الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"ملائكة الموت".. والد "أدهم": قتلوا ابني بعد 40 يومًا في أبوالريش

«كان بيحلم يكون طيار مهندس»

الطفل أدهم في المستشفى
الطفل أدهم في المستشفى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعرض «البوابة نيوز» لحالة أخرى من مسلسل الإهمال الطبي، يرويها، وائل محمود سامي، والد الطفل أدهم، فيقول يوم ٩ أكتوبر، اتصلت بى مدرسة أدهم، حوالى الساعة الثانية عشرة ظهرا.. وأبلغتنا أن أدهم لم يستطع أن يحمل القلم.. على الفور ذهبت مع والدته إلى المدرسة لمعرفة السبب... ويضيف.. طلب منا الطبيب سرعة عمل تحليلات سكر وضغط.

وعندما ذهبنا إلى الطبيب وعمل التحليلات.. أحد الأطباء بالمستشفى طلب منا الكشف عليه، وأعطاه حقنة «كروتزون» ومضادا حيويا،.. وفى ساعات متأخرة من الليل بدأ أدهم يشكو من عدة أجزاء فى جسده، حتى قمنا باستدعاء سيارة الإسعاف التى وجهتنا إلى مستشفى أبوالريش اليابانى.

وبعد عدة ساعات من الانتظار داخل المستشفى.. أبلغونا بأنهم سيقومون بحجز «أدهم» لأنه أصيب بأزمة نفسية، وعلى الفور قاموا بإيداعه بأحد العنابر بالدور الثانى ليلة كاملة دون إعطائه أى أدوية، مشيرا إلى أنهم عندما قاموا بالصعود إلى أعلى للاطمئنان على ابنهم، فوجئوا بأنه فى حالة اختناق.

وأضاف والد الطفل أن والدته ذهبت إلى نبطشى التمريض لتوضح له ما يحدث للطفل، فرد عليها قائلا وهو حامل هاتفه دون أن ينظر إليها.. «شوفى حد يساعدك».. فحدثت مشادة بين زوجتى والممرض، تدخل على إثرها العاملون بالمستشفى وقاموا بتهدئتها.

وفى الصباح الباكر أثناء مرور الأطباء فى المستشفى، طالبت زوجتى منهم بأخذ ابنها والخروج.. إلى أن جاءت إحدى الطبيبات، وتدعى «أمنية» إخصائية مخ وأعصاب، وقامت بالكشف على ابنى، والتى طالبت بسرعة حجزه على الفور فى العناية المركزة، موضحا أنه خلال فحص الطبيبة له لم يكن يحرك أى جزء من جسده.

وتابع « عقب دخول ابنى إلى الرعاية.. قابلنا طبيبة تدعى بسنت صلاح، مديرة الرعاية، والتى أبلغتنا أن الطفل مصاب بشلل رخوى حاد، بيأخذ وقته وسرعان ما يرجع الطفل إلى حالته، مؤكدا أن الطبيبة أبلغتنا أن أهم شيء فى حالته حاليا هو التنفس»، مشيرا إلى أن الطبيبة أوضحت أنها طالبت منا بخضوع أدهم تحت لمدة ٤٠ يوما تحت أجهزة التنفس.

وأضاف الأب أنه كان على معرفة بطبيب بأمريكا، فقام بإرسال تشخيص الحالة له، الأشعة المقطعية، التى قمت بعملها خارج المستشفى لعدم توافر أجهزة بداخلها، وأكد لى أن تشخيص حالة أدهم غير صحية، موضحا أن أطباء المستشفى كانوا يطلبون منا أدوية تعجيزية غير موجودة فى الصيدليات.

وبعد عدة أيام قامت مديرية الرعاية بإخراج ابنى من الرعاية حتى لا يصاب ببكتيريا، مؤكدا أنها قامت بفحصه مرة أخرى، وقالت لى إن ابنى توجد مياه متراكمة على رئته.. إلا أننى طالبتها بكتابة تقرير مفصل عن حالة ابنى الصحية لعرضه على أطباء آخرين، وعندما أخذت التقرير الطبى ذهبت به إلى مديرة مستشفى أبو الريش التى تعاطفت معى كثيرا، وأبكت علي حالة ابنى قائلة «يا خسارة العلم اللى علمناه ليهم».

وبعدة عدة أيام بدأ الطفل فى المعافاة تدريجيا من حيث الأكل والشرب والصحة، موضحا أن طفله قام بعمل حوالى ٩ فواصل بلازما من أصل ٣٠ لعدم توافر فلاتر فى المستشفى،

وعندما وجد حالة المستشفى لا يسمح باستمرار ابنى بداخلها لتعنت الممرضين والأطباء فى إعطائه العلاج والرعاية الصحية الكاملة طالبتهم بخروج ابنى ولكنهم رفضوا.

وفى يوم الخميس.. طلب ابنى منى الحضور إلى المستشفى لسماع المباراة معه، إلا أن ظروف عملى منعتى من ذلك، وكانت تلك آخر مكالمة بينى وبينه، وفى اليوم التالى ذهبت إلى المستشفى لرؤية ابنى وجدته فى حالة مزرية «من تسود فى وجهه وانتفاخ بطنه ورعشة كبيرة فى أطراف جسده»

ولكن أطباء المستشفى ونواب المديرة يؤكدون لنا أن حالة أدهم مستقرة وليس به أى شيء، ولكنه فاقد للوعى فقط، إلا أنه بعد عدة أيام قالت إحدى الطبيبات لزوجتى إنها أوضحت حالة أدهم لوالده ويوجد عنده تهشم فى المخ، وعقب ذلك طلبوا منا عمل أشعة مقطعية، ولكنها غير متوافرة فى المستشفى فقمنا بعملها فى الخارج وذلك بعد معاناة شديدة لحصولنا على سيارة إسعاف تقلنا لعمل الأشعة.

وفى العشرة أيام الأخيرة.. قام الأطباء بكتابة أدوية تعجيزية مرة أخرى لابنى وبكميات كبيرة، كما أنهم كل مرة يقومون فيها بقياس ضغط الدم لأدهم يوضحون لنا أنهم عندما ما يقومون بضبط ضغط الدم يرجع مرة أخرى فى الانخفاض، وفى ٢٠ يناير أخذت تقرير حالة ابنى الصحية وذهبت به إلى المستشفى العسكرى لنقله إلى هناك، لكن الكارثة أن الطبيب صارحنى بأن حالة ابنى غير مستقرة ولا يصح تحركه من مكانه.. الأمر الذى جعلنى أن أذهب إلى قسم السيدة زينب لعمل شكوى رسمية فى مديرية المستشفى بالإهمال الطبى وعدم مراعاة الحالات الصحية للأطفال داخل المستشفى وما يقوم به أعضاء التمريض من المستشفى.

وفى يوم ٦/٢/٢٠١٧ اتصلت بى إدارة المستشفى وأبلغتنى بوفاة أدهم، موضحة أن سبب حالة الوفاة هو توقف ضربات القلب، موضحا أنها لم تستطع إبلاغ زوجته فى الهاتف عن ذلك حتى أن وصل إلى المستشفى هو وزوجته إلى غرفة العناية ووجد أدهم ملفوفا فى ملاءة بيضاء.. وعند سؤالهم عما حدث لم يرد على أحد، وكان يتواجد معى فى غرفة العناية حولى ٨ أفراد أمن.

وأكد أن تقرير المستشفى الذى تسلمه لاستخراج شهادة الوفاة كان مكتوبا به أن سبب الوفاة هو التهاب رئوى وليس هبوطا فى درجات القلب كما أبلغونى فى الهاتف.

وتابع: قام أحد الأشخاص بجلب أشياء أدهم المتوفى وجميع مستلزماته، ولكنه فوجئ بكمية مخدر تكفى أن توقع حصانا، وأضاف أنه قام بإرسال عدة استغاثات إلى وزير الدفاع ورئاسة الوزراء لإنقاذ ابنى، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغ إلى قسم السيدة زينب لعمل محضر إهمال لما حدث لابنى اتهمت فيه كل من هو مسئول عن وفاة أدهم من مديرية مستشفى حتى التمريض.

وأوضحت والدة الطفل أدهم أن ابنها تواجد فى المستشفى حوالى ٤ أشهر، وفى تلك الفترة التى كانوا متواجدين به داخل المستشفى توفى حوالى ١٦ طفلا داخل العناية المركزة وفى الغرف المجاورة بسبب الاهمال الذى طالهم كما طال ابنه، مؤكدة أنهم قاموا بصرف حوالى ٢٥ ألف جنيه أدوية جلبناها من خارج المستشفى.

وطالب والد أدهم بمحاسبة واستجواب وزير الصحة والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بصفته المسئول عن المستشفى، الدكتورة رانيا حجازى مديرية المستشفى، الدكتورة بسنت صلاح مديرية الرعاية ومحاسبة مديرية التمريض، والممرضات نيفين وسعاد، مطالبا بمحاسبة المخطئين.

وأضاف أن أدهم كان يبلغ من العمر حوالى ١٢ عاما فى الصف الخامس وكان متفوقا فى مختلف مراحله بالابتدائية وكان حلمه أن يصبح مهندس طيار.