الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في يومه العالمي.. "السُل" جرثومة هوائية تتسبب في مقتل الملايين.. الصحة العالمية: المهاجرون واللاجئون الأكثر إصابة به.. وسوء التغذية والتدخين من أهم مسبباته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جرثومة هوائية، تتسبب في مقتل ملايين الأشخاص، ولعلها جرثومة أكثر "عنصرية"، فقد اختارت ضحاياها ممن يعانون، من الفقر، وفقدان العدالة، والمسكن الملائم، والحياة الآدمية، ليظهر مرض "السُل" مُعلنًا عن نفسه بأنه "مرض الفقراء".
وتحت شعار "اتحدوا من أجل إنهاء السل"، يحتفل العالم، اليوم الجمعة، باليوم العالمي لمكافحة مرض "السل"، والمقرر يوم 24 مارس من كل عام، ويهدف إلى بناء الوعي العام حول الوباء العالمي لمرض السل.
ويعد اليوم العالمي للسل، واحد من ثماني حملات صحية عامة عالمية رسمية، موجودة في منظمة الصحة العالمية. 
ويأتي الأحتفال هذا العام، بالتزامن مع العام الثاني لإطلاق حملة توعية، لمدة عامان بعنوان "اتحدوا من أجل إنهاء السل".
وتشدد المنظمة هذا العام في تركيزها على توحيد الجهود بعدم إهمال أي فصيل، بشأن العلاج دون تمييز أوتهميش.
وبحسب "المنظمة"، يصيب المرض المهاجرين، واللاجئين، والأقليات العرقية، وعمال المناجم، وغيرهم ممن يعملون ويعيشون في أوساط معرضة للخطر، والمسنّون، والنساء، والأطفال المهمشين، فضلًا عن عوامل سوء التغذية، وتدهور ظروف السكن، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل تعاطي التبغ، والكحول، وداء السكري.
ونقدم إليكم، خلال هذا التقرير، رحلة "مرض السل" من الاكتشاف حتى الوقاية:
- مرض السُل
هو مرض مُعدي، تسببه انتشار جرثومة بالرئتين عن طريق الغدد الليمفاوية ومجرى الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتسبب تلف وموت أنسجة العضو الذي تهاجمه.
وتستطيع، هذه الجرثومة، التعايش بشكل كامن داخل أجزاء الجسم، لذا فإن أغلبية الذين يتعرضون لجرثومة السل، لا تظهر عليهم أعراض المرض.
فى عام 1882، اكتشف عالم الميكروبات الألمانى "روبرت كوش" الأسباب الميكروبية لهذا المرض، الذي يُعد ثاني أكبر قاتل من حيث العدوى على الصعيد العالمى.
والبكتيريا المسئولة عن السل هي "المتفطرة السلية"، وينتشر هذا المرض من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتشر مرض السل في جميع أنحاء العالم، فملايين في السنة يعانون من المرض، ويُعد الشباب البالغين هم الأكثر إصابة، كما تُعد الدول النامية أكثر عرضة لمرض شعبها بهذا المرض بنسبة تتجاوز 95%.
ويصنف "السُل" بين أهم 3 أسباب وفاة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 - 44 عامًا.
وتتوقع الأمم المتحدة أنه سيتم القضاء على مرض السل بحلول عام 2025.

- أنواع السُل:
هناك نوعان من عدوى السل، النوع الأول هو السل الكامن، التي تكون فيه البكتيريا خاملة وغير نشطة، ولذلك لا تظهر أعراض، والشخص المصاب بالسل الكامن لا ينقله للآخرين، ويحسب منظمة الصحة هناك ملياري إنسان على وجه الأرض يعانون من السل للكامن.
أما النوع الثاني، فهو السل النشط، وفيه تنشط البكتيريا وتسبب الأعراض، كما أن الشخص يكون قادرًا على نقل العدوى للآخرين.
- أعراض المرض وعلاجه:
 بحسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية، تظهر عديد من الأعرض المرضية التي تشير بالإصابة بالسُل، ومنها السعال، والحمى، والتعرق الليلي، فضلًا عن فقدان الوزن.
وعند اكتشاف حالة سل نشطة، يجب أن يتم البدء بالعلاج سريعًا، باعتماد أدوية مضادة للسل، بحيث تعطى بطريقة معينة وعلى جرعات محددة، ويستمر العلاج لمدة لا تقل عن 6 أشهر، قد تصل إلى سنة، فضلًا عن المضادات الحيوية، والعلاجات، وأكثر الأدوية استخداما هي: "أيزونيازايدisoniazid، ريفامبيسين rifampicin، بيرازيناميد pyrazinamide، سبتربتوميسين streptomycin، إثامبيوتول. Ethambutol".
- علاج السُل بالأعشاب:
أصبح الاتجاه إلى العلاج بالأعشاب منشرًا، نظرًا لعدم تسببها في أعراض جانبية، كما تتسبب العلاجات الكيماوية، وإليكم بعض الأعشاب المُساهمة في علاج "السُل":
الثوم والبصل:
 قاتلة للجراثيم، فيمكن تناولهما مطهيان في الطعام، أو نيئين، ويمكن خلط عصير البصل مع العسل، وفي كل الحالات فهما منشطان لجهاز المناعة في الجسم. 
الفول السوداني:
تناول الفول السوداني مفيد جدًا في معالجة مرض السل.
العرعر: 
تنقع أوراق العرعر الطازجة في الماء، ويشرب مائها عدة مرات في اليوم، لعلاج السل الرئوي.
الحلبة: 
يشرب مغلي الحلبة 4 ملاعق يوميًا لتسكين سعال المصابين بالسل الرئوي.
الفرسيتيا:
 ينقع نبات الفرسيتيا في الماء المغلي لربع ساعة ثم يشرب فنجان منه يوميا لعلاج السل الرئوي وممكن ان يضاف اليه الردبكية وصريمة الجدي.
عرق السوس:
يشرب منقوع عرق السوس لعلاج السل لقدرته على قتل البكتيريا.
الحليب والعسل:
يشرب كأس من الحليب ممزوجا بملعقة كبيرة من العسل كل صباح لعلاج السل الرئوي.

السُل في مصر
فى مصر اجتمع عديد من الخبراء أن من أسباب انتشار مرض السل، هو انتشار الفقر، والعشوائيات، وتزايد أعداد المدخنين، كما أن "الشيشة"، قد تكون سببًا مباشرًا في الإصابة به.
وأعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن حوالى 01 ملايين مصري يستخدمون أحد أنواع التبغ منهم 3،61٪ يدخنون السجائر، و3،3٪ يدخنون الشيشة، و6،2٪ يستخدمون التبغ غير القابل للتدخين «التبغ الممضوغ».
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، وصل عدد المصريين المصابين إلى 8155 مصابًا بالمرض عام 2015.
وانخفضت معدلات الوفيات من السل فى مصر من 24 حالة لكل 100 ألف عام 1990 إلى 4 حالات عام 2015.
"الصحة العالمية" ترصد حالات مرضى السُل 
في عام 2015، أصيب بالسل أكثر من مليون طفل (تتراوح أعمارهم بين سنة، و14 سنة)، وتُوفي 170 ألف طفل من غير الحاملين لفيروس العوز المناعي البشري من جراء السل. 
ويزيد تعاطي التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت من جرائه.
وتعزى نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمي إلى التدخين.
وتم تسجيل أكبر ظهور لعدد من حالات السل الجديدة في آسيا، حيث تم تسجيل 61% من الحالات الجديدة على الصعيد العالمي، تليها أفريقيا حيث سجلت 26% من الحالات الجديدة مقارنة بالسكان وهي 280 حالة لكل 100ألف من السكان في عام 2015.
وفي عام 2012، انخفض عدد الأشخاص الذين توفوا بهذا المرض من 8.6 مليون شخص إلى 1.3 مليون شخص، ومعظمهم من دول العالم الثالث.
فرنسا تبعث الأمل من جديد 
نجح فريق من الباحثين الفرنسيين فى معهد "باستير دو دليل"، في تطوير مضاد حيوي قديم يعرف باسم "ايبوناميد" المُستخدم فى علاج مرض السل، وذلك في أعقاب وصول الوفيات لنحو 1.4 مليون شخص فى أنحاء العالم فى 2015.
وكان الفريق الطبي، برئاسة الدكتور نيكولا فوزيرس، في مستشفى لابيتيه سالبتريار الفرنسية، أوضح أنه مع وصول مقاومة المضادات الحيوية لذروتها فى السبعينيات من القرن الماضي، خاصة مع مضادي "ريفامبيسين" و"ايزونيازير" المكافحين لمقاومة البكتيريا المسببة للسل، تم حل المشكلة، لتعود للظهور مرة أخرى في الدول النامية مطلع 1990، حيث تتنامى مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بمعدلات أعلى فى عام 2015، ليصاب 10،4 مليون شخص، من بينهم 500 ألف عانوا من سل متعدد المقاومة، ليلقى 250 ألف شخص حتفه سنويًا، متأثرًا بالمرض، فيما تعهدت منظمة الصحة العالمية بالقضاء نهائيًا على مرض السل فى 2035.
الوقاية من المرض
تُعد فترة النقاهة، التي تلحق فترة العلاج من المرض، من أهم الفترات التي يمر بها المريض، لذا يجب الاهتمام بعدة نقاط، حددتها المنظمة العالمية للصحة للوقاية من المرض:
- الاهتمام بالنظافة الشخصية للمريض وللسليم وغسل الأيدي والأدوات.
- يجب إعطاء الأطفال التطعيم الواقي من السل في موعده. 
- الامتناع عن تعاطي المشروبات الكحولية والتدخين.
الاهتمام بالأغذية السليمة العلاج وخاصة الكالسيوم اللازم لمقاومة لمرض السل.
- ممارسة الرياضة الخفيفة وخاصة رياضة المشي.
- تهوية المنزل وخاصة مكان تواجد المريض وتعريضه للشمس.