الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أخويا هايص وأنا لايص".. العالم يهدر طعامًا بـ750 مليار دولار سنويًا.. السعودية على رأس الدول.. والإمارات في المركز الرابع.. ومصر تلقي 30% من إجمالي غذائها في القمامة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي يعاني فيه فقراء الدول النامية من الجوع، تتفاقم ظاهرة إهدار الطعام في دول الخليج العربي، ووفقًا لأحدث الدراسات، احتلت المملكة العربية السعودية طليعة الاستهلاك الغذائي في العالم، كأكثر دولة إهدارًا للطعام بنحو 427 كيلوجراما للفرد الواحد سنويا أي كمية كبيرة من الهدر لمجوع سكان يبلغ عددهم 28 مليون يصل إلى 11 تريليونًا و700 مليار كيلوجرام من الطعام المهدر. 
وحلت أندونسيا المركز الثاني بنحو 300 كيلوجرام للفرد سنويًا مما يعني أن 249 مليون مواطن يقومون بهدر 74 تريليونًا و700 مليار كيلوجرام. وحلت أمريكا المركز الثالث بنحو 277 كيلوجرامًا للفرد سنويًا مما يعني أن 318 مليون مواطن يهدرون طعام نحو تريليون و372 مليار كيلو جرام. بينما احتلت الإمارات المركز الرابع لتتصدر بذلك دولتين خليجيتين قائمة أكثر الدول إسرافًا بالطعام، فعلى سبيل المثال: يوجد بدولة الإمارات المتحدة 9 ملايين مواطن يهدرون نحو تريليون و789 مليار كيلوجرامًا من الطعام كل عام بمعادل 196 كيلوجرامًا لكل فرد، وهذا ما يعادل أن يرمي كل واحد منّا خمسة أطباق من الأرز في سلة المهملات يوميًا. 
وبالرغم من ذلك يوجد العديد من التحذيرات المستمرة حول مخاطر هدر الغذاء عالميًا وارتباطه بالفقر، فالبعض يجهل أنه يهدد الاقتصاد والبيئة معًا، فرمي الفائض من الغذاء في حاويات القمامة سبب أساسي ورئيسي لإصدار غاز الميثان والذي يعد أخطر بـ21 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، كما أشارت الدراسات، ويترتب على ذلك، كما جاء في تقرير منظمة الفاو حيث ذكر به، أن البصمة الكربونية للنفايات الغذائية بلغت بنحو 3،3 مليار طن من انبعاثات الغازات من ضمنها غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري وهو ما يعادل ثلث الانبعاثات السنوية من الوقود الإحفوري.

وبالرغم من أن مصر لما تذكر في هذه الدراسة، إلا أن بنك الطعام المصري قد ذكر في تقرير له أن 30% من الأطعمة يتم إهدارها في حين يعاني أكثر من 3.5 مليون مصري من الجوع، رغم وجود العديد من المبادرات التي تم إطلاقها في رمضان الماضي، والتي تم الكشف عنها بأرقام صادمة لإهدار المصريين للطعام وخاصة خلال رمضان، حيث يستهلك المصريين في أول 15 يومًا من ذلك الشهر الكريم عدد هائل من الطعام والتي يترتب عليها فوائض كثيرة من الأطعمة تنتهي برمي في سلات القمامة، لذلك يجب الحرص على جمع الأطعمة المتبقية وإعادة تدويرها وتوزيعها على الفقراء أو إعادة استخدامها والاستفادة منها في صنع أطعمة أخرى لأن إهدار الطعام لن يسبب خسائر اقتصادية هائلة فقط، بل يلحق أيضًا ضررًا جسيمًا بالموارد الطبيعية التي تعتمد البشرية عليها لسدّ احتياجاتها الغذائية.

وفي ظل تزايد الجوع في العالم بسبب الحروب والأمراض وضعف الموارد الغذائية، يتم أيضًا إهدار ثلث الغذاء في العالم بسبب الممارسات غير الملائمة، ليتضور 870 مليون شخص حول العالم جوعًا يوميًا، في حين تتخطى التكاليف الاقتصادية المباشرة للفاقد الغذائي للعالم 750 مليار دولار سنويًا، وتحذرنا ثقافتنا الدينية دائمًا من الإسراف في الطعام وعقوبة المسرف في الدنيا والآخرة، إلا أن الفرد يهدر العديد من الأطنان سنويًا وخصوصًا في المناسبات المتنوعة مثل الأعراس والأعياد والترقيات حيث يعد إهدار الغذاء مظهرًا رئيسيًا في جميع البلاد وخاصة البلاد العربية وذلك لاتخاذها منحنى التباهي بعيدًا عن الحاجة للغذاء، حيث إن 90% من الطعام الخاص بالمناسبات لا يستفاد منه، رغم وجود بعض الجمعيات الخيرية مثل بنك الطعام ومؤسسة مصر الخير وغيرها من الجمعيات المختصة بجمع الغذاء وإعادة تدويره بعيدًا ومحاولات عديدة للتوعية بعدم الإسراف والحد من الإهدار الغذائي.