الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سباق بين فرقاء ليبيا لكسب ولاء "الدب الروسي".. "موسكو" تبحث عن قاعدة عسكرية قريبة من أوروبا.. "حفتر" يمتنع عن إنشائها.. و"البنيان المرصوص" تغتنم الفرصة

الرئيس الروسي  فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجرى وفد من قوات البنيان المرصوص الليبية، التابعة لوزارة الدفاع المقترحة بحكومة الوفاق، مباحثات فى العاصمة الروسية (موسكو) الحليف الدولى الأقرب للمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية. 
وقال العقيد مفتاح بوليلية القائد الميدانى لعمليات البنيان المرصوص، التى حظيت بالدعم الدولى أثناء محاربتها لتنظيم الدولة الإرهابى داعش بمدينة سرت وسط البلاد: إن زيارة وفد البنيان المرصوص إلى روسيا ستؤدى إلى تغيير فى التحركات الدولية فى ليبيا الأيام القادمة، فى إشارة إلى إمكانية تخلى روسيا عن حليفها القوى فى ليبيا وإسقاط الشرعية عن الجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده حفتر والتزام موسكو بتبنى الموقف الدولى الداعم لشرعية البنيان المرصوص الموالية لحكومة الوفاق.
وأكد وفد البنيان المرصوص عقب الزيارة: "أن الروس تأكدوا من أننا نحارب الإرهاب فى ليبيا".
وجاءت زيارة قيادات البنيان المرصوص لروسيا تلبية لدعوة وجهتها لهم وزارة الدفاع فى إطار سعى موسكو لتعزيز وجودها فى ليبيا، الدولة القريبة من السواحل الجنوبية لأوروبا. 
وبحسب مراقبين وخبراء بالشأن الليبى، فإن روسيا سعت لإنشاء قاعدة عسكرية فى شرق ليبيا فى مقابل دعمها للقوات المسلحة التى تحارب الإرهاب.
ونفى المشير خليفة حفتر (القائد العام للجيش الليبى) هذا العرض، وقال فى تصريحات صحفية: لم يسبق طرح هذا الموضوع على الإطلاق فى مباحثاتنا مع الروس، ولا نعتقد أن لدى روسيا الرغبة أو الحاجة لإنشاء قاعدة عسكرية لها فى ليبيا، فهى تملك أسطولا عملاقا فى البحر المتوسط يغنيها عن أى قاعدة برية فى إقليم المتوسط، وعلى أية حال فإن إنشاء القواعد العسكرية أمر تمليه ظروف محلية وإقليمية ودولية استثنائية بشكل خاص لا نرى أنها قائمة حاليًا. 

وتضمنت تصريحات القائد العام للجيش الليبى أن الظروف قد تدفعه للقبول بقاعدة عسكرية روسية فى بلاده طالما أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية كانت ظروفا استثنائية. 
وجاءت تصريحات حفتر مباشرة عقب زيارة قيادات البنيان المرصوص لموسكو، ما يعنى أن روسيا تلقت عرضا بتدشين قاعدة عسكرية على سواحل المتوسط غرب البلاد فى مقابل تخليها عن حفتر، وهو ما يحقق لروسيا موقفا قويا فى مواجهة الدول الأوروبية الداعمة لاستقلال إقليم القرم، خاصة أن وجودها فى ليبيا يجعلها لاعبا مؤثرا فى الفناء الخلفى لدول أوروبا الجنوبية. 
وكانت روسيا قد أكدت -بطرق غير مباشرة للمشير حفتر- أنها قادرة على إنهاء الفوضى فى ليبيا فهى تعلم أن طريق المفاوضات السياسية لتسوية الأزمة يبدو شاقا وطويلا، ويعنى المزيد من الوقت والمزيد من الألم أيضا، وأن الحل العسكرى أصبح ممكنا مع وصول قوات الجيش الليبى إلى جنوب البلاد.