الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سماسرة الزبالة..رجال أعمال وقيادات بالحكم المحلي ومكاتب توريدات..مصر تنتج 48 مليون طن قمامة سنويا..الصين تستورد 12 مليون نصفها مخلفات بلاستيكية بـ 3 مليارات جنيه.. خبراء: تعيد تصنيعها "لعب وملابس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مصر تجارة اخرى مربحة، يديرها رجال أعمال وقيادات بالحكم المحلي ومكاتب توريدات، تتركز التجارة في تصدير القمامة لبلاد بره، الأرقام تقول إن مصر تنتج 48 مليون طن قمامة سنويا، الصين فقط تستورد 12 مليون نصفها مخلفات بلاستيكية بـ 3 مليارات جنيه، وماذا تفعل الصين بزبالة القاهرة ؟، والاجابة علي لسان خبراء:" تعيد تصنيعها ملابس رياضية ولعب أطفال وتصدر لاحقا إلى مصر بأسعار خيالية ".



خلال حفل إطلاق البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة في يناير الماضي 2017، أعلن الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، أن مصر تنتج سنويا 70 مليون طن قمامة بكل صورها منها 22 مليون طن مخلفات زراعية وصرف صحى، وأن مصر تنفق سنويا 2 مليار و300 مليون جنيه للتخلص منها ونحتاج لزيادة المبلغ الى 3 مليارات و300 مليون جنيه، مضيفا أن التخلص من المخلفات لا يتخطى 50 % لأن الجزء الاكبر ينفق على رواتب العاملين، مؤكدا أن الحكومة وضعت خطة عاجلة بتمويل 3 مليارات ونصف لدعم جمع ونقل وإدارة المحطات الوسيطة ومقالب القمامة.
وكشف بحث للمجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة ثينك تانك للحلول التنموية، أن مصر تنتج 17 مليون طن من المخلفات الصلبة سنويا، حيث يقدر الانتاج اليومي بحوالي 43 ألفا و835 طنا ورفعها من القاهرة يحتاج نصف مليار جنيه سنويا.
وأكدت الدكتورة فاطمة محسن رئيسة جهاز تنظيم وإدارة المخلفات بوزارة البيئة، أنهم قاموا بتأهيل مصانع تدوير القمامة فى 7 محافظات وهى القليوبية والمنيا وسوهاج واسيوط وقنا وبورسعيد والإسماعيلية، مضيفة أن كل ما ينفق على منظومة القمامة فى مصر 2 مليار و187 مليون جنيها ونحن نحتاج 3 مليارات و200 مليون جنيه لأداء الخدمة سنويا بنسبة 80 % جمع ونقل وتدوير للقمامة 
ولفت دراسة صادرة عن المجلس التصديري للكيمياء،إلي أن ثروات مصر من البلاستيك والدشت والورق وكسر الزجاج يتم تصديرها للصين بأبخس الأسعار ثم تقوم الصين بإعادة تدويرها وتصنيعها وتصديرها لنا بأغلى الأسعار وقد طالب المجلس برفع رسم الصادر على هالك هذه الخامات، وأن جامعي القمامة يتحكمون فى سعر بيع هذه الخامات للمصانع ويرفضون بيعها بأقل من سعر تصديرها للخارج.
فيما قدرت قيمة المخلفات الصلبة فى القمامة سنويا بحوالي 6 مليارات جنيه منها 3 مليارات جنيه فقط لمخلفات البلاستيك التي يتم تصديرها للصين، ليعاد تصنيعها مرة اخرى وتصنع منها العاب الاطفال كالفوانيس وغيرها وايضا بعض الملابس الرياضية والبوليستر وبوديهات الاجهزة الكهربائية،
وأكدت تقارير بيئية أن اكثر الدول التي تستورد مخلفات مصرية هى الهند يليها الصين والتى تستورد من مصر بما يقدر 12 مليون طن سنويا اغلبها من المخلفات البلاستيكية، وأن الصين تطمح فى اقامة مصانع صينية على الأراض المصرية بدلا من الاستيراد ثم اعادة التصدير لمصر المنتجات المعاد تدويرها 
و كشفت إحصائية لشعبة البلاستيك بالغرفة الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية بالتعاون مع مركز تكنولوجيا البلاستيك وجمعية اسكولوما بلاست الايطالية عن أن مصر تفقد مليون طن من المخلفات البلاستيكية سنويا وهى تقدر بحوالي ‏5‏ مليارات جنيه سنويا مهدرة‏. 
‏وجاء بالدراسة أنه يتم تدوير فقط 20 % من هذه الكمية والباقي يكون مصيره النفايات أو الحرق بالإضافة إلى تصدير نسبة أيضا إلى عدة دول بأسعار رخيصة جدا وتقع الصين على قائمة هذه الدول.



وقال سيد فكرى، صاحب مصنع ملابس بالقاهرة، إن جامعي القمامة يقومون بجمع المخلفات البلاستيكية كالخيوط البوليستر وغيرها من المواد البلاستيكية من الشوارع والمصانع ثم يقومون بإرسال هذه المواد الى شركات تقوم بتصديرها للصين لان الصين تقوم بإعادة تدوير هذه المواد البلاستيكية وتصنع منها زجاجات بلاستيكية وأيضا تدخل بعض المواد البلاستيكية فى تصنيع ملابس البوليستر كالملابس الرياضية وايضا تصنع منها لعب الاطفال زاهية الالوان ثم تقوم بتصديرها لمصر مرة أخرى لبيعها بأسعار اعلى اضافة الى أنها ضارة على صحة الانسان.
ورأى تامر المفتي، صاحب كسارة لتكسير المواد الصلبة، أننا نقوم بتكسير المواد البلاستيكية الالوان الفاتحة والبيضاء وحدها والغامقة وحدها ثم يتم طحنها، إضافة إلى أننا نقوم بتجميع عل الكانز والمواد العدنية الاخرى وحدها ثم نقوم ببيع كل منتج وحده الى شركات وتجار كبار منهم من يقوم بتصدير هذه المواد وخاصة البلاستيكية الى الصين لتقوم بإعادة تدويرها وتصنيع مواد اخرى منها لتصدرها لمصر مرة اخرى.
أضاف المفتي، ان بعض التجار يقوم بتوريد هذه المواد التى تم تكسيرها وطحن بعضها الى مصانع بداخل مصر تصنع منها منتجات اخرى كالزجاجات البلاستيكية وزجاجات المياه المعدنية وزجاجات الزيت وغيرها ومنها ما يدخل فى صناعات بلاستيكية اخرى كالكراسي والجرادل والمستلزمات المنزلية.
يذكر ان المصري سعد عطا الله يعد أبرز مصدري مخلفات القمامة للصين، يعمل فى مجال تجميع القمامة فى منشية ناصر نجح فى هذا المجال خلال السنوات الماضية، وقد أجرت مجلة دير شبيجل الالمانية معه حوارا قبل عام، قال فيه أنهم يقومون بتجميع المواد البلاستيكية من القمامة ثم ينقلها للإسكندرية ثم يتم شحنها للصين لتقوم الشركات الصينية بإعادة تدويرها وصناعة الملابس الرياضية منها.
ورغم أن وزارة الصناعة والتجارة الخارجية عام 2013 قد أوقفت تصدير مخلفات البلاستيك PET الذى يقوم بتصديره بعض تجار وجامعوا القمامة الى الصين تلبية لاحتياجات مصانع البلاستيك الملية لمدة 6 أشهر تقريبا، وفرضت الوزارة رسم صادر قدره 1600 جنيه على الطن إلا ان ذلك لم يمنع قيام بعض التجار بتصدير مخلفات البلاستيك للصين،وجاء بالبيان، أن استثمارات مصانع البلاستيك المحلية المصرية تصل الى 700 مليون جنيها وعدم توفير تلك المخلفات لها يعرضها لخسائر.
وقال عادل شكر، متعهد نظافة وأحد العاملين فيها، أن الشركات الصينية يقومون باستيراد بعض المخلفات الصلبة فى القمامة كزجاجات المياه المعدنية والكانز الصفيح وبعض أنواع البلاستيك ثم يقومون بتدوير هذه المواد ويعيد بيعها للدول الاخرى الاوروبية ومصر ايضا لانهم يصنعون الجاكيت الجلد من مخلفات القمامة البلاستيكية. 
بينما عمرو على دياب، الخبير في تدوير القمامة، قال أن الصين كانت تستورد من شركات جمع القمامة والتجار فى مصر بعض المخلفات كالكانز لان بعض معلبات الكانز مصنعه من الالومنيوم وبعضها من الصفيح، مضيفا أن بعض التجار يقومون بصهر هذه الكنزات فى مسابك ثم تكون على هيئة سبيكة ثم تصدر للخارج بهذا الشكل الى الصين.