الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" ترصد معاناة 25 أسرة مسيحية هربت من الدواعش إلى الإهمال

أقباط العريش المنسيون فى أسيوط

الأسر النازحة من
الأسر النازحة من شمال سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأنبا يؤانس: نزوح ألف قبطى من بين 1700 
النازحون إلى الأقاليم مازالوا يبحثون عن عمل ومأوى: «بقالنا شهر ومحدش سأل فينا»
نازح: الإرهابيون بيخبطوا على البيوت.. ولو لقوا مسيحى يقتلوه 
زوجة الشهيد «توفيق»: قتلوه أمام عينى فى السوق.. ولم يتحرك أحد 
عياد: تلقيت تحذيرات من جيرانى بالفرار.. لأن ملثمين يبحثون عنى

بعد مرور أكثر من شهر على نزوح الأقباط من مدينة العريش، إثر استهداف الإرهابيين لهم، لم يترسخ فى الأذهان سوى الصورة المأساوية للفارين من جحيم الإرهاب لمدينة الإسماعيلية، فقد أغفل الجميع صورا ومشاهد أكثر مأساوية ظلت بعيدًا عن بؤرة الضوء، المشاهد تخص 25 أسرة قبطية نزحوا إلى القرى الفقيرة فى الصعيد، احتماءً بذويهم من الأهل والأقارب فى قرى محافظة أسيوط، لا يزالون يبحثون عن مسكن يأويهم لحين عودتهم مرة أخرى إلى ديارهم، فهم بلا مأوى وبلا عمل يقتاتون منه ويعينهم على مآسى الحياة.

«البوابة» بحثت عنهم فى القرى ورصدت حكاياتهم ومعاناتهم مع جحيم الإرهاب تارة وتعنت المسئولين تارة أخرى، وجوه بائسة مهمومة، يعشقون تراب الوطن وينتظرون العودة مرة أخرى إلى ديارهم فى مدينة العريش، ذهبوا إلى مبنى المحافظة بأسيوط وهم لا يحملون شيئًا سوى أبنائهم وما يرتدونه من ملابس، ظلوا ينتظرون إيواءهم فى شقق ويبحثون عن وظيفة.
هذا هو المشهد الذى رصدته «البوابة» بعد أن علمت بوجود أسر قبطية ذهبت إلى محافظات أخرى مسقط رأسهم لننقل ولو جزء ضئيل من معاناتهم ومطالبهم.


الشهيد جمال توفيق جرس
أسرة الشهيد جمال توفيق جرس، أول أسرة نزحت إلى أسيوط فرارًا من ترصد الإرهابيين لهم، «جمال» قُتل برصاص الغدر من قبل مسلحين ملثمين فى حى السمران بالعريش، قتلوه أمام زوجته، أطلقوا عليه وابلًا من الرصاص فى الرأس والصدر، اغتالوه فى السوق أثناء بيعه الأحذية، أمام مسمع ومرأى من الجميع فى منطقة سوق الخميس المزدحمة، دون أن يعترضهم أحد.. وفر الإرهابيون هاربين.
«البوابة» التقت زوجته القاطنة فى منزل أحد أقاربها بقرية المطيعة بمحافظة أسيوط؛ حيث نزحت الأسرة المكونة من الزوجة وخمسة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة.
تتذكر زوجته واقعة الاغتيال، فتقول: «جمال» كان يعمل مدرسًا بمدرسة العريش، وأنا أعمل فى بيع الملابس والأحذية بالسوق، وفوجئنا يوم الحادث بقيام شخصين مسلحين يقتحمان السوق ويستوقفان زوجى، ويسألان عن اسمه، وقاموا بإطلاق أعيرة نارية صوب رأسه، مما تسبب بوفاته فى الحال، وهذا ما دفعنى للهروب إلى أحد المحال التجارية بالسوق والاختباء به. 
واستكملت قائلة: وحذرنى صاحب المحل من أن إصدر أى صوت، حتى لا يأتوا فيقتلونا، وبعدما قتلوا زوجى وسرقوا كل ما كان معه من أموال وموبايل وتركوه جثة هامدة.. جريت عليه وأنا أصرخ: «قوم يا جمال ملناش غيرك.. هنعيش ازاى من غيرك».
تبكى بحرارة.. وهى تتذكر ما حدث، وتصرخ: «ليه يقتلوا «جمال» وهو لم يأذ أحدًا.. ربنا ينتقم من الإرهابيين المنزوع من قلوبهم الرحمة، مشيرة إلى أنها هربت للحفاظ على حياة أولادها بعد مصرع عدد من المواطنين المسيحين، وقالت: «أحنا بين خيارين، إما فقدان حياتهم أو ضياع مستقبلهم، حيث قتل زوجها».
واستكملت وهى تبكى: «اتبهدلنا من بعد موته لا مصدر رزق ولا مأوى»، مشيرة إلى أنها اضطرت للبقاء فى منزل أحد الأقارب، وهو منزل بسيط لأسرة مكونة من ٨ أشخاص، وبالإضافة إلى أولادها الخمسة، وهو حمل تقيل عليهم. وتطالب بتوفير مسكن لأسرة الشهيد فى أسيوط، وتوفير فرصة عمل لابنها الكبير، خاصة أن لديها أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، وبالأخص ابنتها سارة فى الثانوية العامة، وكان يحلم والدها بأن تصبح دكتورة، وهى تبكى يوميا لأنها غير قادرة على تحقيق حلم والدها لعدم قدرتنا على سداد مصاريف التعليم.
لسان زوجة الشهيد جمال لا يتوقف عن الدعاء على «كل من تسبب فى تشريد العائلات والأطفال»، مؤكدة أن القبطى لا يأمن على حياته بشمال سيناء، وكتب عليه النزوح هربًا من الجحيم إلى مصير مجهول، أو البقاء ليواجه الموت ذبحًا أو حرقًا على أيدى الجماعات المسلحة الإرهابية، مؤكدة أن أطفالهم حرموا من الانتظام فى الدراسة.


رأفت عياد
حال «أسرة الشهيد جمال توفيق» لا يختلف عن «رأفت عياد» من الأسر النازحة من شمال سيناء إلى قرية المطيعة بأسيوط، والذى قال: إنهم يعملون بسوق الخضار بمدينة العريش وفوجئوا بقيام أشخاص ملثمين ومسلحين يستقلون دراجات بخارية، ويقومون بالبحث عن شخصيات مسيحية، مما جعلهم يتركون أمتعتهم من الخضار والفواكة ويفرون هاربين. وأضاف «رأفت»، أننى من أبناء قرية المطيعة، وقد تركتها منذ ١٥ عاما، موضحًا أن المحافظة لم تقدم لهم أى دعم، مشيرا إلى أن مطالبهم تتمثل فى توفير عمل يوفر لهم مأوى لهم وأولادهم.
«عياد» روى لـ«البوابة» ليلة نزوحه من العريش قائلا: «جئت إلى أسيوط لحضور جنازة جمال توفيق، الذى قُتل أمام أعيننا فى السوق من قبل الإرهابيين، وتركت أولادى وأخى وابنى فى العريش، ففوجئت بتليفون من جيراننا بالعريش يحذرونى من العودة، والتنبيه على ابنى وأخى بالفرار من العريش، لأنه يوجد رجال ملثمون يبحثون عنى وعن أخى، وهو ما دفعنا إلى الفرار من العريش، خاصة بعد قتل طبيب قبطى هو بهجت وليم زاخر، برصاص العناصر التكفيرية أثناء سيره بسيارته فى منطقة حى العبور جنوب مدينة العريش، بعد توقيفه بالقوة تحت تهديد السلاح من قبل عناصر تكفيرية وأردته قتيلا بطلق نارى فى الرأس والرقبة والبطن، موضحًا أن أسرة الشهيد الطبيب مكونة من ولد وبنت، وفرت أسرته إلى الإسكندرية حيث مسقط رأسهم، وهى العمليات الإرهابية نفسها التى استهدفت عادل شوقى، عامل بأجر يومى، تم قتله وسط النهار بإطلاق نيران عليه فى الرأس.
«لن أنتظر حتى أموت».. بهذه العبارة صرخ «عياد»، مؤكدًا أنه نزح إلى أسيوط بالملابس التى يرتديها، ولم يفكر فى حمل أى أمتعة معه أو أموال، لأن لا شىء أهم من حياته، مؤكدا أنه تارك فى العريش أغنام وأحد الجيران يرعاها.
وأضاف «عياد»: «اتصلت بأخى وابنى عماد، وحذرتهم من التهديدات، وهو ما دفعهم إلى ترك الفرشة بالسوق واستقلوا سيارة من الموقف متجهة إلى أسيوط دون العودة إلى منازلهم وحمل أمتعتهم أو أموالهم».
وقال «عياد» فى حسرة: «كانت حياتنا طبيعية بالعريش منذ عام ٩١..كنت أعمل مع أخى فى الخضار وابنى يعمل فى تجارة الأغنام، وعمرنا ما شوفنا خوف أو تهديدات بالعريش إلا خلال الشهرين الماضيين»، مشيرا إلى موت ٨ ضحايا بالعريش خلال شهرين، وكان آخرهم سعيد حكيم وابنه مدحت، قائلا بحسرة: «مدحت تم ربطه فى نخلة وولعوا فيه حى».
وأوضح أن أغلب الأسر نزحوا إلى الإسماعيلية، ما عدا ٢٥ أسرة نزحت إلى أسيوط، موجها رسالة إلى محافظة أسيوط ووزارة التضامن الاجتماعى: «لدينا أولاد عاوزين نربيهم.. كل مطالبنا عمل نأكل منه عيش». 
«بافكر ارجع العريش تانى بس الحال يستقر».. صرح «عياد» بهذه الكلمات، مؤكدًا أن العريش بلد جميل وأهله طيبون والتجارة فيها لها مكاسب كبيرة، بالإضافة إلى أن ممتلكاتنا كلها هناك.
كما أكد رأفت عياد أنه يريد العودة إلى العبادة فى كنائس العريش، مشيرا إلى أن العريش تضم ٣ مواقع تتبع الكنيسة القبطية، وهى: مطرانية شمال سيناء فى ضاحية السلام، وتخضع لحراسة دائمة، ومقر الاستراحات الكنسية فى حى المساعيد الذى يخضع أيضا لحراسات مشددة، فضلا عن كنيسة مار جرجس وسط العريش، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة دفعت الكنائس بشمال سيناء إلى تغيير مواعيد الصلوات فى أيام الصوم الكبير، واختارت مواقيت مناسبة أمنيًا، مطالبًا بتواجد أمنى أكبر ودوريات شرطية غير ثابتة وسط المناطق السكنية التى يقيم بها المسيحيون لتأمين منازلهم وحياتهم.


سعيد عياد
استقل سعيد عياد، تاجر خضار بالعريش، سيارة أجرة، وبجواره زوجته وسبعة أولاد معلنًا الرحيل عن المدينة، بعد أن علم أن ملثمين يبحثون عنه بالعريش فى ظل تزايد عمليات قتل المسيحيين على أيدى الإرهابيين من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى.
أسرة عياد وصلت إلى قرية المطيعة بأسيوط، بعد أكثر من ٢٠ ساعة من الخوف والترقب.
«يخبطون على البيوت ولو لقوا مسيحى يقتلوه».. بتلك الجملة فسر سعيد عياد سبب فراره دون تفكير من العريش، وقال: «بعد ساعة تقريبًا من تركى للمنزل فوجئت بجارى يتصل بى ويطمئن على، والمفاجأة أنه أبلغنى أن إرهابيين جاءوا إلى منزلى بعد أن تركته بساعة واحدة، موضحا أنهم يمرون بين القرى من حين إلى آخر، يحملون رايات مكتوب عليها ولاية سيناء، وأسلحة ثقيلة منصوبة على سيارات الدفع الرباعى، يطرقون المنازل إذا وجدوا بها قبطيا قتلوه وحرقوا جثته، مشيرا إلى أن هناك أسرًا مسيحية بعد أن هجرت منازلها قسرا جاء ملثمون ليقتلوهم، ولكن لم يجدوا أحدا فى المنزل فقاموا بحرقه.
وأضاف سعيد قائلا: «إن الأقباط والمسلمين بالعريش مصابون بالهلع والخوف، خاصة أننا لم نعتد على استهداف الأقباط بالعريش، وكنا نعيش فى أمن وأمان وسط أهالينا فى العريش. وكانت دائما العمليات الإرهابية تستهدف من يتعاون مع الجيش أو الشرطة فقط، ولكن بدأت العمليات الإرهابية تتوالى بالقتل والخطف.. بدأت بإطلاق النيران على جمال توفيق فى السوق أمام أعيننا وسط النهار دون خوف من اعتراضهم أحد، ثم قتلت عناصر تنظيم داعش بمدينة العريش تاجرا قبطيا داخل متجره بشارع ٢٣ يوليو الرئيسى وسط مدينة العريش، حيث قام ثلاثة مسلحين ملثمون من تنظيم داعش اقتحموا متجر تاجر قبطى يدعى وائل يوسف قلدس، ٣٥ عاما، وأطلقوا الرصاص عليه فأردوه قتيلا بثلاث طلقات فى الرأس، ولاذوا بعدها بالفرار، وهو أب لطفلين يوسف ونوفير، موضحا أن وائل يوسف بالعريش يملك سوبر ماركت فى شارع مزدحم هناك، وسبق ورفض الرحيل عن بلده، وفى يوم الحادث كان فى محله مع زوجته وأحد ابنيه، ودخل عليهم ملثمون قاموا بإمساك زوجته قبل أن تصرخ، ثم أطلقوا الرصاص على وائل أمامها ومات فى الحال، ومن المفجع أن الإرهابيين قاموا بفتح زجاجات مياه غازية وأكياس شيبسى أمام الزوجة المصدومة والطفل ليتناولوها، قائلا: «إننا نعيش حياة صعبة منذ قتل د. بهجت، واستمرار استهداف الأقباط، حتى أننا لا نستطيع الخروج الآن من المنزل بعد الساعة الخامسة مساءً، ونخشى على أبنائنا خاصة أنه يتم وضع علامات على منازل وممتلكات الأقباط ليتم اقتحامها بعدها بساعات، وقتل كل من فيها وحرقهم مع ممتلكاتهم، مما أصاب الأقباط بحالة من الفزع».
يتابع بصوت مبحوح بالألم والحسرة: «بقالنا شهر محدش سأل فينا»، متسائلًا: «كل المعونات متجهة إلى محافظة الإسماعيلية ولا أحد يعلم أن هناك أسرًا قبطية نزحت إلى محافظات أخرى، مطالبا الجهات المعنية بالنظر إلى حال الأسر النازحة من العريش إلى الأقاليم، خاصة أن الاهتمام كله بالأسر النازحة إلى الإسماعيلية، مشيرا إلى أن بعض الأسر يفكر فى العودة إلى العريش، ولكن إذا استقرت الأوضاع وتم توفير الأمان والمعيشة، حيث إن الجماعات الإرهابية تمارس سياسات التفرقة بين طوائف الشعب تارة بحرق الأقباط وتارة بتفجيرها وتارة بنهب وسلب ممتلكات الأقباط وذبح الفتيات والسيدات القبطيات، وأحيانا الرجال، بهدف إشعال الفتنة فى البلاد، وهو ما يجب أن نتصدى له، وأولى محاولات التصدى يكون بالاهتمام بأسر الضحايا.


طلبات للعون
من جانبه، قال الأنبا يؤانس، مطران الأقباط بأسيوط: «لا نستطيع القول إلا أن ربنا يهدى هؤلاء إلى الصواب، مشيرًا إلى أنه تقدم بطلبات إلى محافظ أسيوط لتقديم العون إلى هذه الأسر، بالإضافة إلى أنه تم الاتصال بوزارة التضامن الاجتماعى، وعلمنا أن الوزارة ما زالت فى مرحلة الحصر الدقيق لبيانات الأسر النازحة كافة من العريش إلى الأقاليم.
وأكد الأنبا يؤانس مطران، أن الأسر النازحة إلى أسيوط رفضت العودة إلى العريش خوفا على حياتهم، بعد أن تركت تلك الأسر بيوتها وأراضيها وأموالها، فى ظل الاعتداءات والقتل وحرق منازل الأقباط بالعريش، والتهديدات المستمرة بالمزيد فى حال بقائهم بالمدينة، موضحا أن تلك الأسباب دفعت الأسر بالعريش إلى المغادرة واحدة تلو الأخرى بشكل مؤقت، وهناك من قام بنقل أطفاله إلى ذويه بمحافظة الإسماعيلية وبعض محافظات الصعيد، مشيرا إلى أن عدد الأقباط فى شمال سيناء يتقلص يومًا وراء الآخر.
فمنذ الهجرة الأولى لأقباط العريش والشيخ زويد وأعقبها هجرة أخرى بعد استهداف كهنة الكنيسة، لم تعد أى من الأسر إلى منازلها بالعريش ورفح، ويعيش الآخرون الآن مهددين، وهم من رفضوا ترك العريش، ولكن ما يُطمئن الجميع هو التشديدات الأمنية بسيناء، خاصة بعد بدء تنفيذ خطة أمنية عاجلة لوقف مسلسل استهداف الأقباط فى العريش، وتعتمد على إعادة انتشار القوات فى شوارع وميادين العريش، ونشر الكمائن قرب الكنائس وأماكن تجمعات الأقباط، مع تحذيرهم من الوجود فى الشوارع بشكل فردى حتى لا يتعرضوا للاستهداف المسلح.


أحصاء رسمى
أوضح أنه وفقًا لإحصاء رسمى عن أعداد المسيحيين فى شمال سيناء، فإن إجمالى تعداد الأقباط بالعريش حوالى ١٧٠٠ مواطن ينتمون لقرابة ٦٠ أسرة تقطن حى الصفا، وقرابة ٦٠ أخرى وسط المدينة بما فيها ضاحية السلام، وقرابة ٢٠ أسرة بحى السمران بمدينة العريش، نزح حتى الآن قرابة ألف قبطى. 
يذكر أن نزوح الأقباط من العريش، وشمال سيناء، بدأ بعد حوادث قتل سبعة أقباط فى المدينة على يد مسلحين مجهولين. وكانت الحادثة الأخيرة التى دفعت العديد من الأسر إلى الفرار من العريش، عندما قُتل قبطى داخل منزله فى مدينة العريش أمام أسرته التى فرت من المنزل قبل أن يحرقه الإرهابيون، فضلا عن إطلاق فيديو بثته وكالات أنباء ما يعرف بـ«تنظيم الدولة الإسلامية فى مصر»، دعا إلى قتل وذبح من سمّاهم «الصليبيين فى مصر». وأذاع الفيديو، الذى انتشر بشكل غامض، مشاهد من تفجير البطرسية، وموقع تدريب مرتكب الحادث، واتهامات لمجموعة مشايخ وقيادات إسلامية بالردّة.. لم تصل إلى حد تنفيذ عملية ضدهم حتى الآن.. لكن الذى دخل حيز التنفيذ -مبدئيًا- الأقباط.
البداية ٢٠٠٢
استهداف المسيحيين فى سيناء، لم يعد حوادث متفرقة، بل أمسى واقعًا معلنًا، وتوثقه الإحصاءات والأرقام. وبلغ من الخطورة الحد الذى دفع أهالى العريش إلى نجدة العائلات، بسبب «الوحشية» التى تمارسها «الميليشيات» المتنقلة، فعمليات استهداف قد بدأت من رفح عام ٢٠٠٢، وفقًا للحوادث الشهيرة التى تناقلها شهود عيان بالعريش، فقد قامت مجموعة مجهولة الهوية بطرد مواطنين مسيحيين من بيوتهم فى سبتمبر من العام ٢٠١٢، حيث تم التهجير.
كما تعرضت كنيسة مار جرجس، لاعتداءات مسلحة، وعمليات نهب وسرقة وحرق، حيث قامت مجموعة من الملثمين تحمل أسلحة نارية آلية، فى الرابعة عصرًا بتهديد معلّم الكنيسة بالسلاح، ثم سرقوا محتوياتها. 
وانضمت لهم أثناء ذلك مجموعة كبيرة من الأشخاص يبلغ عددهم قرابة المائتين هبطوا من سيارات كانت تُقلّهم، وحطموا كشافات الإنارة وزجاج الكنيسة، ثم اقتحموا الكنيسة وهدموا الصليب الموجود أعلى القبة، وسرقوا المقاعد الخشبية والأبواب الداخلية.