وكشفت الإحصائيات عن تلقي محكمة الأسرة 6500 دعوى قضائية من زوجات يطلبن فيها الطلاق من أزواجهن بسبب إلحادهم، مؤكدة أن قضايا الخلع فى مصر بسبب الإلحاد زادت بنسبة 30% فى نهاية عام 2016 حيث لم تكن تلك الدعاوى موجودة قبل خمس سنوات.
وأوضحت دراسة صادرة عام 2013 عن مؤسسة بورسن مارستليرد الواقعة فى نيويورك والمتخصصة فى دراسات الأديان والإلحاد، أن نسبة الإلحاد فى مصر وصلت إلى 3% وهو يقدر بنحو يزيد على 2 مليون ملحد، ولفتت الدراسة إلى أن الملحدين فى مصر لا يظهرون معتقداتهم علنًا مراعاة لشعور أسرهم والمقربين منهم وحرصًا على مظهرهم الاجتماعى، وأنهم لا يعترفون بالأديان.
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الأزهر أجرى بحثًا على ظاهرة الإلحاد على 6 آلاف شاب ووجد أن منهم 12.5% ملحدين وهى نسبة مرتفعة جدًا، حيث إن النسبة كانت لا تتخطى 1% في السابق.
فيما أصدر الملحدون مجلة شهرية إلكترونية تسمى "أنا أفكر" وقد صدر منها 12 عددًا ورقيًا يرأس تحريرها اسم شخص مستعار، والذين يؤكدون أنهم ألحدوا لأن أكثر المناطق فى العالم تخلفًا ودموية وحروبًا وجهلًا هى المناطق التى ينتشر بها التدين، كما ظهرت مواقع كثيرة لهم على مواقع الإنترنت منها ملحون بلا حدود، ومجموعة اللادينيين، وجماعة الإخوان الملحدون، وملحدون ضد الأديان، الملحدين المصريين.
كما أطلق الملحدون إذاعة تحت اسم "إذاعة الملحدين العرب"، وأيضًا أنشأوا قناة على اليوتيوب تحمل نفس الاسم "قناة الملحدين العرب".
وقال عامر، إن القانون المصرى لا توجد به عقوبة للإلحاد الذى يسمى فى الإسلام حد الردة، ولكن توجد عقوبة لمن يتطاول على الأديان ولكن خروجه من دينه ودخوله فى دين آخر أو خروجه من دينه دون أن يدخل فى ديانة أخرى لا يوجد لها عقوبة فى القانون المصرى، موضحًا أن الأسباب الرئيسية وراء ظهور الملحدين فى مصر هى بعض الممارسات التى خرجت بعد ثورات الربيع العربى من التيارات الدينية كداعش وتصرفاتهم السيئة كاستباحة القتل وإراقة الدماء وطريقة إعلان القتل نفسها أدت لاستنفار كثير من الناس وبداية تشكيكهم فى الدين الإسلامى، إضافة إلى أن الدعاية الإعلامية الكبيرة لما يفعله داعش وغيره وأن وصول الإسلاميين للحكم سيؤدى لتدمير البشرية كل هذا أدى لخروج البعض من الإسلام وإلحادهم.
أضاف رجب، أن السبب الثانى لانتشار الإلحاد هو انتشار الفضائيات الدينية التى تهتم بتكفير الآخر والتشديد عليه فى حياته بأساليب متشددة دون العمل بجوهر الإسلام بينما الدين الاسلامى مرن، موضحًا أن السبب الثالث يتمثل فى ان الخطاب الدينى الرسمى سطحى جدا مهما قال الأزهر والأوقاف أنهم يحاولان التطوير والتجديد لكن كل هذا لم يلمس الواقع بشيء، موضحًا أنه فى المناطق العشوائية والريف والصعيد يلجأ بعض الخطباء لإشعال النار تحت الرماد ولا توجد سيطرة على الخطاب الدينى وضعف الخطاب يجعل بعض الشباب الذى يسمع بعض الخطب بها خرافات ليست من الإسلام ما يجعله قد يلحد.
تابع رجب، أن الانفتاح المعلوماتى الهائل الذى لا يواجهه مضادات ثقافية كشبكة الإنترنت ومحطات فضائية بلا سقف فى إشاعة الإلحاد والتشكيك فى الدين الإسلامى والشباب لا توجد لديه ثقافة ولا بديل، فمن السهل جدًا أن يهتز عقائديًا ويلحد ويخرج من الإسلام، مؤكدًا أنه من المستحيل تقديم أى رقم حقيقى للملحدين فى أى دولة لأن مَن يلحد لا يعلن عن نفسه لأنها عقيدة لا يظهرها صاحبها فهى مثل الشواذ مثلا، فالشاذ جنسيًا لا يعلن عن نفسه ولو أعلن شخص فالآخرون لن يعلنوا.
ورأى الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة
الأوقاف الأسبق، أن الإلحاد ليس ظاهرة فى مصر لأن الظاهرة تعنى نسبًا كبيرة فى
المجتمع تقترب من 50% ولكن الإلحاد نسبته فى مصر ليست كبيرة حتى نقول عليه ظاهرة،
مضيفا أن تنامى الإلحاد غير حقيقى إنما هو تنامى ظاهرى لأن الملحدين
يستطيعون الدخول على مواقع التواصل الاجتماعى ويوهمون الناس أن أعدادهم كبيرة
بالمنشورات الضالة، مضيفًا أنه ليس معنى أن الزوج يرفع دعوى على زوجته لتطليقها أو
العكس بزعم أنها ألحدت أو أنه ألحد فهذا ليس سببًا فى أنها أو أنه ملحد فقد يكون
هذا اتهام باطل منها حتى تطلق منه.
أضاف عبدالجليل، أن دار الإفتاء عندما تحدثت عن
أعداد الملحدين فى مصر وقالت إنهم مئات وليس بالآلاف، مضيفًا أن هؤلاء الملحدين بشر
مفطورين على التوحيد ولكنهم اتبعوا أهواءهم وشياطينهم، موضحًا أن التعمق فى العلوم
الدنيوية والفلسفة سيؤكد وجود الله، كما أن التفكر فى الآيات الكونية يؤكد ذلك،
مضيفًا أنه فى مكاتبنا عندما يزورنا الملحدون ويتناقشون معنا يصعب عليهم إثبات أنه
لا إله، مؤكدًا أن سوء التربية والتعليم هو أحد الأسباب للإلحاد والإدمان والتطرف
وكلها وجوه لعملة واحدة.