الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"إنتيلجنس نيوز": طفرة هائلة في قدرات جهاز المخابرات الروسي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت مجلة "إنتيلجنس نيوز"، الأمريكية، المتخصصة في شئون الاستخبارات، إن الأعوام التسعة الماضية، شهدت زيادة بمقادر الضعفين في حجم مقر جهاز المخابرات الاتحادي الروسي، مما يؤدي لاتساع مهام عمل الجهاز وقطاعاته التابعة.

وأشارت الدورية التي تصدر في واشنطن في تقرير لها إلى أن جهاز المخابرات الخارجية الروسي إس في أر كان وريثا شرعيا للمخابرات السوفيتية السابقة كي جي بي، وانتقلت إليه كل ملفات صراعها مع أجهزة المخابرات الغربية إبان الحرب الباردة وحتى سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي.

وأكدت أن ما شهده الاتحاد السوفيتي السابق من ضعف وتفكك في سنواته الأخيرة لم ينعكس على عمل كي جي بي الذي بقي برغم انهيار السوفييت جهازا قويا ومؤثرا على صعيد العمليات الخارجية وهي القوة التي انتقلت لاحقا إلى جهاز المخابرات الروسي إس في أر الذي بدوره ضاعف من تلك القوة ومدد نطاقاتها في كافة الجمهوريات السوفيتية السابقة لجمع المعلومات وملاحقة أهداف تهدد الأمن القومي الروسي.

وأشارت الدورية الأمريكية إلى أن فترة السبعينيات من القرن الماضي شهدت طفرة تطوير مذهلة في القدرات الفنية والتكنولوجية لجهاز كي جي بي كانت فيما بعد ميراثا للمخابرات الروسية الحالية، واستمرت عمليات التطوير حتى العام 2007 عندما انتقلت المخابرات الروسية إلى مقرها المهيب بأضلاعه الثلاثة وطوابقه الـ21 ذات السرية العالية في منطقة يازينوف في العاصمة موسكو وهناك توجد مكاتب التصوير الفضائي والاستطلاعي ومكاتب جمع المعلومات من المصادر المعلنة والمتابعة الإخبارية والمعلوماتية.

ووفقا للتقرير، يعد ميخائيل فرادكوف الدبلوماسي السوفيتي السابق أول مدير للمخابرات الروسية يدشن عمليات التوسعة الكبرى لمقرها في العام 2007، عندما أسندت إليه مهمة إدارة هذا الجهاز الرهيب والغامض الذي يتولاه إلى الآن بعد أن عمل رئيسًا لوزراء روسيا الاتحادية في الفترة من 2004 وحتى مطلع 2007 .

ولم تستبعد الدورية الأمريكية، أن يتولى الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين منصب مدير الاستخبارات الروسية إس في أر بعد انتهاء فترته الرئاسية، حيث تعد الاستخبارات مكانه المفضل بحكم سابق عمله كضابط فيها .

وتشير تقارير أخرى إلى أن ما شهده مقر الاستخبارات الروسية من توسعة في حجمه وقدراته لم يكن منبت الصلة عن اتساع مواز في أنشطة وعدد محطات العمل الخارجي التابعة في مختلف مناطق العالم، ويؤكد ذلك ما تردد في وسائل إعلامية عن إنذار استخباراتي روسي مبكر لنظيرتها التركية ببوادر انقلاب يوليو من العام 2016 في تركيا الذي تم إفشاله .

وبرغم نفى المتحدث باسم الحكومة الروسية ديمترى بيسكوف علمه بتلك التقارير، وتأكيد وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس عدم صحتها، يؤكد مراقبون أن مركزًا روسيًّا للتنصت الاستخباري بشمال اللاذقية في سوريا والذي يقع على مقربة من الحدود التركية، قد التقط اتصالات مشفرة عبر الراديو بين مدبري التحرك العسكري في تركيا صيف العام الماضي، وتم إبلاغ فحواها إلى الاستخبارات التركية التي أنكرت ذلك .

كذلك رصدت تقارير إخبارية أمريكية، ما اعتبرته وتيرة التحرش المخابراتي بين عناصر يعتقد تبعيتها للمخابرات الروسية الخارجية والدبلوماسيين الأمريكيين في أوروبا، وأطلقت وسائل إعلام أمريكية على تلك التحرشات مسمى "الحرب الرمادية"، بين واشنطن وموسكو، والتي بلغ مداها زعم دبلوماسيين أمريكيين تعرضهم إلى عمليات إخافة وإرباك متعمدين من عناصر يشتبه في انتمائها إلى عملاء المخابرات الروسية إبان حكم أوباما .

وقال نورم إيسين السفير الأمريكي الأسبق لدى جمهورية التشيك، إن عمليات الإخافة كانت إحدى الأنشطة الدائمة التي تقوم بها المخابرات السوفيتية لإرباك عمل الدبلوماسيين الأمريكيين إبان فترة الحرب الباردة وهى أنشطة من غير المستبعد أن يكون قد تم اللجوء إليها إبان ذروة المواجهة بين موسكو وواشنطن إبان فترة إدارة أوباما التي كانت تفرض عقوبات على موسكو، سعيًا إلى فرض طوق عزلة دولية عليها، وكانت الحرب الرمادية موضع شكوى من جانب وزير الخارجية الأمريكي في إدارة أوباما جون كيري خلال زيارة له للعاصمة الروسية موسكو في مارس من العام الماضي صرح خلالها بأن أوباما قد كلف وكالات المخابرات الأمريكية بعدم الرد أو اتخاذ أية إجراءات تجاه الدبلوماسيين الروس .

وقبيل ترك منصبه بأيام أمر أوباما بطرد 35 من الدبلوماسيين الروس من واشنطن على خلفية تقارير زعمت اختراق الاستخبارات الروسية لنظم اتصالات سرية أمريكية استغلها الجمهوريون للدفع بمرشحهم دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، ولم يتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقتها إجراء مضادا للإجراء الأمريكي .