الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سيف وانلي.. إبداع على شاطئ "الأبيض المتوسط"

 سيف وانلي
سيف وانلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر هو وأخوه الأصغر أدهم وانلي من أشهر الفنانين التشكيليين في مصر، وكان مرسمهما مزارًا للفنانين والمثقفين لأكثر من 40 عامًا حتى بعد وفاة أدهم واستمراره في مسيرته الفنية، ولهما متحف باسميهما في مجمع متاحف محمود سعيد بالإسكندرية، إنه الفنان محمد سيف الدين إسماعيل وانلي، المولود في مثل هذا اليوم 31 مارس 1906، بمدينة الإسكندرية.
تزوج سيف وانلي من تلميذة أخيه أدهم الفنانة إحسان مختار، وعمل سيف وانلي أستاذًا لفن التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية عند إنشائها صيف 1957 ومستشارًا فنيًا بقصور الثقافة في محافظة الإسكندرية، كما كان رئيسًا للجمعية الأهلية للفنون الجميلة.
درس الفن التشكيلي في مدرسة حسن كامل عام 1929 والتي سميت بعد ذلك الجمعية الأهلية للفنون الجميلة في محافظة الإسكندرية.
افتتح الأخوان وانلي مرسمًا خاصًا لتعليم الرسم في 18 -6-1935، وقدم الفنان التشكيلي سيف وانلي مجموعة من أروع اللوحات الفنية الإبداعية والتي تزين بها كل من "النادي الأوليمبي بالإسكندرية، ومحافظة الدقهلية، وفندق كليوباترا بالقاهرة، وفندق ‏شيراتون بالقاهرة، فندق البوريفاج بالإسكندرية، ووزارة الخارجية الإيطالية بروما ومحطة الركاب ‏بميناء الإسكندرية"، وصمم سيف وانلي العديد من ديكورات المسرح مثل مسرحية شهرزاد وأوبريت بلياتش كارمن.
تميز سيف وانلى بالتنوع الشديد في إنتاجه كفنان خلاق، وكان يسابق الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة التي ظهرت في الغرب، فاتجاهه إلى العالمية كان أقوى من اهتمامه بالطابع التسجيلى واشتهر بلوحاته المميزة للراقصين والمغنيين والممثلين في عروض الباليه والأوبرا، كما كان سريع التنقل والتجول بين مختلف المذاهب الفنية مضيفًا إليها طابعًا خاصًا يميز أسلوبه الذي يعكس طابع مدينة الإسكندرية ويمكن وصف مراحله الأخيرة بأنها ذات طابع تجريدى غنائى، لأن أعماله في هذه المرحلة كانت أشبه بالموسيقى الخفيفة والراقصة التي تجعل المشاهد يحس بالطرب. 
نقطة التحول في حياة سيف وانلى كانت عام 1926 عندما جاء إلى القاهرة وزار هو وأخوه معرض جماعة الخيال التي أسسها محمود مختار - فزاد إيمانه بالفن بعد أن رأى الأعمال الجميلة، كان محبًا للحياة وسط التجمعات الشعبية - استعذب الرسم في المقاهى العامة وعلى شواطئ البحر، امتلك ملكة تصوير الاسكتش وأيضًا التكوين السريع دون الاهتمام بالقيود الأكاديمية في التنفيذ.
قدم "وانلي" باقة من أجمل وأروع اللوحات الفنية بألوان الزيت والجواش والزيت والفحم وبمواد أخرى صور فيها الكنائس والشوارع والمقاهي والحدائق وسباق الخيل والسيرك والألعاب الرياضية والمنتديات ‏العامة والحياة الفنية التي مرت في مدينة الإسكندرية.
وعمل مستشارًا فنيًا في القصور الثقافية والتي كانت متواجدة في محافظة الإسكندرية، وحصل وانلي على إعجاب الكثير من الفنانين والرسامين.
تم تكريم الفنان التشكيلي سيف وانلي وأخيه أدهم، بإنشاء متحف يحمل اسميهما في محافظة الإسكندرية، إضافة إلى حصول سيف وانلي على جائزة الدولة التقديرية عام 1973، وكما حصل أيضًا سيف وانلي على الدكتوراه الفخرية عام 1977. 
ورحل سيف وانلي عن عالمنا في إستكهولم يوم 15 فبراير عام 1979.