وبالرغم من أن مصر لما تذكر في هذه الدراسة، إلا أن بنك الطعام المصري قد ذكر في تقرير له أن 30% من الأطعمة يتم إهدارها في حين يعاني أكثر من 3.5 مليون مصري من الجوع، رغم وجود العديد من المبادرات التي تم إطلاقها في رمضان الماضي، والتي تم الكشف عنها بأرقام صادمة لإهدار المصريين للطعام وخاصة خلال رمضان، حيث يستهلك المصريين في أول 15 يومًا من ذلك الشهر الكريم عدد هائل من الطعام والتي يترتب عليها فوائض كثيرة من الأطعمة تنتهي برمي في سلات القمامة، لذلك يجب الحرص على جمع الأطعمة المتبقية وإعادة تدويرها وتوزيعها على الفقراء أو إعادة استخدامها والاستفادة منها في صنع أطعمة أخرى لأن إهدار الطعام لن يسبب خسائر اقتصادية هائلة فقط، بل يلحق أيضًا ضررًا جسيمًا بالموارد الطبيعية التي تعتمد البشرية عليها لسدّ احتياجاتها الغذائية.
وفي ظل تزايد الجوع في العالم
بسبب الحروب والأمراض وضعف الموارد الغذائية، يتم أيضًا إهدار ثلث الغذاء في العالم
بسبب الممارسات غير الملائمة، ليتضور 870 مليون شخص حول العالم جوعًا يوميًا، في
حين تتخطى التكاليف الاقتصادية المباشرة للفاقد الغذائي للعالم 750 مليار دولار
سنويًا، وتحذرنا ثقافتنا الدينية دائمًا من الإسراف في الطعام وعقوبة المسرف في
الدنيا والآخرة، إلا أن الفرد يهدر العديد من الأطنان سنويًا وخصوصًا في المناسبات
المتنوعة مثل الأعراس والأعياد والترقيات حيث يعد إهدار الغذاء مظهرًا رئيسيًا في
جميع البلاد وخاصة البلاد العربية وذلك لاتخاذها منحنى التباهي بعيدًا عن الحاجة
للغذاء، حيث إن 90% من الطعام الخاص بالمناسبات لا يستفاد منه، رغم وجود بعض
الجمعيات الخيرية مثل بنك الطعام ومؤسسة مصر الخير وغيرها من الجمعيات المختصة
بجمع الغذاء وإعادة تدويره بعيدًا ومحاولات عديدة للتوعية بعدم الإسراف والحد من
الإهدار الغذائي.