الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خالد العيسوي يكتب: الجنرال الأسمر والدم الأحمر

خالد العيسوي
خالد العيسوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعجز القلم عن كتابة سطور للحديث عن وجع وألم المصريين كافة في حادثي الكنيسة في طنطا والأسكندرية، ولا توجد مشاعر تستطيع أن تعبر عن مدى الحزن والحسرة على دماء المصريين الذكية، إلا أن صبر وإصرار أقباط مصر على دخول الكنائس والصلاة بها، وحرصهم على تماسك وحدة الشعب المصري يثلج صدور وقلوب الجميع، ولم يغفل عن عيني منذ اللحظات الأولى لهذا العدوان الغاشم على بيوت الله في الأرض، منظر الضحايا ما بين الشهيد والجريح، ولا صور الخراب والدمار، حتى الورد لم ينج من الانفجار، فمنظر أوراق الورد المنتشرة في مدخل الكنيسة المرقسية في الإسكندرية ، يعبر عن الحزن الشديد حيث كان الورد في استقبال المصلين في "أحد الشعانين" وهو عيد للمسيحيين يأتي في الأحد السابع الأخير من الصوم الكبير، الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة، ولكن الإرهاب منع الورد أن يتنفس في وجه من يحمله، لكن هذا هو القدر وهذه هي ردود الأفعال ضد دولة وشعب أراد في يوم من الأيام التخلص من حكم جماعة لا تعرف للدين مقاما، ولا تعرف للإنسانية عنوانا، ويجب علينا جميعا كمصريين أن نتحمل ونكون علي استعداد لدفع المزيد من الفواتير؛ لأننا كنا على علم بأن هولاء الإرهابيين لن يتركوا مصر، ولن يتركوا الشعب المصري الذي رفضهم، وعلينا جميعا أن نقف خلف دولتنا بمؤسساتها رغم الظروف القائمة حتى نعبر من عنق الزجاجة الذي يريد العدو أن نستمر فيه، ويجب علينا أن ندعم الجيش والشرطة؛ لأنهما درع الأمن في مصر وصممام أمان دولة، عجز واحتار التاريخ معها من أين يكتب وأين ينتهي، واسمحوا لي هنا أن نتحدث عن القيادة الجديدة لمديرية أمن الغربية، اللواء طارق حسونة، الجنرال الأسمر، ابن مدينة امبابه وأحد قيادات الأمن في العاصمة منذ أن كان نقيبا...واسمحوا لي أن اتحدث عنه لكوني أعرفه منذ أن كنت طالبا في المدرسة وكنت وقتها صغيرا وأرغب في أن أكون من أبناء الشرطة، وكيف كانت قوة شخصيته وإصراره في همته، وحسن قدرته في إدارة المواقف والأزمات، محل إعجاب ومثال احتذي به 
فلقد كان الفتي الأسمر وقتها، ضابطا في القوات الخاصة التى كانت تتبع تقريبا للأمن المركزي، وتم إنشاؤها لمحاربة الإرهاب في تسعينات القرن الماضي، وكيف كان هذا الجنرال لا يخشي الموت، وكان من أبناء مدينة امبابه والتى كانت وقتها حديث العالم عن الجماعات الإسلامية والإرهابية، ورغم ذلك لم تمنعه هذه السمعة عن مدينته في أن يدافع عنها وعن مصر كلها عبر اقتحام المواقع المشتبه بها، والتى يتواجد بها عناصر إرهابية، وكيف كان شجاعًا حينما كان يرتدي زيه العسكري ونظارته السوداء التي تميزه باستمرار، غير مبالي بتهديدات تلك الجماعات الإرهابية باغتيال رجال الشرطة؛ رغم أنها كانت لا تبعد عن منزله أمتار قليلة، إلا أنه كان مصرا كعادته على استمرار المواجهة والكفاح، ثم انتقل إلى مهمة أخرى وعمل أخر لا يقل أهمية عن مكافحة الإرهاب، هو مكافحة الجريمة عبر الأمن العام ودخل في كادر الأمن العام منذ توليه مهام عمل في قسم بولاق أبو العلا، ما أدراك ما بولاق أبو العلا كل أشكال الجريمة، مع الاحترام لأبناء بولاق الشرفاء، وثم ينتقل إلى قسم أخر لا يقل في أهميته عن الأول هو قسم الساحل ليتتدرج فيه، وهنا بدأت المرحلة الجديدة التي تؤكد أن الله لا يضيع أجر من أحسن عمله وأخلص في مهامه، حيث عين مأمور لقسم الخليفة، وهنا لابد أن تقف وتعطي قسم الخليفة، (التمام) يا افندم، فهو قسم أقسام العاصمة من حيث التوزيع، ووجود قسم الترحيلات به، وكيف يحتاج مثل هذا القسم لرجل يمتلك من الأعصاب حبالا، لا تسأل عن أمتارها، لكثرة حرق الأعصاب والدم، ويحتاج لقوة تزن القنبلة العنقودية التي صنعتها أمريكا لغزو العراق، ويتدرج الجنرال الأسمر ليكون من أركان مديرية أمن القاهرة العاصمة والتي لا يصل إليها الا من يشهد له بالكفاءة والجهد، مع العلم كل العلم أن الجنرال الأسمر لا يوجد له أب أو عم أو خال أو قريب من هنا أو هناك من لواءات الشرطة السابقين ولا الحاليين فهو من أسرة أعلم جيدا أنها بنت نفسها بنفسها، فوالده رحمه الله توفي وكان الجنرال صغيرا، ليصبح القائد الأسمر تحت المجهر من قبل قيادات الشرطة لنجاحاته المتكررة، وإثبات وجوده وأيضا إصراره على النجاح والتقدم والذي يخرج من بين نظارته السوداء التي تعد عنوانا لعزيمته وقدرته، واليوم وقد بات اللواء حسونة، مديرا لأمن الغربية صاحبة الانفجار الشنيع، والتي تعددت بها العمليات الإرهابية مؤخرا، أصبحت المسئولية كبيرة، وأصبحت النظرة إلي الجنرال الأسمر أكثر وضوحا وبات الكل ينتظر منه وقف نزيف الدم الأحمر، ومكافحة الإرهاب الغاشم الذي يضرب بنيان الدولة المصرية، وأنا لدي ثقة كبيرة في الجنرال الأسمر وقدرته علي محاربة الإرهاب في منطقة غالية من مناطق دلتا مصر، محافظة الغربية والتى بها مدينة طنطا والتي تتمتع بمقام رفيع السيد ( أحمد بن علي بن يحيى) الشهير بـ"أحمد البدوي" رضي الله عنه، وكنائس مصر الطاهرة، وعليه فأن المهمة السهلة من وجهت نظري لخبرة الجنرال الأسمر والصعبة في الوقت نفسه لو لم يكن معه وبجواره وسنده شعب الغربية العظيم وأعتقد أن رجلا وقائدا بمواصفات اللواء حسونة،  قادر على أن يجمع كل أبناء الغربية حوله فهو رجل نشيط، ولا يعرف للمكتب عنوانا والشارع دائما في حساباته وقادر علي أن يلملم الجراح ويأمن من يحتج الأمن وينصر من يظلم ...ويقتص من الظالم والمجرم...أيها الجنرال الأسمر، أتمني أن تكون بشرتك السمراء، وقلبك الأبيض، وابتسامتك الدائمة، قادر على إنهاء الدم الأحمر وزرع الأمل والأمان في نفوس أبناء الغربية، وفقك الله، لأنني أعلم قدرك وعلاقتك بربك، فإلى الأمام في أمان الله وعونه، "وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ".