وصل الرئيس عبدالفتاح
السيسى، عصر اليوم، إلى العاصمة الأردنية عمّان، للمشاركة فى القمة العربية فى
دورتها الثامنة والعشرين، والمقرر عقدها، غدًا، بالبحر الميت، فيما كان فى استقبال
الرئيس العاهل الأردنى عبدالله الثانى بن الحسين.
وتأتى مشاركة الرئيس فى القمة العربية فى إطار
مواصلة جهود مصر فى تعزيز العمل العربى المشترك، بما يساهم فى حماية الأمن القومى العربى
والتغلب على التحديات الراهنة التى تُواجهه نتيجة الوضع الإقليمى المتأزم.
وتضمن برنامج الرئيس السيسى، اليوم، خلال مشاركته فى
أعمال القمة عقد لقاءات ثنائية مع عددٍ من الملوك والرؤساء العرب المشاركين بالقمة.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه اليوم بمقر إقامته فى الأردن
بلقاء أنطونيو جوتيرس سكرتير عام الأمم المتحدة، عشية انعقاد القمة العربية الثامنة
والعشرين.
وشهد اللقاء مباحثات بشأن عدد من القضايا العربية
والإقليمية والدولية، وبخاصة الأوضاع فى سوريا وليبيا وجنوب السودان، فضلًا عن آخر
التطورات على صعيد عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وأكد السيسى الاهتمام الذى توليه مصر لدور ورسالة
الأمم المتحدة فى تعزيز التعاون الدولى والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، خاصة فى
ضوء تزايد التحديات الإقليمية والدولية التى يواجهها المجتمع الدولى فى الآونة
الأخيرة.
وأكد السكرتير العام للأمم المتحدة تثمينه للجهود
المصرية على صعيد مختلف القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى محورية الدور الذى تلعبه
مصر لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة ومساعيها الحثيثة للتوصل إلى حلول شاملة
لمختلف الأزمات التى يمر بها الشرق الأوسط.
وأشار السيسى خلال اللقاء إلى حرص مصر على التوصل
إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، وسعيها إلى الحفاظ على
وحدتها وسلامة أراضيها وصون مقدرات شعوبها، فضلًا عن دعم مؤسساتها الوطنية
وتمكينها من بسط سيطرتها على أراضيها.
ودعا الرئيس إلى ضرورة قيام الأمم المتحدة والمجتمع
الدولى بتوجيه رسالة واضحة لمختلف القوى التى تعمل على التدخل فى الشئون الداخلية
لدول المنطقة، بضرورة رفع المعاناة عن الملايين من الأبرياء، والسماح لهم بالعيش
فى مناخ من السلام والاستقرار.
وطالب الرئيس بضرورة مواصلة الجهود التى يقوم بها
المجتمع الدولى فى مكافحة الإرهاب، والعمل على وقف تمويل التنظيمات الإرهابية
ومدها بالسلاح والمقاتلين.
وأوضح الرئيس، فى هذا الصدد، أن مختلف التنظيمات، وإن
كانت تحمل أسماءً متعددة، إلا أنها تستقى أفكارها المتطرفة من نبع واحد، وهو ما
يقتضى انتهاج مقاربة شاملة للتصدى للإرهاب، تكشف حقيقة تلك التنظيمات وتتعامل بحسم
مع ما يبثه من أفكار هدامة.
واستقبل الرئيس السيسى بمقر إقامته الدكتور حيدر
العبادى رئيس الوزراء العراقى، وذلك عشية انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين.
وأكد الرئيس خلال اللقاء دعم مصر الكامل لوحدة
واستقرار العراق وسيادته على كامل أراضيه، مشيدًا فى هذا الصدد بالتقدم المحرز فى العمليات
العسكرية الجارية حاليًا ضد تنظيم داعش لاستئصاله من آخر معاقله فى غرب الموصل.
كما أكد أهمية القضاء على التطرف من جذوره ومواصلة
الجهود الرامية إلى تعزيز النسيج الوطنى لقطع الطريق على كافة محاولات بث الفرقة
وإشعال الفتن.
ومن جانبه، أعرب حيدر العبادى عن شكره وتقديره
لمواقف مصر الداعمة للعراق، مشيدًا بدور مصر المحورى فى المنطقة العربية وتعزيز
التضامن العربى.
كما أعرب رئيس الوزراء العراقى عن تطلع بلاده
لاستمرار التنسيق المشترك بين البلدين والعمل على تطوير العلاقات المتميزة القائمة
بينهما.
وشهد اللقاء استعراض عدد من مجالات التعاون المشترك
وسبل تعزيزها لمصلحة الشعبين الشقيقين.
كما تم استعراض الموضوعات المطروحة على القمة
العربية، حيث أكد الجانبان حرصهما على التنسيق والتعاون لدفع جهود العمل العربى
المشترك بما يساهم فى تلبية طموحات الشعوب العربية، مشيرين فى هذا الصدد إلى ضرورة
تكاتف الدول العربية للوقوف أمام التحديات المختلفة التى تواجهها.
