لم تتحمل "نورا"،
31 سنة، أعباء الحياة، والفقر، وعدم إنفاق زوجها على المنزل، فأخذت تعايره بين
الحين والآخر بعجزه وقلة حيلته، ولم تعلم السيدة الثلاثينية أنه سيأتي اليوم الذي
يطفح الكيل بزوجها "سلامة"، 41 سنة، ويوسوس له الشيطان حتى يتخلص من
كلامها القاسي، حيث أجهز عليها ليلًا، وانتهز فرصة نومها وخنقها
بـ"إيشارب"، حتي لفظت أنفاسها الأخيرة، وذهب إلى قسم الشرطة ليسلم نفسه.
وتوجهت "البوابة نيوز"، إلى بلوك "4"، الطابق
"6"، بـ"مساكن توشكى"، وهى إحدي المناطق الشعبية، بمدينة قها،
التابعة لمحافظة القليوبية، والتقينا سكان المنطقة، ليروا تفاصيل حياة تلك الأسرة
ومعرفة ما حدث يوم الواقعة.
البداية عند "الحاجة نادية"، والتي تسكن بالعقار المجاور للمجني
عليها، وزوجها، وقالت إن المجني عليها كانت دائمة الصراخ وسب زوجها، مضيفةً:
"كانت زي الحرباية ولسانها طويل، وعلى طول صوتها عالي".
وفى خلال جولتنا بالمنطقة الشعبية، التقينا "الحاج سعد"، سائق، يقف
على بعد خطوات أسفل العقار الذي شهد تلك الجريمة، وأكد أن المتهم زوج المجنى عليها
كان عامل على باب الله، مشيرًا إلى أن إيجار المسكن يتطلب 500 جنيه، بخلاف سداد
فواتير النور والمياه، مضيفًا: "كانت محملاه فوق طاقته".
أما جارتهم، وتُدعى
"أم أحمد"، فقالت إن المجني عليها كانت تحصل على قروض كثيرة تتطلب 300
جنيه أسبوعيًا لسدادها.
وأضافت الجارة: "قبل الواقعة بأسبوع نشبت بين المجني عليها وزوجها
مشاجرة كبيرة بسبب أزمتهم المالية وسداد القروض، وقال المتهم لو علي 100 ألف جنيه
ربنا يقدرني وأنا هسددهم بس تبطل خناق".
واختتمت: "كان المفروض
يطلقها لأنه مكانش بيعدي يوم غير لما يتخانقوا".
وروت إحدى الجارات، وتدعى
"أم أحمد"، ما حدث يوم الواقعة، ويبدو على ملامح وجهها التأثر بما وصلت
إليه تلك الأسرة، وقالت: "سمعنا أصوات صراخ آتية من جهة العقار الذي تسكن به
تلك الأسرة، وحينما توجهنا إليه سريعًا فوجئنا بزوج المجنى عليه يقول إنه قتلها،
ومن ثم توجه إلى القسم ليسلم نفسه".
وتابعت: "المجني عليها وزوجها لديهم 3 أطفال، أعمارهم 9 و7
و3 سنوات، وهم الآن مع جدتهم من الأب".
وتابعت: "لحظة شيطان شردت الأسرة، الأم ماتت والأب اتحبس،
لا حول ولا قوة إلا بالله".
وفى آخر الجولة، التقينا أحد سكان المنطقة، أثناء خروجه من
المسجد الكائن بالمنطقة، وبسؤالنا عن سبب ما حدث فى تلك الليلة، قال: "إحنا
سمعنا أن سلامة قتل مراته وراح سلم نفسه"، مضيفًا: "إحنا منعرفلوش
شغلانه، لكنه دائم تعاطي المخدرات".
تعود تفاصيل الواقعة بذهاب
"سلامة"، 41 سنة، إلى قسم شرطة قها، ليعترف بقتل زوجته، بسبب خلاف على
مصروفات البيت، ومعايرتها الدائمة بعجزه عن تلبية متطلبات الأسرة، وسوء حالتهم
المادية.
واعترف المتهم أن يوم الواقعة نشبت بينه وبين زوجته مشاجره،
ووبخته بالكلام، وأخذت تعايره بفقره، وانتهز فرصة نومها وأقدم على خنقها
بـ"إيشارب" كانت ترتديه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وبالانتقال والفحص، تبين أنها تدعى "نورا ع. ع" 31 سنة،
ربة منزل، ووجود آثار خنق حول رقبتها.
كانت كشفت تحريات فريق مباحث قسم قها بالقليوبية، التي شكلها
المقدم محمد أشرف رئيس المباحث، أن المتهم كان واقع تحت تأثير مخدر
"البانجو" و"الترامادول"، وقت ارتكاب الجريمة.
وكشف مصدر أمني أن المتهم دخل فى حالة هيستيرية داخل سراي
النيابة بعد اعترافه، ورفض تمثيل الجريمة.
