الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيناريوهات المستحيل المحتمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب مطلع الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل، في زيارة للولايات المتحدة تستغرق ثلاثة أيام طبقا لما أعلنه البيت الأبيض، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل استئناف مفاوضات السلام بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفسطينية، بالإضافة لبحث جميع القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.
ومن خلال المتابعة والتحليل لقضايا المنطقة أعتقد أن هذه الزيارة سترسم ملامح مستقبل الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة، لأن الإدارة الأمريكية تعي جيدا أنه لا ينبغي الحديث عن مستقبل العرب دون مشاركة مصر بعد أن استعادت عافيتها من رياح الربيع العربي والذي فشلت مخططاته في هدم الدولة المصرية بفضل القوات المسلحة المصرية والثقة المطلقة للشعب المصري في جيشه القادر على حماية الدولة والشعب من أي مؤامرة تتعرض لها مصر.
وكانت العلاقات المصرية السعودية قد شهدت توترا ملحوظا خلال الشهور الماضية، وهو ما نتج عنه وقف شركة أرامكو السعودية لإمداد مصر من احتياجاتها البترولية، لكن المملكة استأنفت إمداد مصر مرة ثانية باحتياجاتها البترولية عقب لقاء محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي بالرئيس ترمب، وهو ما يعد رسالة واضحة من الإدارة الأمريكية للعائلة المالكة في السعودية، مفادها أن مصر عاصمة العرب، وستكون القائد فيما هو قادم.
وخلال لقاء ترامب والسيسي سوف يحدد الجانبان الإشكاليات التي تواجه المنطقة، وسوف يسفر عن ذلك آليات مواجهتها، والتي سيكون في مقمدمتها تشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة تلك المخاطر، على أن تكون هذه القوة بقيادة مصر ودعم السعودية ومشاركة غير معلنة لإسرائيل، لأن الأخيرة تشعر بالخطر النووي الإيراني، وهو ما يتفق مع توجهات المملكة في التصدى للمد الصفوي والحرب الباردة بين السعودية وإيران.
وفيما يخص مصر فإن هذا الاتفاق سوف يساعدها في عدة محاور، منها القضاء على الإرهاب المتواجد في شمال سيناء والذي يسعى إلى إقامة إمارة إسلامية في هذه المنطقة، لكن هذه المخطط المدعوم من بعض الدول المعادية لمصر يتحطم على صخرة القوات المسلحة التي تخوض حرب ضروسًا للقضاء على هذا المخطط، أما المحور الثاني هو وقف أوهام البعض في تنازل مصر عن جزء من سيناء لتوطين الفسلطينيين بها.
وعلى الجانب الآخر فيما يخص استفادة الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، فإنها بذلك تضمن أمن حليفها المدلل وهو إسرائيل وحمايتها من التهديد الإيراني، فضلا عن إذابة الجليد في العلاقات الرسمية بين تل أبيب والسعودية من خلال هذا التحالف الذي ستموله الأخيرة، فضلا عن وقف دعمها وتمويلها لبعض الجماعات المتطرفة مما ينعكس على تجفيف منابع الإرهاب الذي يعاني منه العالم.
وفي مقابل ذلك ستتوقف إسرائيل عن دعمها لقطر إرضاءً لمصر، مما يعني عودة الدوحة لحجمها الطبيعي، لتشهد علاقتها بالقاهرة تطورًا ملحوظًا خلال الفترة القليلة المقبلة، أما فيما يخص السعودية فهي بذلك ستضمن استمرار الحماية الأمريكية لعرشها مع ضمان وصول محمد بن سلمان للحكم.
هذا السيناريو هو أحد أهم الملفات التي تسعى الولايات المتحدة الى تطبيقها وتنفيذها في منطقة الشرق الأوسط بهدف إعادة ترسيم مراكز القوة بالمنطقة من جديد، لكنه ليس بالضرورة أن تسير الأمور كما ترسمها واشنطن، إلا إذا واقف عليها جميع الأطراف.