السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر بين الإمارات وقطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفرق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر بالنسبة لمصر كالفرق تمامًا بين السموات والأرض، أو بين الخير والشر والنور والظلام، فالإمارات منذ عصر الشيخ زايد آل نهيان مؤسس الدولة- رحمه الله- كانت خير صديق وعون لمصر، وكانت الإمارات من أوائل الدول العربية هى والسعودية فى مساندة مصر سياسيًا واقتصاديًا منذ حرب أكتوبر ٧٣ وحتى اليوم، ولا يزال آل نهيان يساندون مصر على نهج والدهم، وعملا بنصيحته بضرورة الحفاظ على مصر، لأنها بمثابة عمود الخيمة للأمة العربية.
أما قطر فقد ورث تميم أمير قطر عن والده كراهية مصر، وتحولت تلك الكراهية إلى عقدة تجاه دولة بحجم مصر لأنها رائدة وكبيرة وذات تاريخ حضارى عريق. 
ومن أجل ذلك اختارت قطر أن تدعم التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش والإخوان وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس بالمال والسلاح من أجل هدم الدول العربية، وتحديدًا مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن من أجل المخطط الصهيو أمريكى الذى وضعه أوباما من خلال ثورات الربيع العربي.
والإعلام الإماراتى إعلام هادف يسعى لجمع شمل الأمة وليس إلى تمزيقها أو تدميرها، وأضرب هنا مثلا ببرنامج «القاهرة - أبوظبى» الرياضى الذى يقدمه الإعلامى المتميز يعقوب السعدى الذى ينبض فى حواره حبًا وعشقًا لمصر المحروسة، أما إعلام قطر فهو إعلام قناة الجزيرة التى أسستها إسرائيل، وهو إعلام غير نزيه وغير شريف، الإثارة والكذب والتدليس والتدخل فى شئون الدول العربية هى أهم سمات هذا الإعلام، وعنوان للكراهية التى يكنها حاكم قطر ضد مصر والأشقاء العرب.
وسياسة دويلة قطر العدائية ضد مصر ليست هى الهدف فقط، فالمملكة العربية السعودية ذاقت من نفس الكأس، والتاريخ يقول إنه فى عام ١٩٩٩ غدرت قطر بالسعودية، وقام الجيش القطرى باقتحام الحدود السعودية، وقتلوا بعض قوات حرس الحدود السعوديين، فاستجارت قطر بمصر خشية انتقام السعودية، وقام الرئيس مبارك بجولة مكوكية بين السعودية وقطر للتهدئة، ونجح فى نزع فتيل الأزمة بين الدولتين.
ويعود أمير قطر فى رعايته للإرهاب، ويسيء لجيش مصر العربى بفيديوهات مفبركة، وهذا الأمير المسمى بتميم هو أمير جاهل وغبى، فهو يظن أنه بدعمه للإرهاب أو الإساءة لجيش مصر يستطيع أن يسقط مصر، ولأنه جاهل بالدين الإسلامى لم يدرك أن مصر باقية وآمنة بمشيئة الله وعنايته سبحانه وتعالى عندما قال فى كتابه العزيز: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».
وتميم أيضا غبى لأنه لا يعرف شيئا عن جند مصر وشرطتها، وأنهم كما وصفهم الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم «خير أجناد الأرض»، والله الذى لا إله إلا هو لو أن المقاتل المصرى زعق فى وجه أمير قطر لخر تميم صعقًا من الخوف والرعب، وبالرغم من أن تميم أصبح الراعى الرسمى للتنظيمات الإرهابية فى الوطن العربى، فإن أيامه فى إمارة الإرهاب بقطر باتت معدودة، والدول العربية أصبح لديها يقين بأن قطر ترعى وتدعم الإرهابيين لهدمها، وحتى أمريكا ودول أوروبا أصبحت تدرك الخطر الداهم من تمويل قطر للإرهاب فى العالم، حتى إن صحيفة «نيويورك بوست»، قالت: «حان الوقت للولايات المتحدة لوقف دعم قطر للإرهاب فى العالم».
ودليلى أنه لأول مرة فى تاريخ منظمة الأمم المتحدة يقوم مجلس الأمن فى إطار اختصاصه الرئيسى بحفظ السلم والأمن الدوليين، باعتبار أن الإرهاب أصبح يمثل أكبر خطر داهم يهدد الإنسانية جمعاء، بإصدار قرار فى ٢٨ سبتمبر ٢٠٠١ بمجابهة الإرهاب الدولى، وحدد مجلس الأمن آليات محددة للدول أعضاء منظمة الأمم المتحدة من أجل الالتزام بها فى مجال مكافحة الإرهاب، وأنشأت أيضا ولأول مرة لجنة مكافحة الإرهاب التى تتبع مجلس الأمن، وترأسها مصر، ولأول مرة تقوم هذه اللجنة بمراقبة ومتابعة تنفيذ هذه الآليات لكل الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وهذه الآليات هي:
أولًا: تجفيف كل منابع التمويل للمنظمات والجماعات الإرهابية.
ثانيًا: تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة حول هذه المنظمات الإرهابية.
ثالثًا: حظر قيام الدول بإيواء الجماعات والتنظيمات الإرهابية على أراضيها.
رابعًا: حظر قيام الدول بأن تكون مركزًا لانطلاق عمليات إرهابية ضد أى دولة.
خامسًا: تسليم الدول الأعضاء للإرهابيين والمطلوبين للعدالة من الدول الطالبة.
وأظن أن هذه الآليات التى أصدرها مجلس الأمن بشأن الإرهاب قد انتهكتها قطر بشكل فج وحقير، يستوجب محاكمة أميرها كمجرم حرب!.