الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الكيف سلطان".. حكايات أول سيجارة لــ"الكعب العالي"

ترويها بنات سنة أولى تدخين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«سارة»: «اتقفشت» أول مرة وأنا فى أولى كلية.. و«نورهان»: لا أدخن أمام أبى احترامًا.. و«علياء»: وسط كل 10 بنات تجد مدخنة.. و«روان»: الرائحة لم تعد قطران.. الآن يوجد فراولة وشيكولاتة

«التدخين».. ليس فقط عادة سيئة، لكنه أيضًا يحمل بين طياته كثيرًا من مسببات الوفاة، وغير ذلك أرقام غريبة ومدهشة أحصاها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الذى أكد أن إجمالى عدد المدخنين فى مصر، نحو ١٩.٦٪ من إجمالى السكان «١٥ سنة فأكثر» مدخنون، وأن نسبة المدخنين بين الذكور ٤١٪، أما بين الإناث فتبلغ أقل من ١٪ وأن ٢٢.٥٪ من الشباب فى فئة العمر «٢٥-٤٤ سنة» مدخنون، وأن أكثر من ٦٠٪ من إجمالى المدخنين يدخنون من «١٥-٢٤ سيجارة يوميًا»، تلك الإحصائيات التى لم يمر عليها سوى ٧ أشهر فقط، ولكن توقف البعض عند نسبة الإناث المدخنات، والتى ذكرها التقرير بواقع أقل من ١٪ فقط، ورغم ضآلة الرقم إلا أن الكثيرين أبدوا تعجبهم منه نظرًا لما اعتاد عليه المصريون من عادات وتقاليد شرقية، وضعت فيه كلمة المدخن الصفة الذكورية وبعيدة كل البعد عن الإناث، ولكن هناك فتيات يحكين رواية قصة أول سيجارة لهن.
ضغوط الكلية
البداية مع روان على، طالبة بكلية الفنون الجميلة، والتى بدأت فى التدخين منذ حوالى عام بسبب ضغط تسليم تكليفات الكلية –على حد قولها- وتسرد حكاية أول سيجارة حيث تقول: أنا فى كلية الفنون الجميلة، ونقضى فى الكلية ساعات طويلة من الضغط النفسى والجسدى فى نفس الوقت، ونظل فى الكلية برفقة الزملاء لتسليم ما يطلب مننا، ومع الوقت يكون هناك القهوة والنسكافية اللتان لم يعدوا لهما جدوى، ورائحة السجائر الآن لم تعد كالسابق، فأصبحت بالشيكولاتة والفراولة وأشياء أخرى كثيرة، وهى سجائر مخصصة للسيدات، وبصراحة رائحة الشيكولاتة دفعتنى لطلب أول سيجارة من إحدى زميلاتى، وبصراحة أعجبت جدًا بطعمها، وفى نفس الليلة اشتريت علبة لى وظللت طوال الليل أشرب فى تلك السجائر، ومن وقتها احتسبت من المدخنات.
وتحكى علياء الطالبة بكلية التجارة، أن صورة دفعتها لتجربة أول سيجارة من صديق لها بالكلية حيث تقول: أنا فى كلية التجارة وبدأت أدخن منذ حوالى ٨ شهور، فوقتها كنا فى حفلة بساقية الصاوى وأحد أصدقائنا يلتقط لصديقه صورة وهو يدخن سيجارة ويخرج الدخان من فمه، وقتها لم ألتفت للموضوع، ولكن بعد أن رأيت الصورة أعجبت بها جدًا، وطلبت منه أن ألتقط صورة مثلها، وبالفعل بعد حوالى أربعة أيام التقينا فى نفس المكان، وأشعل لى سيجارة وقمت بالتقاط الصورة، ولكن بعد أن شربت السيجارة بالكامل حتى وصلنا للصورة المرجوة، وبعد ذلك بحوالى ٥ أيام أخذت من زميلة تدخن السجائر سيجارة جديدة بحجة التقاط صورة جديدة، ولكن مع الوقت كسرت حاجز الخجل أمام أصدقائى وأعلنت صراحة أمامهم أننى أدخن السجائر.
وتكمل: أنا بالأساس لا أصدق النسب التى تخرج على أن السيدات المدخنات هن أقل من ١٪ من المدخنين فى مصر، فأنا لدى صديقات كثر، وتقريبًا من بين كل ١٠ أعرف واحدة أو اثنتان يدخن السجائر أو الشيشة، وتحديدًا الشيشة التى أصبحت موضة فى مصر، ولكننى بعيدة عنها لما سمعته من أضرار مضاعفة لمن يداوم عليها.
تجربة
وتقول «نورهان. ك» ٢٥ سنة، إن أول سيجارة بالنسبة لها جاءت عن طريق «الشغل»، كنت أعمل فى فترة من الفترات فى شركة للتسويق، وكان صاحب الشركة يضع سجائره فى الثلاجة، وكانت لى زميلة فى الشغل تدخن السجائر وخطيبها على علم بذلك بدون أى اعتراض، فكنت كلما أذهب للشركة وأجد علبة السجائر الخاصة بالمدير موجودة فى الثلاجة، أجد زميلتى تسحب منها سيجارة لتدخنها، ويوم ما طلبت منها سيجارة لكى أجربها، وأعجبت جدًا بالدخان البارد الذى يخرج من السيجارة، ثم جربت الشيشة ولكننى لم أعجب بها، فعدت للسجائر وبدأت فى شراء سجائرى الخاصة.
وتتابع: أنا لا أرى التدخين للبنت تحديا للمجتمع أو حتى فرضا من السيدات لحقوق المساواة على الملأ، ولكنه ببساطة أمر أريده وفعلته، ولا يوجد أى شخص يمكن أن يمنعنى من ذلك، فأنا حرة ولا أخالف القانون فى شيء، وأنا أحترم حقوق الآخرين فى عدم التعرض للدخان، فأنا لا أدخن فى مكان مغلق أو بجوار الأطفال، وفى نفس الوقت أنا لا أدخن أمام والدى وأخى، رغم علمهما بموضوع تدخينى، ولكننى أحترم رفضهما لكونى أدخن وهما لا يدخنان السجائر ولا يطيقان رائحتها، كنوع من التقدير والاحترام.
تفرقة عنصرية
وتقول «س.م» عن أول سيجارة، «كنت أنظم مؤتمرًا فى الأقصر من فترة، وكان المسئول عن الحدث منزعجا من تدخينى ويرى أنه شيء سيئ جدا، فى حين كون الشباب يدخنون بالشغل عادى، وواحد منهم قال لى كيف لفتاة أن تدخن، البنات المفروض أضعف ولا تقدر على تحمل التدخين، وضحك وتابعت «لا أعرف من أين له بهذه المعلومة ولحقيقة أننى أخاف من التدخين فى الشارع أشعر دائما أن هناك من سيلتقط لى صورة وسينشرها على «فيسبوك»، فى نفس الوقت الذى يدخن فيه الرجال فى الشوارع دون حرج، لكننى جربت فى مرة، وكل الناس كانت بتتفرج على، فشعرت بضرورة إخماد دخان سيجارتى فى الحال، وهذا ليس خوفا منهم، ولكن احتراما لخصوصيتى، وأهلى عندهم علم بتدخينى».
أما الحبيب فى حياة «س.م» كان له رأى مختلف وحكت عنه قائلة: «فى فترة كنت مرتبطة بشخص رجعى جدا، عندما كنا نجلس مع أصدقاء، شباب وشبات كان يعزم عليهن ولكنه لم يكن يسمح لى بالتدخين أمامه، وكثير من الرجال مثله بالمناسبة، أنا من الشرقية وفى الأقليم كانت أمى تدخن داخل البيت فقط، وكان أبى يعلم بل ويحضر لها الكثير من السجائر المختلفة مع طلبات البيت، ولم أره يضايقها أبدا، وعندما علم أبى بتدخينى حزن قليلا ولكنه لم يضايقنى، وحزنه كان على صحتى وسمعتى لا أكثر».
قالت «ر.خ»، إن أول سيجارة كانت من علبة أبى، فأمى وأبى وخلاتى وجدتى وجدى وأعمامى كلهم يدخنون السجائر، وكانت أول سيجارة فى الابتدائية، لم أكن أملك سببا محددا لأفعل هذا، كان لحقيبة المدرسة بطانة مقفولة، فى الربع الأخير منها قطعت حتة صغيرة بالموس، وخبأت العلبة بداخلها، بقيت هناك لأسبوعين ربما مخبأة، إلى أن قررت أشربها أثناء استحمامى، وكان هذا فى بيت جدى وكان فيه حمام صغير، وفيه شباك صغير، طلعت فوق التواليت لأفتحه، وفضلت واقفة فوقيه بشرب السيجارة إلى أن انتهت ورميتها، وقفلت الشباك وبعدين خدت دش، أظن وقتها كان فضولا لا أكثر، من وقتها كان من وقت للآخر حينما أجد أبى تاركًا سيجارته فى الطفاية لو فيه مساحة كنت باخد نفس، وحتى مرحلة الإعدادية أنا وبنات خالتى كنا من وقت للتانى كل ٣ أو ٤ شهور نسرق سيجارة ونعمل عليها حفلة، بدأت أشرب سجائر رسمى وأشتريها وأبطل أسرقها فى ٢ ثانوى، أنا بشرب حوالى ٤ علب سجائر فى اليوم، وعموما بشرب السيجارة أسرع من أى حد يدخن، ده كان بسبب إنى من ٢ ثانوى لغاية ٣ كلية وأنا بشرب السجائر فى الخفاء، بطلع الشباك أشرب السيجارة بسرعة قبل أن يرانى إنسان، ودى عادة بقيت معى إلى الآن، «اتقفشت» أول مرة، وأنا فى أولى كلية، كنت خارجة وأصحابى فى الطريق جايين، قعدت فى كافيه مش بعيد أوى عن البيت، هوب لقيت بابا داخل علي الكافيه وأنا مولعة السيجارة والسجائر والولاعة على الطاولة، حد صاحبه رآنى وأخبره، بابا بيسألنى طبعا على السجائر قولتله مش بتاعتى، أنا أول ما شوفته رميت السيجارة، بس طبعا فات الأوان، بابا كلنى علقة على مدى ٤ شوارع، من الكافيه للبيت اتحبست فى البيت، كان بيودينى ويجبنى الكلية، مصروفى بقا ٢ جنيه بالكاد يكفى إذا احتجت أشرب عصير، وكان يقلنى فلا أحتاج للمواصلات، بعد شهرين حبسة ابتديت أنزل مع ماما ومتحركش من غيرها، واستمر الحال سنة، حاولت أعتذر لبابا ونتكلم، ماهو خلاص عاقبنى، ولكنه لم يهتم بمحادثنى، بعتله جواب مجبليش سيرة أنه قراه، مرة قولتله عايزة أتكلم معاك، قاللى اتكلمى مع أمك، يمكن لو كان اتكلم كويس وقتها واحتوانى كنت بطلت، بس أنا عندت معاه، ماكنش بيدينى مصروف أصحابى كانو بيجبولى سجاير، كان حابسنى، أصحابى كانوا بيحطولى السجائر فى حتة جنب الأسانسير وكنت بطلع أجبها وأنا بشرب فى البيت.
كان حابسنى وبيودينى الكلية، أصحابى كانو بيعدوا على ياخدونى نخرج ويرجعونى قبل ما هو ييجى.
فشل عاطفى
قالت «هــ. ل» التى تتبع نظاما غذائيا نباتيا، «فكرة التدخين جائتنى من أكتر من سنة، مريت بتجربة عاطفية فاشلة جدا وفشلها كسرنى جامد، فكرت أول حاجة أعملها أشرب سجائر، بس واحد صاحبى قالى بلاش سجائر خليكى فى الشيشة، السجائر هتبقى فى أيدك على طول إنما الشيشة هتقدرى تتحكمى فيها، الفكرة إن الشيشة طلعت أسهل من السجائر، كنت بنزل ٣ أيام فى الأسبوع مثلا عشان أشرب شيشة بس، عدت عليا أيام كنت بشرب كل يوم وعجبتنى الحقيقة، بعدين بطلتها كام شهر ورجعت أشرب بس قليل جدا، بالنسبة للسجاير كنت باخد نفس كل فين وفين من صحابى، لحد ما مرة واحدة صاحبتى فى الشغل قالت لى تاخدى سجارة قولت لها ماشى، خلصنا شغل ومشينا ف الشارع وشربناها، وللصدق لم أشعر بفارق كان عادى، بس حاليا بحس إنها بتطلع القرف اللى جوايا.