الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"راضي": الذوق الأدبي العام بمصر لا يستوعب أدب الخيال العلمي

الكاتب والسيناريست
الكاتب والسيناريست محمد أمين راضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظمت كلية الآداب بجامعة عين شمس، ندوة، اليوم الاثنين، بعنوان "الأسطورة والإبداع"، في إطار الصالون الثقافي الخامس لقسم اللغات الشرقية وآدابها.
استضافت الندوة الكاتب والسيناريست محمد أمين راضي، مؤلف مسلسلات "نيران صديقة"، "العهد" و"السبع وصايا"، وعُقدت برعاية أ.د سوزان القليني عميدة الكلية، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وحضرها أ.د مصطفى مرتضى وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
أدار اللقاء أ.د رانيا فوزي رئيسة قسم اللغات الشرقية وآدابها، د. أحمد لاشين مدرس الأدب الشعبي بقسم اللغات الشرقية، وبتنسيق أ. عبير جمال وعدد من أساتذة وطلاب القسم.
وبدأ "لاشين" الصالون متسائلًا: لماذا لا تنتهي الأساطير من حياتنا رغم ما وصلنا إليه من تقدم علمي وفكري، ثم طرح الإجابة قائلًا: إن الأسطورة حاضرة في تفكيرنا اليومي بالأدب والسياسة والتاريخ والعمارة والدين.
وعرَّف الأسطورة بأنها اعتقاد مجموعة من الناس في شيء بأن لديه قدرات غير عادية، ودلّل على ذلك بأن السلعة الرائجة تعد أسطورة، وأشار إلى فكرة الظاهرية التي حكمت وعي الشعب المصري في فترة حكم الظاهر بيبرس وحوّلته إلى أسطورة، وامتزاجها بالوعي الأسطوري يعطينا دليلًا على أن المتبقي لدى وعي الجمهور هو السيرة.
واستشهد بمجموعة من الأقوال المأثورة للعلماء والفلاسفة حول الأسطورة مثل: "الأسطورة هى التاريخ الذي لا نصدقه، والتاريخ هو الأسطورة التي نصدقها" و"حياتنا اليومية تتغذى بالأساطير".
فيما أعرب محمد أمين راضي عن سعادته لمناقشة أعماله الأدبية بين الخبراء الأكاديميين والطلاب، وتحدَّث عن تاريخه الفني والأدبي.
وقال: إنه في بداياته كان ميالًا إلى كتابة الخيال العلمي لكنه لم يجد له رواجًا وسط العقل الجمعي المصري.
وأوضح الفرق الفاصل بين الأسطورة والعلم حيث إن كل أسطورة لها مرجعية علمية أيضًا مثل الخمسة وخميسة ولمس الخشب وهي علمية لكن تحولت إلى شكل خرافي والتي تعود إلى امتصاص الطاقة السلبية.
وأشار إلى العمل الأدبي "نيران صديقة" والذي نوّه فيه بفكرة اللوح المحفوظ المذكورة في كل الأديان السماوية، وكيف أنه أمر غيبي ويدور حول الكثير من القصص، وفكرة إطلاق الشائعات وتصديقها وبناء ونسج أفكار تحيط بها، بالإضافة إلى فكرة المخلِّص، سواء في المسيح أو المهدي المنتظر التي أشارت إليها جميع الأديان وامتزاجها في جميع الحضارات حتى عصرنا الحاضر. 
وحول الحضور الأسطوري في الدراما قال "راضي": إن كل مَن استخدم الأسطورة في الأعمال الدرامية اعتمد على التناص، مدللًا على ذلك بفكرة رفع السيد المسيح في الإسلام وقيام روحه في المسيحية كما في إحدى شخصيات أعماله الأدبية.
وفي كلمته حول "الأسطورة ودورها في المجتمع" قال أ.د مصطفى مرتضى، أستاذ علم الاجتماع، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب: إن الأسطورة ستظل موجودة ومستمرة؛ لأن المجتمع لديه استعداد لتصديقها، والدراسات الاجتماعية دورها تفسير غموض الأشياء والأحداث في المجتمع، ونحن كعلماء اجتماع نتعامل مع المجتمع باعتباره "نصًّا" قابلًا للتفسير والتأويل.
وأوضح أن الأسطورة تتداخل مع الحقائق في بعض الأحيان، فهي تلعب وظائف في لحظات تاريخية معينة، مؤكدًا أن استقبال الأوامر الإلهية ليست استقبالًا عقليًّا فقط، فهناك استقبال ممزوج بالإيمان، ممثلًا لذلك بقصة الإسراء والمعراج حيث إن طبيعة البنية العقلية لا تصدقها بينما يأتي العقل ويفسرها فتتحول من أسطورة تضرب فى الخيال إلى حقيقة يثبتها العلم بعد تقدم وسائل الاتصال ووصول الرسالة في غمضة عين وبذلك يتحول الشيء المعقول إلى محسوس.
وفي نفس الإطار دار جدل في الصالون الثقافي حول التعامل مع النص الديني عقليًّا فقط أم أن هناك تكاملًا بين العقل والحس في تفسير النص.