الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مصر أهم داعم لـ"مبادرة التسوية الوطنية العراقية"

«أبو الغيط» يلتقى «الحكيم» غدًا

 الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«السيسى»: نشيد بجهود العراق فى مواجهة الإرهاب «الحكيم» يؤكد أهمية بناء تحالف استراتيجى مصرى عراقى

تسعى مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى المساهمة فى المصالحة بين الأطراف العراقية، لعودة الوحدة بين فئات الشعب العراقى، الذى يعانى الإرهاب والدمار، بسبب التقسيم، ومنذ سقوط النظام العراقى السابق برئاسة صدام حسين.
ومع بداية جهود استعادة العراق مكانته الطبيعية، فى محيطه العربى والدولى، استقبلت القاهرة شخصيات عراقية متعددة، وكانت مصر أول من هنأ حكومة «علاوى»، بل وكانت داعمًا قويًا لها فى شتى المجالات، وقدمت المساعدة فى إعادة تأهيل الشرطة وأجهزة الأمن العراقية، وتعزيز الأوساط السياسية، خاصة أن مصر الدولة الوحيدة التى تسعى لاستقرار جميع الدول العربية بالمنطقة، دون مصالح، سوى تحقيق الأمن العربى والإقليمى.
وترتبط العراق ومصر بعلاقات تاريخية، تمتد إلى أوائل القرن الماضي، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية، فى منتصف الأربعينيات؛ حيث عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، مثل: السوق العربية المشتركة، والاتفاقيات العسكرية مثل: اتفاقية الدفاع العربى المشترك، ومشروع الوحدة الثلاثية.
وأشاد الرئيس السيسى، بجهود العراق وتضحيات أبناء شعبه، فى محاربة الإرهاب، والانتصارات التى تتحقق فى هذا المجال، مؤكدًا دعم العراق ووحدته، ومساره الديمقراطي، واحترام سيادته.
وتضمن لقاء عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطنى العراقي، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، بمصر الجديدة، النقاش حول مستقبل العراق ما بعد تنظيم «داعش» الإرهابى، إلى جانب التأكيد أن مشروع التسوية الوطنية، مشروعٌ كبير، ويستحق الدعم، كما بحثنا ملفات إعمار المدن المحررة وإعادة النازحين منها.
وأكد «الحكيم»، أن وفد التحالف الوطنى العراقى، التقى «السيسى»، وكان اللقاء أكثر من رائع، وكان الهمّ العربى حاضرًا فى اللقاء، فضلًا عن العلاقات الثنائية بين العراق ومصر، وسبل تطويرها، وبناء تحالف استراتيجى بين البلدين الشقيقين فى المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما تم استعراض تطورات الحرب على داعش، بما يخدم مصالح الشعبين العربيين فى مواجهة التحديات.
وحرص رئيس التحالف الوطنى العراقي، على زيارة القاهرة، فى ثالث محطة له، خلال جولاته الخارجية، التى بدأها فى النصف الأول من شهر ديسمبر الماضى، بهدف الترويج للمبادرة التاريخية، أو مبادرة التسوية الوطنية، حيث زار كلًا من: العاصمة الأردنية عمّان، ليلتقى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والذى ناقش معه بنود المبادرة، والتى كان للعاهل الأردنى عليها بعض الملاحظات، أبداها للحكيم، خاصة فيما يتعلق بالبند الذى يتعلق بعدم التصالح مع عناصر حزب البعث.
وبعد الأردن؛ توجه «الحكيم» إلى إيران، حيث التقى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئى، والرئيس الإيرانى حسن روحانى، لمناقشة المبادرة، حيث يستهدف الحصول على دعم دول الجوار، والدول العربية، التى يقع الشأن العراقى فى دائرة اهتماماتها.
وتأتى زيارة «الحكيم»، للقاهرة، كخطوة مهمة للترويج للمبادرة التى تؤسس لمصالحة عراقية شاملة، بين جميع مكونات الشعب العراقى، حفاظًا على وحدة العراقيين، وفى الوقت نفسه، كما أكد «الحكيم»، سيتم استبعاد كل من تلطخت أياديهم بالدماء من هذه المصالحة، طبقًا لما تنص عليه بنود المبادرة.
ويعول «الحكيم» على استمالة الدول السنية، لدعم المبادرة، التى أطلقها «التحالف الوطنى»، الذى يضم الهيئات الشيعية العراقية، والتى لها كتل برلمانية بمجلس النواب العراقى، ومن هذه الدول طرق أبواب مصر والأردن، ليستكمل بقيتها بجولة مماثلة لدول المغرب العربى.
ويضم التحالف كلًا من: كتلة دولة القانون، بزعامة نورى المالكي، والمجلس الإسلامى الأعلى، بزعامة عمار الحكيم، والأحرار، بزعامة مقتدى الصدر، وحزب الفضيلة، بزعامة محمد اليعقوبي.
وعودة إلى المبادرة التى أطلقها التحالف، بهدف المصالحة بين كل طوائف الشعب العراقى سياسيًا وطائفيًا، فقد صدرت المبادرة فى أغسطس من العام الماضي، وأحدثت دويًا هائلًا، على المستوى المحلى فى العراق، كما لاقت صدىً فى الدول العربية، ما دعا «الحكيم» باعتباره رئيسًا للتحالف، أن يقوم بجولة ترويجية للمبادرة، بدأها من الأردن.
وتهدف مبادرة التسوية الوطنية إلى أن تكون هناك ضمانات عربية ودولية لتنفيذها، وهو ما تعهدت به بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامى» بتقديمها، «جهة سياسية سنية موحدة» للتوقيع على الوثيقة، والحصول على موافقة دول إقليمية سنية.
كان «الحكيم»، وصل إلى القاهرة، فى زيارة رسمية، التقى خلالها الرئيس السيسي، وعددًا من كبار مسئولى الدولة، فى برنامج عمل مكثف.
فى سياق ذى صلة؛ يلتقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، غدًا، عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطنى العراقي، لبحث تطورات الأوضاع على الساحة العراقية.
وتعليقًا على زيارة القطب العراقى الشيعى البارز عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطنى العراقى، لمصر ومقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ شهدت مواقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيسبوك» و«تويتر»، حالة من الغليان السلفى، وفتح عددٌ كبيرٌ من أبناء التيار السلفى، النار على تلك الزيارة، معتبرين إياها خطوة لبناء علاقات جديدة مع إيران!
وعلى الرغم من أن حزب «النور» السلفى، لم يك له أى موقف رسميٍ من تلك الزيارة؛ فإن أبناءه شنوا هجومًا شرسًا على النظام المصري، مطالبين الحزب بالتدخل لمنع ما سموه بـ«أى تطبيع محتمل مع إيران»، كما فعل الحزب فى السابق، أثناء محاولات الإخوانى المعزول محمد مرسى، التطبيع مع إيران، وسماحه لرئيس إيران وقتها، بزيارة مصر، والجلوس مع شيخ الأزهر الشريف.
وكان على رأس أبناء حزب النور الذين رفضوا تلك الزيارة، عبدالمنعم عبيد، القيادى البارز بالحزب، فى محافظة الإسكندرية، والذى أصدر بيانًا صحفيًا، قال فيه: «كيف نحارب الإرهاب، ونحن ندعو متزعمى الإرهاب الشيعى، لنجلس معهم على أرض الكنانة، للاطلاع على مجريات العملية السياسية فى العراق، والحرب على الإرهاب، والتحديات المشتركة التى تواجه المنطقة، وسبل تفعيل العلاقات الثنائية..؟!».
وأضاف القيادى السلفى فى بيانه: «لو كان هذا هو فهم القادة عندنا، فلن ينصرنا الله فى حربنا على الإرهاب، الذى يهدد بلادنا، ووطننا مصر الكنانة، التى طرد الناصر صلاح الدين الشيعة الرافضة من أرضها، بعد احتلالٍ دام أكثر من مائتى سنة، وأمنيتهم أن تأتى لهم الفرصة مرة أخرى، ليحدث تعاون، ليستعيدوا ملكهم الذى يخططون له، وها قد وجدناهم أخذوا العراق، وبعدها سورية، ولبنان، وكادوا أن يسيطروا على اليمن، والآن ينتظرون الفرصة للانقضاض على الجائزة الكبرى لهم «مصر السنية»!
وقال: «كيف للأمن المصرى والمخابرات أن يعلنوا أن السلاح الذى تم اكتشافه منذ يومين فى مزرعة بالبحيرة لمجموعات إرهابية، مكتوب عليه صنع فى إيران، ثم نكتشف أن القيادة المصرية التى لها جيش بحري، يشارك فى حرب اليمن ضد إيران، هى هى التى ترسل دعوة لهذا المعمم الرافضى الإرهابى النجس، الذى يبيد أهل السنة بالعراق، وولاؤه لدولة الفقيه الماجوسية».
من جانبه، قال علاء السعيد، المتحدث الرسمى باسم مؤسسة «آل البيت»، المحاربة للتمدد الشيعى فى مصر، لـ«البوابة»: «تلك الزيارة التفافًا من إيران على الشعب المصرى، لمحاولة اختراق مصر»، منوهًا فى الوقت ذاته إلى احتمالية أن تكون تلك الزيارة من أجل التهدئة بين مصر وإيران، خاصة بعد اكتشاف أسلحة إيرانية فى مصر، تتبع لمجموعة من الإرهابيين.