الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مواصفات الخطاب الديني الذي تريده مصر

اتساع بؤرة التطرف وزيادة موجة الإرهاب تحتم تجديده

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرئيس لجأ إلى تشكيل مجلس الدفاع الوطنى ومجلس قومى لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه
الأزهر يصر على أن يظل حارسًا للتراث مدافعًا عن آراء السابقين

مطلوب خطاب دينى لا يعتبر كراهية المسيحى فرضًا دينيًا، ولا يحض على الفتنة الطائفية ويدرك أهمية الحفاظ على النسيج الوطنى، ولا يشيطن المرأة باعتبارها سببًا للفتنة ويدرك أنها خليفة فى الأرض مثل الرجل تمامًا.


ألح الرئيس عبدالفتاح السيسى طوال ثلاثة أعوام مضت على المؤسسة الدينية ممثلة فى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشريف، من أجل تجديد الخطاب الدينى، إنقاذًا للوطن وإنقاذًا للدين نفسه. وعاود الرئيس المرة تلو المرة والكرة تلو الكرة، على فضيلة الإمام أن يجدد أو يكلف من يجدد، وأن يراجع ما يدرس لأبنائنا فى المعاهد الأزهرية وفى جامعة الأزهر.
لكن وللأسف الشديد لم تجدِ كل مطالبات الرئيس طوال ثلاثة أعوام مضت، بل إن الأزهر أصر على أن يسير فى نفس الاتجاه حارسًا للتراث، مدافعًا عن آراء السابقين، مهاجمًا كل من تسول له نفسه نقد ذلك التراث أو الاقتراب منه أو مجرد الاختلاف معه.
ووصل الأمر من قبل الأزهر إلى تقديس آراء السابقين ووضعها فوق النقد، واعتبار أن آراء السابقين دين مثل الدين.
اضطر الرئيس أن يقول للشيخ سأحاجّك أمام الله يوم القيامة وسوف أقول له إننى جئت لك وطلبت منك إنقاذ الدين وإنقاذ الوطن وإنقاذ العالم من الإرهاب.
وصل الأمر إلى أن أعلن الرئيس أمام العالم أن فضيلة الإمام أتعبه وأجهده وأنه يتركه وحده فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين الذين يتوسلون بالدين، وينفذون مجازرهم وتفجيراتهم ومذابحهم تحت غطاء دينى، حيث قال الرئيس للشيخ قولته المأثورة «تعبتنى يا فضيلة الإمام».
قبلها اضطر الرئيس أن يؤكد عبر الشاشات، وأمام الجميع أنه يحب فضيلة الإمام، ويحب كل رجال الأزهر الشريف، كل ذلك دون جدوى تذكر ودون أن يحرك الأزهر ساكنا، ودون أن يتحمل مسئوليته الوطنية والتاريخية ومسئوليته الدينية طوال ثلاث سنوات.
وتكررت الأحداث الإرهابية مرارًا، وتحول الوطن إلى سرادق عزاء كبير ونزفت الأمة من دماء ومن أرواح أبنائها الكثير والكثير، وضحى أبناء الجيش المصرى العظيم ضباطا وجنودا بأرواحهم فداء للوطن وبقائه وتعافيه، كما ضحى رجال الشرطة ضباطا وأفرادا بأرواحهم أيضا، ويُتم أطفال الأبطال من الجيش والشرطة، وترملت زوجاتهم وقدموا للوطن أرواحهم فداء له، ضحت الأمهات وضحت الأسر بأعز وأغلى أبنائها فداءً للوطن.

وقتل النائب العام المصرى، وانتشرت التفجيرات والقنابل والأحزمة الناسفة والانتحاريون تروع الآمنين وتعوق التنمية وتقتل فرص الاستثمار وتعطل السياحة، حتى اختنق المصريون وأجهد الرئيس والحكومة، فكل ما تم إنجازه يسهر الإرهابيون الإخوان وتنظيمهم الدولى على ضياع آثاره وتدميرها.
واضطر الرئيس فى النهايه أن يلجأ إلى مجلس الدفاع الوطنى، وأن يقرر تشكيل مجلس قومى لمكافحة كل مظاهر الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع الإرهاب على مستوى الوطن.
واستنجد الرئيس بالبرلمان ورئيسه وطالبه بأن يتحمل مسئوليته التاريخية والوطنية فى هذا الشأن، فهو صاحب الحق فى الرقابة والمحاسبة لكل مؤسسات الدولة بما فيها طبعا المؤسسة الدينية، وطالب الرئيس البرلمان بسرعة إنجاز قانون المجلس القومى الجديد وإعطائه الصلاحيات الكافية له والتى تمكنه من إلزام جميع مؤسسات الدولة بما فيها الأزهر بما سيصل إليه من آليات لمكافحة الإرهاب والتطرف.
ونحن هنا نحاول أن نطرح بعض المواصفات التى نراها ضرورية للخطاب الدينى إنقاذا للدين وإنقاذا للوطن، وهى كالتالى على سبيل المثال وليس الحصر:
مطلوب خطاب دينى مثلا لا يعتبر كراهية المسيحى فرضًا دينيًا إيمانيًا على المسلم.
ولا يفسر آية «لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم» على أنه «على المسلم أن يستعيذ بالله أن يرضى عنه المسيحي» «حسب تفسير الشيخ الشعراوى والتفسيرات القديمه».
فالآية من التاريخى وليست من الدينى، وخاصة بالنبى وقومه وأهل الكتاب الموجودين وقتها فى المدينة، وجاءت لسيدنا محمد من مقام النبوة وليس من مقام الرسالة، ولها أسباب نزول كما هو معروف.
خطاب دينى يدرك محدودية من تحدث عنهم القرآن من أهل الكتاب فى مجتمع المدينة، وأنهم ليسوا كل أهل الكتاب فى كل الأرض فى كل العصور.
خطاب دينى لا يكفر المسيحيين بالله، فالمسيحية متنوعة ومتعددة، وبها العديد من الأفهام والطوائف، والله أعلم بكل مسيحى ومفهومه للذات الإلهية. خطاب دينى لا ينشر الكراهية ولا يحض على الفتنة الطائفية ويدرك أهمية الحفاظ على النسيج الوطنى، وعلى الأمن القومى للبلاد وعلى بقاء واستقرار الوطن.
خطاب دينى لا يخدش الوحدة الوطنية، ولا يجرحها ولا يتعامل مع المسيحيين المصريين على أنهم أهل ذمة، بل مواطنون كاملو المواطنة والأهلية وأصحاب البلد مثلهم مثل غيرهم من المواطنين.
فالذمية كانت علاقة بين «فاتح ومفتوح»، وانتهت تاريخيًا وكنا جميعا كمصريين وقتها فى ذمة العرب الفاتحين، حتى من أسلم منا لم يكن إسلامه سببًا فى إسقاط ضريبة الحماية «الجزية» عنه حيث دفعناها مسلمين ومسيحيين مصريين للعرب الفاتحين، وحتى تحت الحكم العثمانى الذى ادعي «فتح المفتوح» كانت مصر تدفع ٧٠٠ ألف جنيه عثمانى للسلطان كجزية حتى سقطت الخلافة العثمانية.
مطلوب خطاب دينى يميز بين المشركين والكفار والملحدين من ناحية وبينهم وبين أهل الكتاب من ناحية أخرى، فالمشرك هو من يشرك مع الله إلهًا آخر والكافر هو من يكفر بمسألة أو برأى أو.... والملحد هو قاطع الصله نهائيا بالله وفى الكتاب اسمه المجرم يقول تعالى «أفنجعل المسلمين كالمجرمين».
خطاب دينى يقرر أن التحريم سلطة الله تعالى الحصرية وأن تحريم أى محرم جديد وإضافته إلى محرمات الرسالة المحمدية، يتطلب رسولا جديدا يأتيه الأمر بالتحريم من الله وهذا لن يحدث أصلًا. خطاب دينى لا يخلط بين التاريخى والدينى فى كتاب الله، ويؤكد أنه لا يجوز استخراج أحكام من آيات هى خارج الرسالة المحمدية، ثم إضافتها إلى أحكام الرسالة، واعتبارها دينا أو جزءا من الدين، فمحرمات الرسالة المحمدية محددة، وهى خمس محرمات «محرمات الطعام والاستقسام بالأزلام ومحرمات النكاح وهى ١٤ ومحرمات الإثم والبغى بغير الحق والربا والتقول على الله، أى التحريم والتحليل من قبل البشر» ومحرمات الإسلام العام التى جاءت للمسيحى واليهودى وأتباع سيدنا محمد محددة، وهى ١٠ محرمات احتواها الصراط المستقيم الذى نصت عليه سورة الأنعام ١٥٣/١٥٢/١٥١
قال تعالى:{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ، أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِه شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهرَ مِنْها وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّه إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَها وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهدِ اللَّه أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَنَّ هـذَا صِراطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوه وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

مطلوب خطاب دينى لا يشيطن المرأة ولا يعتبرها سببا للفتنة وأساسا للخطيئة، يكف عن تبرئة إبليس من غواية آدم وإدانة حواء التى هى غير مذكورة أصلا فى الذكر الحكيم، ويلتزم بما جاء فى الكتاب من أن الله أكد أن الشيطان وسوس لهما. خطاب دينى لا يشيء المرأة أى يجعلها شيئا ومتاعا مثل السيارة أو الموبايل، ويصنع ميثاقا غليظا للحياة الزوجية، ويؤكد أن رخصة التعددية فى التنزيل الحكيم، جاءت لمن يخاف ألا يقسط فى يتامى بزواج أمهم الأرملة شرط أن يعدل بين اليتامى وبين عياله وأن يكتفى بواحدة حتى لا يقع فى الإعالة ومشاكلها.
خطاب دينى لا يشيطن المرأة ويدرك أن الله لم يقل إن كيدهن عظيم أبدا وأن عبارة «إن كيدكن عظيم» جاءت على لسان عزيز مصر لزوجته.
خطاب لا يعتبر أن المرأة نصف ذكر فى الميراث أو الفدية حالة القتل الخطأ فهى إنسان كامل مثلها مثل الرجل وأوضاعها فى الميراث متغيرة وحسب وضعها فى الأسرة وتبدأ بالسدس وتنتهى بـ ١٠٠٪.
خطاب دينى يدرك أن شهادة المرأة مثل شهادة الرجل إلا فى عقد البيع كما جاء بكتاب الله. ‏
خطاب دينى لا يختصر الدين فى لباس المرأة، ولا يختصر العبادة فى إقامة الشعائر، فالدين المعاملة.
ولا يهمنى أنك تصلى أو تصوم أو تحج أو تزكى، المهم أن يظهر دينك فى أخلاقك وتعاملاتك اليومية مع الآخرين.
خطاب إنسانى عالمى يؤسس لقاعدة أن الله كرم بنى آدم جميعًا رجالًا ونساء، ذكورًا وإناثًا، وأنه جعل الإنسان خليفة الأرض وليس الرجال فقط أو الذكور حصرا حيث قال تعالى {ولقد كرمنا بنى آدم}.
مطلوب خطاب دينى يدرك أن المرأة خليفة الأرض مثل الرجل تماما قال تعالى {إنى جاعل فى الأرض خليفة}.
خطاب دينى يتعامل مع الأحاديث المروية عن النبى بحذر ودقة وإدراك أنها مروية عن العديد من الرواة، وأنه يمكن أن يختلف اللفظ والمقصد الذى قال به النبى عن الذى قال به الراوى، حيث إنها جاءت على المعنى ولم تأت على اللفظ.
خطاب دينى يؤكد أنه كلما تقدم العلم والمعرفة، أمكن لنا أن نفك طلاسم الكتاب، وأن نفهمه بشكل أكبر وأوسع وأدق من فهم أناس القرن الثانى الهجرى مع عدم تقديس أى فهم بشرى على الإطلاق حتى لو كان فهم فضيلة الإمام الأكبر.
خطاب دينى يدرك أن النسخ بمعنى إلغاء حكم أو تطوير حكم أو تكرار حكم، إنما يكون من رسالة نبوية إلى أخرى، وليس داخلا ضمن محتويات الرسالة الواحدة من شريعة سيدنا موسى عليه السلام إلى شريعة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.

خطاب دينى يؤكد أن عبادة الله ليست بإقامة الشعائر يفرق بين الصلاة والصلة «صلاة، وصوم، وحج»، فهذه صلة مؤقتة يدخلها المؤمن مع الله ويخرج منها أما الصلة الدائمة والعبادة المستمرة، فهى عدم ارتكابه لأى من المحرمات التسعة التى جاءت بالصراط المستقيم والمحرمات الخمسة التى جاءت بالرسالة المحمدية، أولًا: محرمات الإسلام العام التسعة التى جاءت بداية بأول نبى من البشر (سيدنا نوح) واكتملت قبل نبى الله موسى ونزلت مكتملة أول مرة على اليهود، حيث أنعم الله عليهم بها تحت اسم الوصايا العشر وهى نفسها التى جاءت لسيدنا محمد تحت اسم الفرقان أو الصراط المستقيم وهى:
الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل الأولاد خشية الإملاق، وارتكاب الفواحش، وقتل النفس، وظلم اليتامى وأكل أموالهم، والغش فى الميزان، وعدم العدل فى القول، ونقض العهد، وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه.
ثانيا: المحرمات الخاصة بالإيمان بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
محرمات الطعام والاستقسام بالأزلام، و محرمات النكاح، و الربا، والإثم والبغى بغير حق، والتقول على الله (التحريم والتحليل من البشر).
خطاب دينى يكافح مرض الأصولية الفتاك (الذى يعتبر الأصولى فهمه أصلا مطابقا للأصل الإلهي) ويكسر احتكار الحقيقة المطلقة، وينفى القداسة أو الصحة المطلقة عن أى تفسير أو فهم بشرى ويتعامل مع أى فهم بشرى على أنه مجرد صورة وليس أصلا لاحقا لأصل مقدس سابق وأنه لا يجوز أن يحل أى تفسير أو فهم بشرى محل المقصود الإلهى.
خطاب دينى يقتل النرجسية الدينية لدى أبنائنا، ويؤكد أن أنبياء الله إخوة، وأن كل الشرائع من عند الله وأنه لا توجد شريعة فضلى وأن دين الله واحد وشرائعه شتى وأنه لا توجد لغة فضلى، فلقد كلم الله كل قوم بلغتهم.
خطاب دينى يكافح الرسالية، ويلغى الوصاية على الناس، ويؤكد أنها لم تتقرر للرسول صلي الله عليه وسلم نفسه قال تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ) (وما أنا إلا نذير مبين) وقال تعالى له (إن عليك إلا البلاغ) و(ليس لك من الأمر شىء) و(لست عليهم بمسيطر) و(إن أنت إلا نذير) و(إنك لا تهدى من أحببت) و(ليس عليك هداهم)، (وما أنت بهادى العمى عن ضلالتهم) و(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
خطاب دينى يصنف محتويات الكتاب إلى (صراط مستقيم/ تفصيل الكتاب/ القرآن/ الرسالة المحمدية/ السبع المثاني) يفصل بين الصراط المستقيم (الفرقان) وأحكام الرسالة المحمدية وبين غيرهما، يحدد ما هو دينى وما هو تاريخى ما هو متشابه وما هو محكم وما هو من تفصيل الكتاب وما هو من آيات وصف الكتاب، قال تعالى (آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير).
خطاب دينى يفصل بين مقام النبوة ومقام الرسالة، يوضح الفرق بين محمد النبى ومحمد الرسول، ويؤكد أن الطاعة والأسوة هى لمحمد الرسول (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة) و(أطيعوا الله والرسول) وأن الله عاتب سيدنا محمد من مقام النبوة (يا أيها النبى) ولم يعاتبه أبدا من مقام الرسالة.
خطاب دينى يفرق بين الإسلام والإيمان، يؤكد أن المؤمنين هم من آمنوا بالرسل وأن المسلمين هم جملة المؤمنين بجميع الرسل، يؤكد أن أركان الإسلام ثلاثة (الإيمان بالله/ الإيمان بيوم القيامة/ العمل الصالح) بينما أركان الإيمان بالرسول خمسة (الشهادتان/ الصلاة/ الزكاة/ الصوم/ حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا) وأن محرمات الإسلام تسعة وهى: التى جاء بها الأنبياء من نوح إلى محمد (الصراط المستقيم) وقد سبق ذكرها وأن محرمات الإيمان بالرسول خمسة (محرمات الطعام والاستقسام بالأزلام/ محرمات النكاح/ الربا/ التقول على الله، التحريم والتحليل من البشر/ الإثم والبغى بغير حق).

فدين الله واحد وشرائعه شتى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى) (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) فالإسلام دين جميع الرسل والإيمان هو شريعة الرسول صلي الله عليه وسلم (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله) (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) وأن أهل الكتاب عندما سمعوا بالقرآن قالوا (إنا كنا من قبله مسلمين) و(المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك) والتأكيد على أن كل مؤمن مسلم، وكل مسلم مؤمن بشريعته.
خطاب دينى يؤكد أنه لا إكراه فى الدين (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
خطاب دينى يحرم قتل المرتد ويؤكد أن أحاديث الردة جاءت فى المرتد المحارب فقط.
خطاب دينى يؤكد أن الله وحده سيفصل بيننا يوم القيامة (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا الله يفصل بينهم يوم القيامة).
خطاب دينى يؤكد أن الله أراد التعدد فلا تلغوه، وأن التعدد هو مشيئته وأنه ليس مطلوبا أن يكون كل أهل الأرض على شريعة الرسول، وأن يتركوا شرائعهم فورا كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).
خطاب دينى يؤكد أن الله شرع القتال مرتين للمؤمنين بالرسول صلي الله عليه وسلم، الأولى دفاعا عن أنفسهم، والثانية فى سبيل الله أى دفاعا عن حق الناس فى معرفة الله وشرائعه وأمر بقتال من يحول بينهم وبين هذه المعرفة، وأن هذا النوع انتهى عصره ووقف حكمه ولم يعد له وجود فى عصر الإنترنت.
خطاب دينى يؤكد أن الجنة والنجاة ليست حكرا على أتباع الرسول وأن القرآن حدد شروطا ثلاثة للنجاة (التوحيد/ الإيمان بالحساب/ العمل الصالح) قال تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
خطاب دينى يؤكد الفهم الرشيد للآيات (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) فالإسلام هنا معناه (التوحيد) وهو دين جميع الرسل كما أسلفنا الذكر وليس شريعة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم.
خطاب دينى يؤكد أن الكتاب لا يفسر ولا يفهم من خارجه أبدا، وأن اللفظ له فى الاستخدام الإلهى والمقصود الربانى معنى مختلف تماما عن المعنى المتداول بين الناس أو فى لسانهم أو فى معجمهم، وأنه لا يدرك إلا عن طريق ترتيل الآيات التى جاء بها اللفظ الواحدة تلو الأخرى (أى جعلها رتلا) ودراسة السياق والنظم لتحديد معنى اللفظ ومدلوله وأنه لا يوجد فى الكتاب ترادف نهائيا، فهو معجز ودقيق وجاء على الترادف، وأن لكل لفظ معناه وأنه كلما زاد المبنى زاد المعنى واختلف.
خطاب دينى يفك أسر كتاب الله من المحلية ويطلقه إلى آفاق العالمية ينزع عنه تقاليد العرب ولباس العرب التى حولناها إلى دين فالدين جاء لكل أهل الأرض وليس للعرب حصرا.
خطاب دينى لا ينسخ ولا يلغى آيات كتاب الله بأحاديث ومرويات ويؤكد أن الحكمة التى أعطاها الله للرسول حسب الآيات من ٢٣ إلى ٣٩ فى سورة الإسراء هى (الأخلاق) وأن الحكمة أعطاها الله لأنبياء ورسل عديدين حسب القرآن كما أعطاها للقمان الذى ليس نبيا ولا رسولا وأن الله يؤتى الحكمة لمن يشاء من عباده، والله تعالى أعلم وفى انتظار أن يدلو من يريد بمواصفات أخرى نريدها للخطاب الدينى، فنحن لا ندعى الكمال فى دراستنا هذه، وفقنا الله لإنقاذ الوطن وإنقاذ الدين.