السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

16 زعيمًا عربيًّا يشاركون في القمة العربية.. والعاهل الأردني يحذر من مخاطر الإرهاب والتطرف على المنطقة.. أبو الغيط: رغم مظاهر الوهن متمسكون بالأمل.. جوتيرس: حل الدولتين يضمن الأمن والسلام

القمة العربية
القمة العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك 16 من القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب في القمة العربية العادية في دورتها الـ28 أمس الأربعاء، والتي انطلقت في مركز الملك حسين للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (55 كلم جنوب غرب عمان) برئاسة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.

حضر القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (الذي ترأست بلاده القمة العربية السابقة الـ27، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
كما حضر الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس" أبومازن"، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، ورئيس جمهورية القمر المتحدة غزالي عثماني، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنـي اللـيـبـي فايز السراج 
كما حضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يرأس وفد بلاده لأعمال القمة العربية،، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي يرأس وفد بلاده في أعمال القمة، ورئيس مجلس الأمة الجزائر عبد القادر بن صالح، الذي يرأس وفد بلاده في القمة، ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، وأسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد.
وتغيب سوريا عن المشاركة في القمة العربية العادية الـ28 رغم رفع علمها في القمة نظرا لتجميد عضويتها بقرار سابق من مجلس جامعة الدول العربية العام 2012.

من جانبه حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من خطر الإرهاب والتطرف على المنطقة العربية.وقال الملك عبد الله الثاني، في كلمته امس الأربعاء بعد تسلمه رئاسة القمة العربية العادية الـ 28 في منطقة البحر الميت"إننا نواجه اليوم تحديات مصيرية لدولنا وشعوبنا وأمتنا من أهمها خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربـي ومستقبلهم". 
وأضاف إن "واجبنا أن نعمل معًا على تحصينهم دينيا وفكريا"، مضيفا " إن الإرهاب يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين، ولا بد من تكامل الجهود بين دولنا والعالم لمواجهة هذا الخطر من خلال نهـج شمولي".
وأشار إلى أن إسرائيل تستمر في توسيع الاستيطان، وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام،، مؤكدا أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين.
وتابع العاهل الأردني: إن الأردن هو الأقرب لفلسطين، فدماء شهدائنا ما زالت ندية على ثرى فلسطين، ونحن على تماس يومي ومباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني، وأهلنا في القدس بشكل خاص، كما أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية".
وقال العاهل الأردني: إننا سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم، وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم، الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى "الحرم القدسي الشريف"، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، مؤكدا أنه لا بد لنا من العمل يدًا واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد، وهو ما سيكون كارثيًا على مستقبل المنطقة واستقرارها.
ولفت إلى أنه مع دخول الأزمة السورية عامها السابع، نأمل أن تقود المباحثات الأخيرة في جنيف وأستانا إلى انفراج يطلق عملية سياسية، تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية، وسلامة مواطنيها، وعودة اللاجئين؛ فالأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ من أشقائنا السوريين، بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعل المملكة أكبر مستضيف للاجئين في العالم، ونحن نتحمل كل هذه الأعباء نيابة عن أمتنا والعالم أجمع.
وأكد العاهل الأردني دعمه لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، تمهيدا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد.
كما أكد على دعمه لكافة الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن في اليمن وليبيا، وتحقيق مستقبل واعد لشعبـيهما الشقيقين، مشيرا في هذا السياق إلى أنه "لا بد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلـول تاريخيـة لتحديـات متجذرة، مما يجنبنا التدخلات الخارجية في شئوننا".
واعتبر العاهل الأردني أن الخطوة الأولى لترجمة ذلك، هي التوافق على أهدافنا ومصالحنا الأساسية، بدلا من أن نلتقي كل عام، ونكرر مواقف نعلم جيدا، أنها لن تترجم في سياساتنا.
وقال الملك عبد الله الثاني إن "تحدياتنا مشتركة، فلا بد أن تكون حلولنا مشتركة أيضًا؛ فلتكن هذه القمة محطة جديدة في العمل العربي المشترك".

من جانبه أعرب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، عن أمله في أن رئاسة الأردن للدورة الجديدة للقمة العربية سوف تعطي دفعا للعمل العربي المشترك.
وحيا الرئيس ولد عبد العزيز، الذي ترأست بلاده أعمال القمة العربية في دورتها الـ27، في كلمته، جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومسئولي وطواقم الجامعة وسهرهم على تنفيذ ومتابعة قرارات قمة نواكشوط والإعداد الجيد للقمة العربية.
واستعرض الرئيس الموريتاني، في كلمته، جهود بلاده في تنفيذ ومتابعة القرارات العربية الصادرة عن قمة نواكشوط التي عقدت في شهر يوليو الماضي.ولفت إلى أن القمة العربية- الأفريقية في مالابو عكست عمق ومتانة العلاقات بين أفريقيا والعالم العربي.
وشدد على أن مؤتمر باريس حول السلام في الشرق الأوسط أكد على التمسك على حل الدولتين لتحقيق السلام الدائم، وطالب بعدم اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب بخصوص القضايا الكبرى العالقة.

و قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إنه رغم كل مظاهر الوهن التي تعتري نظامنا العربي، وما تُعاني منه أمتنا من مشكلات عديدة وانكسارات وانتكاسات، فهناك أسباب أمل وتفاؤل في وسط ظلمة حالكة، معتبرا أن الجامعة العربية يُمكنها أن تكون جسرا للعرب وقائد عمل مشترك مثمر بين العرب، ويُمكنها أن تنجز بشكل طيب في ملفات اقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية بل وعلمية إذا ما توفر لها دعم الدول جميعًا وتلاقت إراداتها السياسية على ذلك.
وقال أبو الغيط، في كلمته امس الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، لقد استشعرت ارتياحًا كبيرًا ودفعة معنوية هائلة من حديثي مع جميع القادة الذين شرفت بلقائهم، حيث كان الخطُ العام هو دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية في تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها، وتجسيد آمالهم وتطلعاتهم والسعي إليها".
وأضاف أبو الغيط إنه بالقدر ذاته استشعرتُ أسى مفهومًا ومرارة لها ما يبررها إزاء الوضع العربي وما طاله من ضعف وانقسام وفرقة، مشيرا إلى أن تلك المُقابلات شكلت علامات إضاءة واضحة على طريق اضطلاعي بمسؤولياتي.
وتابع أبو الغيط:" من هنا فقد عاهدت القادة الذين التقيتهم على أن أنشط قدر إمكاني عمل ودور الجامعة في مختلف الملفات والقضايا، وأن أسعى ما أمكن أيضًا إلى لم شمل العرب، وترتيب الأوضاع واستعادة اللحمة فيما بين الجميع".
وقال أبو الغيط إنه تحوم حول منطقتنا طيور جارحة كثيرة، تريد أن تنهش في الجسد العربي وأن تفتئت على قدرة العرب على توحيد صفهم، وأن تضع العرب في تناقض بين بعضهم البعض، وهناك من هذه القوى من يوظف الطائفية والمذهبية على نحو مقيت لتحقيق أغراض سياسية تناقض المصلحة العربية على طول الخط وهو نهج نرفضه ونتصدى له وندعو الأطراف التي تمارسه لمراجعة حساباتها.
وأضاف أبو الغيط " إنه تتردد أحاديث عديدة عن السعي لترتيب منطقتنا حتى من دون موافقتنا، وبما يخلق أوضاعًا جديدة في الشرق الأوسط"، وفي مواجهة هذه الأطروحات جميعًا فقد دافعتُ خلال الأشهر الماضية عن أمرين أساسيين: الأول؛ هو الدولة الوطنية التي خرجت إلى النور في القرن العشرين، والتي ينبغي الحفاظ عليها باعتبارها نواة النظام العربي التي لا يجب المس بها، والثاني؛ التأكيد على أن الوضع العربي الحالي، ومع كل الإشكالات التي يعانيها، ليس مؤهلًا بعد للدخول في أية ترتيبات طويلة الأمد للأمن الإقليمي في ضوء اختلال موازين القوى الذي نرصده جميعًا.
وأوضح أبو الغيط أنه في الشأن السياسي" وجدت أن الملفات الأهم ليست في حوزتنا، أو ضمن قدرتنا على التأثير ربما بسبب تداعيات السنوات الست الماضية.
وتابع أبو الغيط:" فنحن نتابع عن كثب الأزمة السورية دون وسيلة حقيقية للتدخل مع أطراف أخرى فاعلة تتصدى لصياغة مستقبل سوريا دون اسهام عربي حقيقي، وهذا أمر أجده معيبًا".
وقال أبو الغيط إنه رغم تعقيد الموقف الخاص بليبيا وأزمتها فقد سعيت إلى وضع الجامعة مجددًا في موقف متقدم يسمح لها باستجابة أفضل لنداءات كافة الأشقاء الليبيين الذين يتطلعون بأمل إلى إنهاء فصول أزمتهم المستمرة بدعم ومساندة الجامعة.
وأضاف أبو الغيط، أن قضيتنا المركزية فلسطين حظيت باهتمامي البالغ، وتناولتها في لقاءاتي وأحاديثي، بيانًا لها ودفاعًا عنها وإعلاء لشأنها، ومع ذلك فإن الوضع ليس على ما يرام من ناحية، وهو متحرك وإيجابي من ناحية أخرى.
وأشار إلى أن إسرائيل لازالت تصمم على احتلالها لأراضي فلسطين، وهي تسير سادرة في غيها دون رادع وتُمعن في البناء الاستيطاني والتهويد والاستيلاء على الأرض، كما أن الانقسام الفلسطيني له تبعاته السلبية.
وتابع أبو الغيط:" أما على الجانب الإيجابي، فهناك قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة الاستيطان وتأييد حل الدولتين، وهناك أيضًا مؤتمر السلام الذي انعقد بباريس في يناير الماضي وشاركت فيه قوى دولية كثيرة اتحدت ارادتها حول المطالبة بإنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين، وهناك إدارة أمريكية جديدة تتحدث عن رغبتها في إعادة دفع العملية السلمية"، مشيرا إلى أن هذه كلها تطورات يتعين البناء عليها ومتابعتها من أجل نُصرة القضية الفلسطينية.
وأكد أن اليد العربية لا زالت ممدودة بالسلام على نحوِ ما تقضي مبادرة السلام العربية، ولا زلنا في انتظار شريكٍ حقيقي على الجانب الآخر يفهم متطلبات السلام ويعمل بجدية من أجل تحقيقه، مشيرا إلى أنه للأسف "أننا لا نجد هذا الشريك رغم تعدد الوساطات والجهود".
ولفت إلى أن التطورات الميدانية شديدة الصعوبة في سوريا واليمن والعراق، وأيضًا في الصومال، خلفت أوضاعًا إنسانية متدهورة بين نزوح ولجوء بل ومجاعات، فواحد من بين كل اثنين لاجئين في العالم اليوم، هو للأسف لاجئٌ عربي وأصبح لزامًا علينا كعرب أن نتصدى بشجاعة لهذه الأوضاع لأنها تمس بكرامة الإنسان العربي وحقه في العيش والحياة.
وأشاد بالقادة الذين تجاوبوا مع نداء الإنسانية ووجهوا الموارد إلى نجدة اخوتنا المضارين، وإلى البلدان العربية التي وجدت نفسها في وجه عواصف من المآسي البشرية، ففتحت الأبواب وآوت المشردين وأغاثت الملهوفين وداوت الجروح، داعيا القادة العرب بما عرف عنهم من كرم وإنسانية إلى الاستمرار في هذا الدعم، بل وإلى تكثيف العون والمدد لمواجهة هذه الأوضاع الإنسانية التي يُعاني منها مدنيون عُزل في مناطق الأزمات.
وقال أبو الغيط إنه بالتوازي مع ذلك كله، تحتدم في دولنا الحرب ضد الإرهاب، تكافحه الحكومات بكل ما أوتيت من عناصر القوة وتقاومه المُجتمعات بكل ما تملك من عزيمة وإصرار، ويسقط شهداء بالعشرات والمئات من العراق إلى سوريا إلى غيرهما من البلدان يعيث الإرهاب في حواضرنا فسادًا وخرابًا.
وأكد أبو الغيط أنه مع هذا لم تهن العزائم في مواجهته ولم يتوانَ أحد في التصدي له "لأننا نعلم جميعًا أن في استمراره ونجاحه نهاية لنا.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرس، أن حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية هو الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والسلم من أجل حياة كريمة.
واكد جوتيرس في كلمة امام القمة العربية الـ 28، على ضرورة وقف اية خطوات احادية امام حل الدولتين، معبرا عن تفهمه ليأس الشعب الفلسطيني.
واستعرض الامين العام اخر تطورات الاوضاع في المنطقة العربية، واختص منها ما يجرى بالعراق، معبرا عن ترحيبه بالتقدم باستعادة الاراضي من تنظيم " داعش " الإرهابي، مشيرا الى ايجابية ان يكون العمل يدا بيد. 
وفى الشأن السوري، عبر جوتيرس عن ترحيبه بكل الشراكات لصون السلم والاستقرار والتنمية، مؤكدا ان الوقت قد حان لوضع حد للصراع في سوريا وان تؤدي مفاوضات " جنيف " الى نتائج ملموسة.
واشار جوتيرس الى الواقع الذى يشهده العالم من ارهاب على ايدى نظيم " داعش " الارهابي، مؤكدا ان المسلمين انفسهم هم ضحايا لهذه الاعمال الارهابية، كما اشار الى ازمة اللاجئين، قائلا " ينفطر قلبي مع وجود دول متقدمة تغلق حدودها امام اللاجئين ".
وعبر الامين العام للامم المتحده عن الامل في مستقبل جديد للمنطقة من اجل حل مشاكلها عبر الحوار، وعبر جوتيرس في ختام كلمتة عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجامعة العربية، مؤكدا على الاهمية لاقرار المسئولية لصون شعوبنا.