الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نداء إلى فضيلة الإمام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• منذ ٥٣ عامًا مضت وبالتحديد فى العام ١٩٦٤ ألّف الإخوانى العتيد مفكر الإرهاب الأكبر فى كوكبنا سيد قطب، كتابه الذى يعد المرجع الأساسى لكل الإرهابيين فى العالم (معالم فى الطريق)، الذى تأسس عليه كل هذا الإرهاب والتفجير والذبح فى كل الكوكب.
• وضع سيد قطب فى كتابه (خارطة الطريق) لكل الإرهابيين فى عالمنا وحدد معالم أساسية فى ذلك الطريق لا بد وأن تسير عليها كل التنظيمات الجهادية الحركية العنيفة فى العالم. 
• ورغم مرور كل هذه السنين الطويلة، ورغم كل هذا الإرهاب والذبح والتفجير والترويع الذى عانته مصر وعاناه العالم، والأزهر وعلماؤه لم يفكروا يومًا فى تفنيد الكتاب والرد على ما جاء فيه من أفكار مغلوطة، بل إن فضيلة الشيخ الشعراوى اكتفى بالتمجيد فى كتاب قطب (فى ظلال القرآن)، وأكد أن نجاة الأمة فى اتباع ظلاله الوارفة!!!
• كما أن موقف فضيلتكم من مفكر الإرهاب الأكبر سيد قطب مرتبك وغير واضح، فأنت فى كتابك تعتبره مفكرًا عظيمًا وشهيدًا، وتتحدث عنه كأستاذ، وفى بيان الأزهر تقول إنه مجرد معجب ومردد لأفكار صديقه المودودى الباكستانى الذى أعاد إلى الحياة فكرة الخوارج (الحاكمية)، فلقد ورد بكتابكم (التراث والتجديد)، المنشور بجريدة الأزهر بتاريخ ٢٤ يناير ٢٠١٥: «واحد من عظماء مفكرى مصر، الذين صمدوا للفكر التغريبى الوافد من شرق ومن غرب، وكشفوا عن كثير من عوراته ونقائصه ونقائضه أيضًا، وبينوا للتائهين من القراء والشباب مواطن الضعف والتهافت فى هذه المذاهب السياسية والاقتصادية من اشتراكية ورأسمالية ومدنية وليبرالية، وكيف أنها مذاهب هدامة»، ثم قلتم فضيلتكم إن: «ما كتبه الأستاذ الشهيد سيد قطب من كتب يصور فيها عدالة الإسلام تقف دونها الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية فى الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية حسرى كليلة الطرف». وعندما زاد الهجوم عليكم وعلى الأزهر أصدرتم بيانًا يوم الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥، أى بعدها بأقل من شهر تؤكد فيه رفض الأزهر لأفكار الحاكمية والجاهلية والجهاد لدى قطب، وأنه أعجب بأفكار صديقه الباكستانى أبو الأعلى المودودى الذى اعتذر المودودى عنها»!!! 
• وللأسف الشديد؛ فإن الأزهر حتى كتابة هذه السطور لا يزال خارج معركة الوطن وخارج معركة الدين التى تنتظره. وتتوسل إليه وتناديه، وتستغيث به وتمسك بتلابيب ثوبه، وتتوسل بعمامته، وتستصرخ فيه حميته وغيرته على الدين والوطن.
• فضيلة الإمام.. على الأزهر أن يدخل فورا ودون تردد إلى معركة الوطن ومعركة الدين. بل أن يقودها بنفسه فهذا دوركم الطبيعى ولم نتعود أبدًا أو نتخيل يومًا أن ينسحب الأزهر من معاركنا الوطنية؛ فهو جزء أصيل من تلك الحركة الوطنية ومن تاريخها العتيد منذ تأسيسها وفرضها محمد على باشا حاكمًا على مصر ١٨٠٥، بل إن حركتنا الوطنية كانت تخرج منه وتنطلق منه وتتجهز فى أروقته الرحبة عبر التاريخ.
• فضيلة الإمام.. تاريخ الأزهر كله على المحك ونحن نموت كل يوم، وأغلى ما لدينا من رجال فى الجيش والشرطة يفقدون حياتهم على مدار الساعة، وصمتكم وصمت أزهرنا لا يليق وهو غير مفهوم وغير مبرر، ولا يمكن قبوله، ويتسبب كل يوم فى إراقة دماء غالية جديدة، وفى ترويع الآمنين وفى شلل التنمية وشلل الاستثمار واستمرار ضمور السياحة وارتفاع الدولار إلى حدود غير مسبوقة، ومزيد من انهيار عملتنا الوطنية وغلاء الأسعار بشكل بشع لدرجة ما عدنا نتحملها أو نطيقها. 
• فضيلة الإمام.. لقد قامت خطة قطب وتأسست كما تعلم فضيلتكم طبعا على التالى: 
• أن البشرية تقف على حافة الهاوية. وأن قيادة الرجل الغربى للبشرية أوشكت على الزوال. وأن الغرب بلا دين وبلا قيم. وأنه لا بد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة التى وصلت إليها البشرية، وأن العالم كله يعيش فى جاهلية تامة تقوم على الاعتداء على حكم الله للعالم. وأنه لا بد من بعث إسلامى يتسلم قيادة البشرية. لكن الطريق طويل وعلينا أن نحدد المعالم.
• والمعالم فى الطريق كما حددها قطب فى كتابه كالتالى: 
• أن لا نتعامل مع القرآن على أنه كتاب إبداع أو عبادة، ولكن أن نتعامل معه على أنه كتاب (عمل وتنفيذ وحركة وفعل). 
• وأن ننقطع مع مجتمعاتنا وأهلنا وعاداتهم وتقاليدهم الجاهلية. وأن تحدث لدينا (عزلة شعورية) كاملة بين ماضينا وحاضرنا من الآن. وأن ننخلع تمامًا من روابط الجاهلية الأولى (الوطنية والأرض والدم والتاريخ والأسرة و.....)!! وأن نعرف أن الألوهية معناها حصرًا (الحاكمية) (حكم الله للأرض)، وأن نقيم مملكة الله فى الأرض ونزيل مملكة البشر تمامًا، وهو ما يتطلب فى نظر قطب انتزاع السلطان الإلهى من أيدى مغتصبيه وانتزاع الناس من حكم البشر إلى حكم الله!!
• وأنه على المسلم أن ينقطع مع وشائج الوطن والأرض والدم وغيرها وأن يكفر بها وألا يقاتل إلا تحت راية الإسلام وأن يكفر براية الوطن!!!.