكد فى حواره لـ «البوابة» أن الكتاب يضم دراسات حول علاقة الرجل والمرأة، مشيرًا إلى أنه معنى بقضايا المرأة، وفض الاشتباك بينها وبين الرجل، من خلال تقريب وجهات النظر، والكشف عن الطريقة التى تفكر بها النساء، وكذلك التى يفكر بها الرجل، موضحا أنها مجرد محاولة بغض النظر عن تفكيره فى أن تلقى نجاحا أو لا؛ حيث إن هذا الاشتباك تاريخى.
وقد حقق كتاب «الخائن العميل»، الصادر عن دار «أجيال» مبيعات عالية، فقد نفدت الطبعة الثالثة، ويتم حاليًا إصدار الطبعة الرابعة، هذا الكتاب فتح النار على «خيري»، واعتبر كثيرون مقولاته فيها مغالاة ومحاباة للمرأة على حساب الرجل، ولكن «خيري» يدافع عن هذا الأمر قائلاً: «لست ضد الرجال، أنا مهتم بقضايا المرأة التى أرى أنها تعانى اليوم وفى هذه الفترة تحديات كثيرة، بل ضد نموذج من الرجال من لا يحترمون المرأة، بل ويتصفون بالنطاعة، وفهم شركاء غير أسوياء، ويلقون بمسئوليات الحياة كاملة على كاهل النساء».
المجلس القومى للمرأة
دراسات خيرى النسوية كانت سبب تعيينه بالمجلس القومى للمرأة، والذى ترأسه حاليًا الدكتورة مايا مرسى، كمسئول عن ملف التعليم بالمجلس، فيقول إنه بصدد تقديم دراسات وتقارير عدة إلى وزارة التربية والتعليم لتعديل بعض المناهج التى تحوى فى وجهة نظره تمييزًا عنصريًا ضد المرأة، فإذا تم حذفها سيكون إنجازًا للمجلس القومى، بالإضافة إلى وضع نماذج لسيدات رائدات أمثال: ملك حفنى ناصف، وهدى شعراوى وأخريات ضمن المناهج الدراسية.
تنوع الكتابة
إلى جانب هذا، فهو أيضًا كاتب لمقالات الرأى بجرائد محلية وعربية، بعضها يتناول الأدب والسينما، والبعض الآخر ناقش قضايا المرأة على غرار كتابات «الخاين العميل» تحت اسم «قل للمليحة»، بالإضافة إلى كتابة عدد من المسلسلات وآخرها «ستات قادرة»، ويقول خيرى عن هذا التنوع: «إن الفكرة عندما تأتى، أكتبها فى أى قالب، ليس بالضرورة عمل أدبى، قصة أو رواية، فأنا مؤمن بالتنوع فى الكتابة، فالمثقفون العرب كانوا موسوعيين ويكتبون فى موضوعات كثيرة، وبأشكال مختلفة، فعلى سبيل المثال، جلال الدين السيوطى، كتب فى تفسير القرآن كما كتب أيضا فى الجنس».
زير نساء
يدافع وليد خيرى عن المقولات التى يغضب منها البعض، ويعتبرونه زير نساء يحاول إيقاعهن فى شباكه بهذه الطريقة، فيرد ضاحكًا: «ما يكتب على الصفحة الرسمية عبر «الفيس بوك» يناسب هذا الموقع الذى أعتبره متنفسًا، يشارك عليه زائريه آراءهم وخواطرهم اللحظية، وأنا دائمًا أشبه- الفيس بوك- بجلسات الأصدقاء فى كافيهات المهندسين».
ويضيف: «هذه الجمل التى أكتبها باللغة العامية إذا أعيد صياغتها باللغة الفصحى، ونسبتها إلى الكاتب الفرنسى أو الإنجليزى، سوف يقتنع مرتادو الفيس بوك، فمن غير المعقول أن تناقش الواقعية السحرية، ونظرية النشوء والارتقاء عبر هذا الموقع، فلكل مقام مقال، ويتابع قلت أنا لست ضد الرجال، بل ضد بعض السلوكيات، ومن يعتقد أنى أنصب فخاخًا للنساء، بهذا الطريق، فهذا يعكس تصوره عن قضايا المرأة فهو لا يتحدث عن المرأة وحقوقها إلا إذا أراد منها شيئًا، ويكشف بشكل أكثر وضوحًا هدفه من هذه الحالة فيقول: «هدفى أن أثير الفضول، أن أبقى فى دائرة الضوء، ثم أقول ما أريده، فالمجتمع الهش لا ينبغى أن أخرج له لسانى، أو أتعالى عليه كما يفعل كثيرون، والمجال يتسع للجميع».
الصحافة الثقافية
لجوء الكتاب الشباب إلى مواقع التواصل الاجتماعى لمخاطبة الجماهير هى ظاهرة جديدة، يرى البعض أن سببها الأول هو قصور الصحافة الثقافية، يتفق خيرى مع هذا الأمر فيقول: «إن الصحافة الثقافية دائرتها مغلقة، كما أن الأدب نخبوى بالأساس، ويضيف أنه لدى أهداف خبيثة من كتاب «الخاين العميل»، وهى تكوين قاعدة جماهيرية مختلفة، قراء ربما يقرأون للمرة الأولى، ومن ثم تربيتهم وليس المقصود بها هنا المعنى المتعالى بل هو دورى كمثقف، فالمثقف دوره تنويرى بالأساس، ويضيف: «توقعت أن يكون قراء كتاب «الخاين العميل» بسطاء، ولكنى أراهن على فكرة كسب ثقة القراء، فلماذا لا يستخدم الكاتب ذكاءه فى هدف نبيل؟!».
بعض النقاد يرى أن هذه الكتب- التى يعتبر الخائن العميل أحدها- ظواهر صوتية تجارية، لن تقاوم الزمن، يتفق خيرى مع هذا الرأى فيقول: «لا خلاف على أن كتاب البيست سيلر – الأكثر مبيعًا- ليسوا أعظم الكتاب، ولكنى قدمت أعمالًا جادة لاقت قبولًا من النقاد، فالراحل السيد ياسين، على سبيل المثال، أراد أن يقدم دراسة سسيولوجية عن مجموعة قصصية لم تتجاوز الـ٨٠ صفحة».
ويكشف وليد خيرى سبب هذا التحول فيقول: «حبى الأساسى للأدب، ولكن هذا ليس انتقالًا، كما وصفت، بل هو رغبة فى تقديم أفكار ومناقشة موضوعات متنوعة».
رؤية للحياة
الطريقة التى تعمد بها الكاتب فى تقديم نفسه للقراء ربما تأتى بنتائج عكسية، ربما يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعى حاليًا أحد دلائله- ولكنه يقول: «إن كثيرًا ممن يراسلونه يؤكدون أن كتاب «الخائن العميل» أول كتاب يقرؤونه: «يشغلني- بالتأكيد- أن يكون لدى أعمال مهمة ومؤثرة، نجيب محفوظ -على سبيل المثال- لم تكن أعماله كلها عظيمة، أى كاتب فى العالم لديه أعمال غير مؤثرة وغير جادة، كما أن كتابًا واحدًا من الممكن أن يضع شخصًا ما فى مصاف الكُتّاب المهمين».
درس وليد خيرى الفلسفة فى كلية الآداب جامعة عين شمس، فيقول إن دراسته للفلسفة ساعدته فى تكوين رؤية شاملة للحياة، ومن ثم يسعى لاستغلال هذا الأمر فى تبسيط الفلسفة ونقلها إلى جميع الناس، على النهج الذى اتبعه الكاتب الشهير أنيس منصور».
اليسار والثقافة
درس منصور الفلسفة واطلع على الآداب بلغات عدة، كان يتقنها من بينهم الإنجليزية والفرنسية، ورغم ذلك هاجمه الكثير من النقاد، وعلى رأسهم الناقد الدكتور لويس عوض فى كتابه «الحرية ونقد الحرية»، وفى هذا الصدد يقول خيرى: «أنا أذكر أن الدكتور مصطفى محمود، الذى حصل على جائزة الدولة فى الرواية رغم كونه غير روائى بالأساس، له مقولة تصف هذا الأمر- مصطفى محمود قال إنه عندما كان يساريًا كانت تذهب إليه الجوائز كافة، وعندما اتخذ اتجاهًا فكريًا آخر، كان يتم التقليل من أفكاره وآرائه، فاليسار هو من يحكم الثقافة فى العالم.. فمن يخرج عن الإطار فهو سطحى وتافه بالضرورة، هاجم النقاد منصور ولكنه حقق نحاجًا جماهيريًا كبيرًا.
ويضيف: «وأنا أرى أن عدم تمكن الكاتب من الوصول إلى الجمهور هو عجز منه، فأنا أتعمد تخفيف جرعة الثقافة، والكتابة الخفيفة لا تعنى أننى ليس لدى رصيد فكرى وقراءات مختلفة ومهمة، قرأت لنجيب محفوظ، وتولستوى، ومكسيم جوركى، وغيرهم أنا أقف على أرض صلبة، ومساواتى بكتاب «البيست سيلر الشباب» لا يزعجنى، فالظرف والتصنيف وضعنا فى مكان واحد، ولكن هذا لا يعنى أن الخلفية الثقافية واحدة». 
انصراف الشباب إلى هذه النوعية من الكتب سببه الأساسى فى رأى خيري- هو كتاب التسعينيات الذى أغرقوا فى السودوية والإحباط، فأبعدوا الناس عن الفن، أو ما يصفه بكتابات الغرف المغلقة.