الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دخان إلحاد.. أشعل توترًا في عش الزوجية.. 6500 قضية لزوجات يطلبن الطلاق بسبب إلحاد أزواجهن.. متخصصون: ضعف المؤسسات الدينية سبب.. قانونيون: لا توجد عقوبة له في القانون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطر جديد يزحف على عش الزوجية، دخان إلحاد يُخيم على سماء الأزواج في مصر، آلاف من دعاوى الطلاق تم تحريكها بالمحاكم من زوجات ضد أزواجهن بسب إلحادهم، الأخطر أن دراسة حديثة ادعت أن نسبتهم في مصر تجاوز الـ" 2 مليون ملحد"، الأزهر ينفي ويؤكد أن الرقم مبالغ فيه، لكن الواقع يقول العكس بحسب اجتماعيين رصدوا ظاهرة الطلاق من زوج علماني أو رجل ملحد، وانتهوا إلى أن الفضائيات وضعف الثقافة وكذب الجماعة الإرهابية وضعف دور المؤسسات الدينية والأسرة أبرز الأسباب.
وكشفت الإحصائيات عن تلقي محكمة الأسرة 6500 دعوى قضائية من زوجات يطلبن فيها الطلاق من أزواجهن بسبب إلحادهم، مؤكدة أن قضايا الخلع فى مصر بسبب الإلحاد زادت بنسبة 30% فى نهاية عام 2016 حيث لم تكن تلك الدعاوى موجودة قبل خمس سنوات.
وأوضحت دراسة صادرة عام 2013 عن مؤسسة بورسن مارستليرد الواقعة فى نيويورك والمتخصصة فى دراسات الأديان والإلحاد، أن نسبة الإلحاد فى مصر وصلت إلى 3% وهو يقدر بنحو يزيد على 2 مليون ملحد، ولفتت الدراسة إلى أن الملحدين فى مصر لا يظهرون معتقداتهم علنًا مراعاة لشعور أسرهم والمقربين منهم وحرصًا على مظهرهم الاجتماعى، وأنهم لا يعترفون بالأديان.
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الأزهر أجرى بحثًا على ظاهرة الإلحاد على 6 آلاف شاب ووجد أن منهم 12.5% ملحدين وهى نسبة مرتفعة جدًا، حيث إن النسبة كانت لا تتخطى 1% في السابق.

غير أن الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، له كلام آخر، حيث قال إن مركز "ريد سى" التابع لمعهد جلوبال قال إن عدد الملحدين فى مصر وصل إلى 688 ملحدًا، ورغم صغر هذا الرقم إلا أنه يعتبر هو الأعلى فى الدول العربية، مضيفًا أن المركز رصد عدد الملحدين فى الدول العربية وهم 34 ملحدًا فى ليبيا، و70 بالسودان، و32 فى اليمن، و320 فى تونس، و56 فى سوريا، 242 بالعراق، و178 بالسعودية، 170 بليبيا، و325 بالمغرب.
فيما أصدر الملحدون مجلة شهرية إلكترونية تسمى "أنا أفكر" وقد صدر منها 12 عددًا ورقيًا يرأس تحريرها اسم شخص مستعار، والذين يؤكدون أنهم ألحدوا لأن أكثر المناطق فى العالم تخلفًا ودموية وحروبًا وجهلًا هى المناطق التى ينتشر بها التدين، كما ظهرت مواقع كثيرة لهم على مواقع الإنترنت منها ملحون بلا حدود، ومجموعة اللادينيين، وجماعة الإخوان الملحدون، وملحدون ضد الأديان، الملحدين المصريين.
كما أطلق الملحدون إذاعة تحت اسم "إذاعة الملحدين العرب"، وأيضًا أنشأوا قناة على اليوتيوب تحمل نفس الاسم "قناة الملحدين العرب".



فيما يظل السؤال.. وهل يمكن تطليق الزوجة من زوجها بسبب الإلحاد؟، ويجيب الدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، أن اختلاف الديانة يؤدى إلى قبول المحكمة لدعوى الزوجة للطلاق من زوجها أو طلاق الرجل لزوجته لو غيرت دينها، مضيفًا أن هناك حالات كثيرة ألحدت ولم تعلن عن نفسها، مضيفًا أنه حتى تقبل المحكمة الدعوى وتحكم بالطلاق لا بد أن تأتى الزوجة التى رفعت الدعوى بدليل إلحاد زوجها وإذا دخل زوجها أمام المحكمة وأنكر إلحاده ونطق الشهادتين، فسترفض الدعوى هنا، وهنا قد يجوز شهادة الشهود أو أن تأتى الزوجة بكتاباته على صفحات التواصل الاجتماعى أو كتاباته فى أوراق أو غيرها من الأدلة التى تثبت إلحاده.
أضاف عامر، أن عدد الملحدين فى مصر وصل لنصف مليون ملحد تقريبًا وفقًا للإحصائيات والدراسات، وتابع أن أعدادهم زادت بعد ثورة يناير بشكل كبير لأنهم كانوا يخشون إعلان إلحادهم من قبل، هذا بالإضافة إلى أن هناك مِلَلًا أخرى لم تعلن عن نفسها وبعد ثورة يناير أعلنت عن نفسها كالبهائيين والشيعة والزيدية وغيرها.
وقال عامر، إن القانون المصرى لا توجد به عقوبة للإلحاد الذى يسمى فى الإسلام حد الردة، ولكن توجد عقوبة لمن يتطاول على الأديان ولكن خروجه من دينه ودخوله فى دين آخر أو خروجه من دينه دون أن يدخل فى ديانة أخرى لا يوجد لها عقوبة فى القانون المصرى، موضحًا أن الأسباب الرئيسية وراء ظهور الملحدين فى مصر هى بعض الممارسات التى خرجت بعد ثورات الربيع العربى من التيارات الدينية كداعش وتصرفاتهم السيئة كاستباحة القتل وإراقة الدماء وطريقة إعلان القتل نفسها أدت لاستنفار كثير من الناس وبداية تشكيكهم فى الدين الإسلامى، إضافة إلى أن الدعاية الإعلامية الكبيرة لما يفعله داعش وغيره وأن وصول الإسلاميين للحكم سيؤدى لتدمير البشرية كل هذا أدى لخروج البعض من الإسلام وإلحادهم. 

ويكشف الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع، أن الإلحاد وراءه أربعة أسباب، أولها صدمة الشعب المصرى فى صوة الإسلام الذى صوره لهم الإسلاميون من خلال حكم الإخوان المسلمين، مضيفا أن الشعب كان ينظر إلى الإخوان على أنهم رجال دين ويقومون بأعمال خيرية ويهدون الناس إلى الدين وإلى الآخرة وعندما ظهرت حقيقتهم أثناء حكمهم وبعد فترة حكمهم جعل بعض الشباب قليلي الثقافة الدينية أن يفقد ثقته فى الدين، مؤكدًا أن الإخوان أظهروا أنهم طلاب حكم وليسوا طلاب الآخرة.
أضاف رجب، أن السبب الثانى لانتشار الإلحاد هو انتشار الفضائيات الدينية التى تهتم بتكفير الآخر والتشديد عليه فى حياته بأساليب متشددة دون العمل بجوهر الإسلام بينما الدين الاسلامى مرن، موضحًا أن السبب الثالث يتمثل فى ان الخطاب الدينى الرسمى سطحى جدا مهما قال الأزهر والأوقاف أنهم يحاولان التطوير والتجديد لكن كل هذا لم يلمس الواقع بشيء، موضحًا أنه فى المناطق العشوائية والريف والصعيد يلجأ بعض الخطباء لإشعال النار تحت الرماد ولا توجد سيطرة على الخطاب الدينى وضعف الخطاب يجعل بعض الشباب الذى يسمع بعض الخطب بها خرافات ليست من الإسلام ما يجعله قد يلحد.
تابع رجب، أن الانفتاح المعلوماتى الهائل الذى لا يواجهه مضادات ثقافية كشبكة الإنترنت ومحطات فضائية بلا سقف فى إشاعة الإلحاد والتشكيك فى الدين الإسلامى والشباب لا توجد لديه ثقافة ولا بديل، فمن السهل جدًا أن يهتز عقائديًا ويلحد ويخرج من الإسلام، مؤكدًا أنه من المستحيل تقديم أى رقم حقيقى للملحدين فى أى دولة لأن مَن يلحد لا يعلن عن نفسه لأنها عقيدة لا يظهرها صاحبها فهى مثل الشواذ مثلا، فالشاذ جنسيًا لا يعلن عن نفسه ولو أعلن شخص فالآخرون لن يعلنوا.



ورأى الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، أن الإلحاد ليس ظاهرة فى مصر لأن الظاهرة تعنى نسبًا كبيرة فى المجتمع تقترب من 50% ولكن الإلحاد نسبته فى مصر ليست كبيرة حتى نقول عليه ظاهرة، مضيفا أن تنامى الإلحاد غير حقيقى إنما هو تنامى ظاهرى لأن الملحدين يستطيعون الدخول على مواقع التواصل الاجتماعى ويوهمون الناس أن أعدادهم كبيرة بالمنشورات الضالة، مضيفًا أنه ليس معنى أن الزوج يرفع دعوى على زوجته لتطليقها أو العكس بزعم أنها ألحدت أو أنه ألحد فهذا ليس سببًا فى أنها أو أنه ملحد فقد يكون هذا اتهام باطل منها حتى تطلق منه.
أضاف عبدالجليل، أن دار الإفتاء عندما تحدثت عن أعداد الملحدين فى مصر وقالت إنهم مئات وليس بالآلاف، مضيفًا أن هؤلاء الملحدين بشر مفطورين على التوحيد ولكنهم اتبعوا أهواءهم وشياطينهم، موضحًا أن التعمق فى العلوم الدنيوية والفلسفة سيؤكد وجود الله، كما أن التفكر فى الآيات الكونية يؤكد ذلك، مضيفًا أنه فى مكاتبنا عندما يزورنا الملحدون ويتناقشون معنا يصعب عليهم إثبات أنه لا إله، مؤكدًا أن سوء التربية والتعليم هو أحد الأسباب للإلحاد والإدمان والتطرف وكلها وجوه لعملة واحدة.