الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

روح شريرة في المدارس.. إصابة 3424 طالبًا في أقل من عام.. الجاني وجبات مدرسية والمسئول مجهول.. برلمانية: فساد فوق الوصف.. ومراقبون: تهريج وإهدار لأموال الدولة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مازالت كوارث الوجبات المدرسية تضرب أطفالنا في المدارس الأمر الذي يشير إلى أنها لم تعد ظاهرة مثيرة للإزعاح فحسب وإنما واقع مرعب يهز كيان وعقل الكثير من الأسر المصرية على أبنائها.


ورغم تكرر تلك الوقائع التي تحدث بصورة دورية، إلا إنه تخرج علينا تصريحات عجيبة من بعض المسئولين مبررة الظاهرة "أن الأطفال تعرضوا للإيحاء وأن هناك حالة من توهم المرض" مؤكدين على احتواء الأزمة بعد علاج عشرات الأطفال الذين تعرضت حياتهم للخطر داخل المستشفيات وأن حالة الأطفال مستقرة، ليتم إسدال الصدار على تلك الوقائع وكأن شيئا لم يكن لتتكرر الواقعة في اليوم التالي.
إحصائيات خطيرة حول الظاهرة:
الملاحظ أن الظاهرة أصبحت تشكل كارثة لا يمكن السكوت عنها فبحسبة صغيرة يصل عدد الطلاب المتسممين إلى 3424 طالبا خلال فترة محدودة لا تتجاوز بضعة أسابيع.


مؤخرا وقع حادث خطير حيث أصيبت العشرات من الأطفال بـمحافظة السويس وبحسب الأرقام الرسمية وصل عدد الطلاب المصابين إلى 67 طالبا نتيجة تناول البسكويت المدرسى وتزامن ذلك مع إصابة 40 طالبة بأعراض اشتباه تسمم اليوم في محافظة أسوان وتم نقلهن إلى المستشفى المركزي لتلقي العلاج اللازم وكإجراء وقائي لجئت محافظة أسوان إلى إيقاف مشروع التغذية داخل المدارس ولتكرار حالات التغذية وهو ما يعد أول اجراء إيجابي يتم اتخاذه منذ بداية الكارثة التي ضربت المدارس.
والواقع أنه رغم ذلك إلا إن الظاهرة شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الأخيرة بصورة تكاد شبه يومية والشاهد على ذلك حالات الرصد التي تقع بين الحين والآخر.


في محافظة المنوفية أمس تسمم 85 طالبا وسادت حالة من الذعر في قرى الباجور التابعة للمحافظة.
الطامة الكبرى والنسبة الأعظم من الإصابات كانت قبل أيام وجاءت عقب تسمم عدد من الطلاب بمحافظة سوهاج وصل عددهم إلى 2500 طالب وقبل ذلك تعرض‏ 179‏ تلميذًا بالمنيا للتسمم من قبل بملوي وقبل ذلك بأيام قليلة تكررت المأساة بمحافظة الشرقية وتسمم 45 طفلًا بعد تناولهم بسكويت مدرسي، كما اشتبه بإصابة 114 حالة، وقبل ذلك بمحافظة البحر الأحمر 36 تلميذًا وتلميذة أصيبوا بالقيء.

الإحصائيات تشير إلى أن تكلفة الوجبات المدرسية تتجاوز المليارات وزارة التربية والتعليم سبقت أن أعلنت بداية الموسم الجاري عن تطبيق مشروع الوجبة المدرسية بتكلفة تصل إلى 8 مليارات جنيه لتقديم التغذية على مدار 150 يومًا. 
لم تذكر لوزارة المعايير والصلاحيات للوجبات تلك، تفضل الوزارة وكالعادة التصريحات الوردية، في حين نستيقظ على كوارث وتسمم وبكاء أولياء الأمور، واتهامات ضد الوزارة بفساد الوجبات المدرسية. 



وصفت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الوضعبـ الاهمال ، لافتة إلى أنه منذ تولي الدكتور الهلالي الشربيني لحقيبة وزارة التربية والتعليم وانهال مجلس النواب عليه بطلبات الإحاطة لمعرفة أسباب فساد الوجبات المدرسية وتكرر تسمم الطلاب بالمدارس ولكن الوزير لم يخبر البرلمان بنتائج التحقيقات.
ولفتت نصر إلى أن تكرار التصريحات الخاصة يؤكدا أنه يوجد إهمال فوق الوصف وفساد غير عادي في الوجبات المدرسية وهو ما يجب أن نشعر به على حد وصفها، مستنكرة خروج تصريحات غير مقنعة من بعض المسئولين مثل الإدعاء أن أطفال الشرقية توهموا المرض، فليس من الطبيعي أن يتوهم 45 طالبا بتعرضهم للتسمم وهو ما تعد ردود غير منطقية لا يصح خروجها من مسئول.
وأشارت نصر إلى أنه من المقرر تقديم طلبات إحاطة لوزير التربية والتعليم الحالي الدكتور طارق شوقي بجانب طلبات إحاطة للمحافظين كذلك باعتبار المدارس تحت سلطتهم، مشددة على أنه من المقرر أن تتخذ لجنة التعليم بالبرلمان إجراء شديدا حول ذلك الصدد وتشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة أسباب الأزمة الخطيرة التي تتعلق بحياة أبنائنا داخل المدارس، مضيفة أنه لابد تغيير منظومة التفكير في منظومة التغذية المدرسية ووضع حلول مختلفة مثل أن تكون التغذية للفئات التي تحتاج تلك الوجبات.



وعلق الدكتور مروان سالم، الباحث فى الغذاء والدواء،قائلا :" تهريج وإهدار لأموال الدولة"،  مستنكرا تكرار حوادث تسمم الأطفال التي تتكرر وكأن شيئا لم يحدث ولا يتعلم المسئولين للأسف من تلك الأخطاء الخطيرة التي قد تودي بحياة أبنائنا على حد وصفه.
ولفت سالم إلى أنه في الوقت نفسه فوجود تلك الوجبات الفاسدة يشي بغياب الاهتمام بصحة التلاميذ ووجود طرف لا يدرك طبيعة ما قد يحدث للأطفال بسبب إغفال معايير السلامة الغذائية وهو ما قد يهدر على الدولة الملايين من الأموال بسبب عزوف الطلاب عن تناول الوجبة المدرسية خوفا من فسادها.
 وشدد سالم على أن ما يحدث داخل المدارس يحتاج إلى حلول حاسمة لأن تكرار نفس الوقائع أمر يؤكد على أن الوجبات المدرسية تخزن بصورة غير صحية وتفتقر لمعايير الأمان الصحي اللازم توافره في تلك الوجبات، حيث من المفترض أن يكون هناك ثلاجات أو مخازن خاصة تحفظ بها الوجبات حتى يتم تسليمها إلى التلاميذ وإلا فالطعام يتلف ويؤدي للإضرار بالمعدة.
 وأوضح: عدم تخزين الوجبات المدرسية داخل ثلاجات يعرض الوجبات للرطوبة فيحدث للطعام حالة من العفن الذي يضر بمعدة الطلاب ويسبب لهم التسمم علاوة، مستنكرا عدم اتباع الأساليب العلمية في التغذية وإعطاء الطلبة أطعمة منتهية الصلاحية وهو أمر يؤكد غياب الرقابة الصحية على الغذاء ويؤكد على أن الأمر يدار بصورة غير صحية على حد وصفه.
وشدد سالم على ضرورة وجود رقابة مشددة على الوجبات التي يتم ادخالها للتلاميذ بالمدارس بالإضافة إلى متابعة تعامل وزارة التربية والتعليم مع الشركات الغذائية والتأكد من مطابقة المعايير والمواصفات، لافتا إلى أن غياب الرقابة وتشغيل نظام الوجبات بـ "الحب" بعدم وجود رقابة أدى إلى وقوع تلك الحوادث الخطيرة التي قد يقع أبنائنا ضحايا لها.

من جانبه قال الدكتور رضا مسعد، مساعد وزير التربية والتعليم الأسبق، إن مشكلة التغذية المدرسية سببه أن وزارة التربية والتعليم لا يوجد لها مصنع لتغذية الطلاب فتتجه الوزارة للتعامل مع مصانع وزارة الزراعة وعلى شركات تغذية القطاع الخاص، لافتا إلى أن المشكلة تحدث لتوريد أغذية سيئة للعديد من الأسباب من بينها عدم وجود مخازن صالحة وبلا تهوية واحيانا ما يتم توزيع الوجبات بعد أسبوعين من تسليمها وهو ما يؤدي إلى فسادها وتلفها.
ولفت مسعد إلى أن الوزارة تحتاج لوجود جهة مسئولة عن تخزين أغذية الطلاب وللرقابة عليها، مؤكدا على أن عدم وجود مصانع للوزارة إلا بعض المراكز الخاصة بإنتاج طلبة الثانوية الزراعية ولكنها لا تكفي فيجب زيادتها وخاصة أنها تجربة ناجحة في بعض الأماكن.