الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الزهايمر الطائر.. خطر جديد يداهم المخ البشري.. دراسة: تلوث الهواء يصيب بضمور الوصلات العصبية ونقص المادة البيضاء بـ"الدماغ".. استشاري: التلوث يدمر الخلايا.. سالم: يؤدي للاكتئاب والنسيان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احترس من الزهايمر الطائر، خطر قادم عبر تلوث الهواء ويصيب بأمراض أخرى كارثية، دراسة حديثة شددت على الخطر ووصفته بـ"اللعين" وأطباء حذروا من الموقف والتلوث، وأكدوا أنه يدمر الخلايا، ويؤدي للاكتئاب ويرفع مؤشر النسيان، والتشنجات العصبية.

وأظهرت نتائج دراسة أمريكية يابانية مشتركة أجريت على 25 ألفا و485 شخصا، أن تلوث الهواء يؤثر على القدرات العقلية للرجال من خلال التسبب فى انكماش المادة البيضاء بالمخ، مؤكدة أن الرجال المتقدمين فى العمر يتأثرون أسرع.
وأجريت الدراسة على رجال يعيشون فى مدن نسبة التلوث بها عالية خلال عام 2010 حتى عام 2014، فظهرت أعراض التلوث عليهم بفقدان قدراتهم فى التفكير المنطقي واللفظي بمعدل سريع.

وهل تلوث الهواء يؤثر على المخ بالفعل؟ ويجيب الدكتور هشام سرور أستاذ الكيمياء الفيزيائية والبيئية، أن التلوث الهوائي والكهرو مغناطيسي هما أحد العوامل المؤثرة على تدهور مخ الإنسان بلا شك، موضحا أن أخطر العناصر وهو عادم السيارات الذى يحتوى على عنصر الرصاص وأول أكسد الكربون والأكاسيد النيتروجينية والأكاسيد الكبريتية، وكلها مركبات لها أثر سام وأثر تآكلي إذا وجدت في وسط رطب، حيث تتحول بكل سهولة إلى مواد حمضية تأكلية وهنا تكمن الكارثة لأن الفعل البيوكيميائى لهذه المركبات يوثر على الأنسجة المخية وعلى الروابط العصبية، وهناك دراسات كثيرة تناولت تراجع التعلم والتذكر في البيئات الملوثة الصناعية.
أضاف سرور، أن تفسير انكماش المادة البيضاء في المخ بعد تعرضها لفترات للتلوث الهوائي، فالمخ البشري يتكون من ثلاث طبقات رئيسية هي القشر في السطح وهو تحت العظم والمادة الرمادية وتقع بين القشر والمادة البيضاء، إضافة إلى المادة البيضاء من الداخل في مركز الدماغ والتي تحيط بالبنى المركزية للدماغ وتكون وظيفة المادة الرمادية إعطاء الأوامر لكافة أعضاء الجسم أو ما يسمى الإشارات العصبية، أما وظيفة المادة البيضاء في الدماغ فهي نقل تلك الإشارات الى بقية أعضاء الجسم، وتابع، المادة البيضاء هي وصلات عصبية لنقل الأوامر، وهنا التلوث يعمل على قطع وقلة الوصلات مما يقلل الإدراك والذى يفسر النتيجة التي وصل اليها هؤلاء الباحثين هى دراسة أخرى أجراها فريق من الباحثين فى جامعة جنوب كاليفورنيا فقد وجد الباحثون أن كل 10 ميكروجرامات من الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء في كل متر مكعب تؤدي لانخفاض نتائج اختبارات الإدراك الخاصة بكبار السن بنسبة ثلث درجة، لأنها تعمل على قطع وقلة الاتصال العصبي.
تابع سرور، أن باحثين في جامعة زويد الهولندية، أعادوا نمذجة الوسط المحيط للأشخاص العاملين في مرآب لتصليح السيارات، أو الذي يمر به الناس قرب الطرقات التي تسير فيها السيارات، وقضى 10 من المتطوعين ساعة في غرفة إما مليئة بالهواء النقي، أو بالهواء الناتج من عوادم محركات الديزل، وربط المتطوعون إلى أجهزة لدراسة النشاط الكهربائي في الدماغ، لتسجيل الإشارات الكهربائية للمخ، وخضعوا للمراقبة خلال فترة ساعة التجارب، وكذلك خلال ساعة أخرى بعد خروجهم من الغرفة، وبعد مرور 30 دقيقة سجلت الأجهزة أن أمخخة الحاضرين في غرفة الهواء الملوث بدأت تظهر استجابات للإجهاد، الأمر الذي يؤشر وفق ما قاله الباحثون، الى حدوث تغيرات في طريقة معالجة المعلومات في لحاء الدماغ، واستمر هذا التأثير حتى بعد أن ترك المتطوعون الغرفة الملوثة.
أكد سرور، أن أحد التفسيرات لضمور المادة البيضاء أن عمل المخ يقوم على أساس وجود الأكسجين وأن النقص المستمر للأكسجين في وجود الملوثات الجوية يعمل على ضمور بعض الوصلات العصبية مما يؤدى على المدى الطويل إلى ضمور ونقص في المادة البيضاء بجانب ما تحدثه هذه الملوثات من تفاعلات بيوكيميائية ضارة بالمخ مما يؤكد بصورة قاطعة على الارتباط بين التعرض للهواء الملوث والتأثير السلبي على وظائف المخ.

وقال الدكتور مروان سالم، الباحث فى الدواء والغذاء: إن تلوث الهواء هو القاتل الخفي والصامت للإنسان حيث يحتوى على عناصر ثقيلة ومركبات كيمائية شديدة الخطورة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتؤثر على المادة البيضاء الدهنية التي تغلف المخ ولهذه المادة وظائف عديدة أهمها نقل الإشارات والأوامر العصبية إلى باقي أعضاء الجسم وعند التعرض للملوثات الموجودة في الهواء يحدث تدرج حاد في قدرات الأطفال التعليمية وفقدان للنطق وتأخر الكلام وأمراض التوحد والاكتئاب ويحدث انحدار في القدرات العقلية اما على الكبار وخاصة الرجال يحدث انكماش للمادة البيضاء مما يزيد فرص الزهايمر والاكتئاب وتشنجات عصبية وتدنى في القدرات السمعية والبصرية والتعليمية.

ورأى الدكتور محمد سعد، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة، أن مجموعة من الباحثين بجامعة لانكستر وجدوا جزئيات من أكسيد الحديد والأكسيد الأسود فى نسيج دماغ 37 شخصا ممن يعانون من الزهايمر، واكتشفوا أن هؤلاء المرضى يعيشون فى مناطق ومدن تعانى من التلوث الهوائي، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية ربطت وفاة 3.7 مليون شخص سنويا بتلوث الهواء حول العالم.
أكد سعد، أن تلوث الهواء بدخان التبغ بعد إحراقه، يؤثر على الجهازين العصبي والعضلي للإنسان ويؤدى لقلة التركيز والضيق وتصلب شرايين المخ نتيجة نقص الدم الواصل للمخ، إضافة إلى أن غاز أول اكسيد الكربون يؤدى لفساد كيمياء الدم فيؤثر على خلايا المخ مباشرة وهذا يعقبه ضعف الذاكرة.

بينما الدكتور محمد لطفى، استشاري المخ والأعصاب، أكد أن تلوث الهواء بالفعل يؤثر على المخ وأكثر العناصر المؤثرة عليه بالهواء هي الرصاص ومعادن أخرى تسبب التهاب بالمخ وموت خلايا المخ فى الكبار والصغار معا، وهذا يؤدى لتدهور فى وظائف المخ، موضحا أن التأثير الأكبر يظهر فى الإنسان الكبير فى السن لأنه يكون قد فقد كمية كبيرة من خلاياه بالمخ وأصبح عددها أقل فيصاب الإنسان بالعته والزهايمر وتظهر عليه أمراض الشيخوخة مبكرا.