الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

11.3 مليار دولار استثمارات صينية بالبنية التحتية والطاقة في مصر.. و"تيدا" تنفذ مشروعات طرق وإنارة بـ 30 مليون دولار.. وتوقيع عقد بـ 600 مليون جنيه في مشروعات شراكة بقطاع السيارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظمت شركة "تيدا الصينية"، اليوم الإثنين، المؤتمر السنوي الثاني بعنوان: "مراسم تعزيز التعاون في القدرات الصناعية بين الصين ومصر"، بحضور سونج آي قوه السفير الصيني بالقاهرة، والدكتور ناصر فؤاد مساعد رئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس، والمهندس علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، ووانغ شينغتشون، مدير إدارة العلاقات الاقتصادية الدولية بلجنة التجارة بمقاطعة تيانجين، وليو أيمن رئيس مجلس إدارة شركة "تيدا الصينية الأفريقية المساهمة المحدودة للاستثمار".
وقال سونج آي قوه، السفير الصيني بالقاهرة: إن منطقة تيدا السويس تعد نموذجًا جيدًا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، والذي بدأ في التطور عقب زيارة الرئيس الصيني لمصر خلال العام الماضي والذي أدى إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن المنطقة شهدت توسعات كبيرة على مدار العام الماضي مما ساهم في جذب العديد من المؤسسات الصينية للعمل في مصر، وهو ما يجب أن يتم الاهتمام به خلال الفترة المقبلة للمزيد من التعاون بين البلدين.
ولفت آي قوه: إلى أنه تم توقيع اتفاقية في 21 يناير الماضي بين وزارة التجارة الصينية والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمصر تتعلق بمنطقة قناة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، فضلا عن أن العام الماضي شهد توقيع اتفاقية بين لجنة التجارة بمدينة تيانجين والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتأسيس لجنة إدارية مشتركة لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر.
وأضاف أن الحكومة الصينية تشجع المستثمرين والشركات الصينية على بناء المناطق الاقتصادية في العالم وتعزيز التكتلات الإنتاجية للاستفادة من مشروع اتفاقية الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني في الدول المعنية خاصة مصر في ظل الدعم الحكومي لتنمية الإنتاج.
من جانبه قال "كانغ يي"، ممثل مركز التعاون الدولي باللجنة الصينية للتنمية والإصلاح: إن الصين تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، وفتح الجانبان التعاون الفعلي بينهما في مجالات الصناعة والطاقة والاتصالات والبنية التحتية، حيث تجاوزت استثمارات المؤسسات الصينية في مصر 11.3 مليار دولار.
وأضاف أن الشركة حققت طفرة كبيرة في إدخال مشروعات استثمارية للمنطقة لتبرز قيمة المنطقة الاقتصادية كمنطقة ارتكاز للتعاون الاقتصادي.
وذكر "كانغ يي": أن "تيدا" تمكنت خلال العام الماضي من إنجاز كافة مشروعات البنية التحتية علي مساحة 2 كم مربع بما فيها شبكة الطرق وإنارتها وشبكات إمدادات المياه والغاز والكهرباء، وبلغت إجمالي استثمارات الشركة حتى الآن في أعمال البنية التحتية 30 مليون دولار.
وأشار إلى أن شركة "دايون" لتصنيع الدراجات النارية وقعت مع تيدا عقد لاستثمار 30 مليون دولار بالمنطقة الصناعية لإنشاء خط إنتاج لتصنيع الدراجات النارية بغرض التصدير إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا وستشرع "دايون في إنشاء المصنع خلال العام الجاري.
كما وقعت "تيدا" عقد بقيمة 600 مليون جنيه مع شركة "موتور سيتي المصرية للخدمات اللوجستية المتكاملة للسيارات الكبيرة" لإقامة أول مجموعة مصرية في مجال اللوجستيات والتخزين والمعارض والصيانة والترفيه (موتور سيتي المتكاملة)
وأوضح ممثل مركز التعاون الدولي باللجنة الصينية للتنمية والإصلاح، أن المنطقة الصناعية الصينية يعمل بها 70 شركة من دول مختلفة مثل "جوشي الصينية"، و"إيجي ماك"، وقد حققت هذه الشركات نجاحًا في المنطقة الصناعية بتيدا، وبلغت القيمة الإجمالية للإنتاج للمؤسسات بنهاية 2016 200 مليون دولار، وستقترب قيمة التصدير من 300 مليون دولار لتحقق لمصر دخل ضرائب بقيمة 300 مليون جنيه وتقدم 3 آلاف فرصة عمل.
وأوضح أن هذه الاستثمارات وفرت أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمصريين، موضحًا أن المنطقة الاقتصادية " تيدا" بالسويس أشترك بها أكثر من 30 مؤسسة صناعية للعمل بها لتصبح منصة مثالية للتعاون في الاستثمار بين المؤسسات من الدولتين.
وأشار "كانغ يي" إلى أن مبادرة الرئيس الصيني شي تينبينغ "الحزام والطريق" يتبلور مضمونها الرئيسي في التنسيق في السياسات والربط بين المنشآت والتدفق السلس للتجارة وتداول رءوس الأمول والاتصال بين الشعوب، موضحًا أن عدد الدول الداعمة للمبادرة نحو 100 دولة ومنظمة دولية بما فيها مصر، ووقع أكثر من 40 دولة على اتفاقيات تعاون ووضع آليات تنمية أكثر من 20 دولة في التعاون الدولي في قدرات الإنتاج ودفع التنمية الاقتصادية بالدول الواقعة على طول الطريق وخلقت العديد من فرص العمل.
وأضاف أنه على مدار الثلاثة السنوات الماضية منذ إطلاق المبادرة أصبحت أفضل منصة للتعاون الدولي في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنه خلال العام الماضي بلغ حجم الاستثمارات الصينية غير النقدية في الخارج نحو 170.1 مليار دولار، لتصبح ثاني أكبر دولة للاستثمارات الخارجية في العالم، منها 14.53 مليار دولارًا استثمارات مباشرة في دول الحزام والطريق.
ولفت إلى أنه في مجال مشروعات المقاولات الخارجية فبلغت قيمة العقود التي وقعتها الصين في 61 دولة على طول "الحزام والطريق" إلى 126.3 مليار دولار، وبلغت الاستثمارات التي تمت 75.97 مليار دولار.
ونوه أنه من أجل دفع العلاقات بين مصر والصين، قام المركز بتأسيس مشترك لمشروع "القطار السريع للتعاون الدولي في قدرات الإنتاج" يهدف إلى وضع منصة الشباك الواحد لخدمات الاستثمار تتسم بالأمان والسهولة ومن خلال التقاء البرامج الشتة الخاصة المتمثلة في حكومات وسياسات ومشروعات وتمويل والمناطق الصناعية وراء البحار وخدمات الطرف الثالث بالدول المضيفة.
وتابع "كانغ يي": أن القطار لاقى في انطلاقته الأولى بمصر على دعم كل من الاتحاد الدولي لمؤسسات التعاون الدولي في قدرات الإنتاج الذي أسسته لجنة الدولة للإصلاح والتنمية والمكتب التجاري بسفارة الصين بالقاهرة ومنطقة تيدا الاقتصادية للتعاون المصري الصيني بالسويس بمشاركة أكثر من 30 شركة ومؤسسة من 9 مقاطعات صينية في مجالات الاتصالات والطاقة والسكك الحديدية والفلزات والنسيج والتمويل والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.
وأكد دكتور ناصر فؤاد أمين عام مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمتحدث الرسمي، أن مصر تمثل بوابة الاستثمار الأساسية للصين، فهي تعد نقطة انطلاق ومحور ارتكاز لغزو الأسواق الأفريقية والعربية من خلال منطقة قناة السويس.
وأوضح فؤاد، أن منطقة تيدا بالعين السخنة تمثل جزءًا مهمًا في تنمية المنطقة الاقتصادية وساهمت في تعزيز الثقة في الاستثمار بالمنطقة، مشيرًا إلى وجود توسعات جديدة للشركة بعد الانتهاء من البنية التحتية للمرحلة الأولى من تنمية الجزء المخصص لها بمنطقة العين السخنة.
وأضاف أنه في العام الأول من بداية المنطقة الاقتصادية وخلال التعامل مع شركة تيدا لمست المنطقة الاقتصادية كثير من التعاون وجدية في الاستثمار من قبل الجانب الصيني من أجل تنمية وتطوير هذه المنطقة، وقد تم تذليل جميع العقبات أمام الشركة وحل جميع المشكلات العالقة السابقة، وتم تقديم الدعم الكامل من المنطقة للشركة حتى توسعت في استثماراتها لتستقطب صناعات جديدة.
ولفت إلى استعداد الهيئة في تقديم الدعم لمنطقة تيدا فيما يتعلق بتدريب العمالة لتصبح مؤهلة للعمل في كل المجالات وسوف تتحمل تكلفة التدريب.
بينما كشف دكتور أشرف الربيع رئيس وحدة المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز" بوزارة التجارة والصناعة، إنه يجرى التفاوض مع الجانب الأمريكي لإدخال مناطق صناعية جديدة بالصعيد ضمن اتفاقية "الكويز".
وأشار إلى أن الصعيد لا يوجد به إلا منطقتين صناعيتين مؤهليتين بمحافظتي المنيا وبني سويف خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى المناطق الموجودة بالقاهرة الكبرى والدلتا والإسكندرية، لافتًا إلى أن إجمالي ما تم تصديره منذ بداية الاتفاقية فى 2004 حتى الآن بلغ 9 مليارات دولار.
ودعا الربيع المؤسسات الصينية لضخ مزيد من الاستثمارات فى السوق المصري خاصة فى منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري والتى تعد من المناطق الاقتصادية المناطق الصناعية المؤهلة للاستفادة من مزايا الدخول للسوق الأمريكي بدون رسوم جمركية فضلا عن إمكانية تغطية تكاليف المشروعات فى زمن قياسي.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين قارب خلال 2016 على 11 مليار دولار، وهي مرشحة للزيادة بسبب المشروعات الضخمة الصينية التى تضم صروح صناعية كبيرة، لافتا إلى أن إجمالي الاستثمارات الصينية بمصر لا تتجاوز 1ر0 % من إجمالي الاستثمارات الصينية فى الخارج وهو ما لا يرقى إلى طموح البلدين.
وأوضح الربيع أن الصين يمكنها الاستفادة من مزايا الاتفاقيات التجارية التى أبرمتها مصر سواء مع التكتلات الأفريقية الثلاث (السادك- الكوميسا-شرق – أفريقيا) والتى تتيح نفاذ المنتجات دون رسوم جمركية فضلا عن اتفاقية المناطق المؤهلة "الكويز" والتى تتيح إمكانية النفاذ للأسواق الأمريكية دون رسوم جمركية.
ولفت إلى إمكانية استفادة الصين من تلك الاتفاقية من خلال ضخ استثمارات جديدة فى مجال الملابس والغزول والمنتجات الجلدية، لافتًا إلى أن واردات السوق الأمريكي من الملابس العام الماضي بلغ 104 مليارات دولار فيما بلغت صادرات مصر لها نحو 730 مليون دولار، ويمكن للصين الاستفادة من اتفاقية الكويز لإقامة استثمارات صناعية في مجال الغزول والأقمشة والصباغة والتجهيز في مصر والتصدير لأمريكا عبر الكويز.
ونوه الربيع إلى إمكانية الدخول أيضا في مجال الصناعات الجلدية في مصر والاستفادة من إعفاء جمركي خاصة وإن أمريكا تضع رسوم جمركية تصل إلى 40% على المنتجات الجلدية خاصة الأحذية وتصل وارداتها منها 25 مليار دولار خلال 2016 منها 15 مليار دولار من الصين، مضيفا أنها يمكن أيضا الدخول في صناعات تحويلية بسيطة للحاصلات الزراعية مثل تجفيف البصل.
 وطالب أحمد عز الدين، رئيس لجنة العلاقات الصينية المصرية بجمعية رجال الأعمال، الجانب الصيني بتكثيف استماراتهم في مصر، مؤكدًا على أن مصر بها الكثير من الفرص الاستثمارية الغير مسبوقة، بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.
وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد تكتلات اقتصادية، نتيجة للإصلاحات الاقتصادية، لافتًا ان مصر والصين بينهما عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي نستهدف زيادتها خلال الفترة المقبلة.
وأشار عز الدين إلى أن حضور رجال الأعمال مؤتمر شركة تيدا بمنطقة خليج السويس يأتي بهدف التعريف بالمنطقة لرجال الأعمال للعمل على ضخ استثماراتهم بها خلال الفترة المقبلة.
وقال وانغ شينغ تشون مدير إدارة العلاقات الاقتصادية الدولية بلجنة التجارة بمدينة تيانجين، إن منطقة تيدا الاقتصادية بالسويس أحد المشروعات الهامة التي تدفعها مدينة تيان تين في إطار مشروع الحزام والطريق منذ 9 سنوات، حيث حققت المنطقة نجاحات عظيمة تحت دعم حكومتي البلدين.
ولفت إلى أن مشروع المرحلة الأولى على مساحة 1.34 كم مربع قد جذبت مجموعة من المؤسسات والمشروعات وبدات المرحلة التوسعية بسهولة ويسر على مساحة 6 كم، فضلا عن إنجاز مشروعات البنية التحتية بالمرحلة الأولى على مساحة 2 كم مربع.
وأوضح تشون أن مدينة تيان تين تعد مركزًا اقتصاديًا مهمًا في شمال الصين، وهي مدينة ساحلية منفتحة ومتعاونة مع الخارج، مشيرًا إلى أن المدينة استجابت لاستراتيجية الحزام والطريق؛ حيث أن العام الماضي شهد استثمارات لمؤسسات المدينة في الخارج بلغت 29 مليار دولار.
ولفت إلى أن المدينة قامت بتشكيل مجموعة قيادية للمناطق الاقتصادية بهدف الاسراع في دفع بناء منطقة تيدا الصينية بالسويس يتولى رئاستها أحد نواب مدينة جيان جين ويشارك في عضويتها 18 جهة حكومية للعمل على حل المشكلات الكبيرة المتعلقة بالمشروع ودفع تنمية المنطقة من خلال تخصيص رأس المال والتوسع في قنوات التمويل وجذب الاستثمارات.
وأضاف تشون أنه من أجل وضع آليات دفع التعاون، قامت لجنة التجارة في مدينة تيان تين والهيئة العامة للمناطق الخاصة بتأسيس لجنة رسمية للإشراف على مناطق التعاون الاقتصادي بهدف تقديم مزيد من الضمانات القوية لتنمية مناطق التعاون الاقتصادية.