الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

العالم ينقلب على الجماعة الإرهابية

الجماعات الارهابية-أرشيفية
الجماعات الارهابية-أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أردوغان»: سأحاكمهم إذا ثبت تورطهم فى الإرهاب
«بريطانيا» تتخلى عنهم.. و«ترامب» يحاصرهم حملات اعتقالات واسعة لأعضائها فى السودان

تواجه جماعة «الإخوان المسلمين الإرهابية» حصارا كبيرا فى أوروبا، التى أدارت ظهرها لها مقابل مصالحها الاقتصادية والسياسية، و«عينها» على التحالفات الإقليمية المقبلة، التى تتطلب منها التضحية بالجماعة الإرهابية.
هذا الحصار الذى تعانى منه الجماعة امتد أثره فى كل دول العالم، التى مثلت للإرهابية الحاضن الأساسى لاستقبال القيادات الهاربة من مصر، وفى مقدمتها أمريكا وبريطانيا وتركيا، التى يهيمن عليها الآن مناخ طارد يتميز بعدم الترحيب برموز الإخوان الهاربين، وكذلك فى الدول العربية التى استقبلت رموز الإخوان الهاربة فى كل من السودان، وليبيا، التى تقوم مؤخرا بحملة اعتقالات واسعة فى صفوف الإخوان، ما يؤكد أن الجماعة الإرهابية تقف وحيدة ومحاصرة فى مثلث الضربات الموجعة فى الخارج والداخل. 
بدأ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى التركيز أكثر على طموحه السياسى الذى يتطلب منه سحب الدعم من الإخوان مقابل المصالحة مع مصر، لإقامة علاقات اقتصادية قوية بين البلدين، تستدعى التضحية بالإخوان، ما أكدته تصريحاته مؤخرا مع قناة «العربية»، أنه سيحاكم شخصيات منهم، إذا ثبت تورطها فى الإرهاب، ما يؤكد أن «أردوغان» يجرى مواءمة سياسية مع الإخوان و«عينه» على التحالفات الإقليمية.
الباحث فى الحركات الإسلامية، سامح عيد، أكد فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» أن أردوغان لن ينظر إلا لطموحه السياسى، حتى لو ضحى بالإخوان مقابل هذا الطموح، إضافة إلى رغبته فى تكوين تحالفات إقليمية مع كل من روسيا وأمريكا، ولا يريد أن يضع طموحه السياسى مرهونا بالدفاع عن الإخوان، ومع تضحية تركيا للإخوان، بدأت الجماعة فى اتخاذ خطوة استباقية لنقل نشاطها إلى بريطانيا لتجديد دمائها عبر إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان ببريطانيا، لكن المؤشرات فى بريطانيا أيضا تثبت أنها تتطلع للتعاون الاقتصادى مع مصر، ولن تضحى بهذا التعاون مقابل الإخوان، وما يثبت هذا الترجيح فشل الوفد الإخوانى القادم من إسطنبول للقاء رئيس وزراء بريطانيا، بالتزامن مع قرب زيارة بعثتها التجارية لمصر خلال شهر نوفمبر المقبل، للبحث عن فرص الاستثمار فى السوق المصرية.
أما على الصعيد الأمريكى فقد بدأ رئيسها دونالد ترامب فى محاصرة الجماعة الإرهابية منذ بداية توليه منصبه بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية، كما أعلن عن دعمه لسياسات المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبى، حيث أكد مؤخرا وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية الأمريكية للإدارة الأمريكية: «أن إدارة ترامب واضحة بما تريده أو ما لا تريده لليبيا، لا تريد أن تسقط ليبيا من جديد تحت سلطة ونفوذ هذه الميليشيات الإرهابية أو الميليشيات المسلحة بشكل عام، ولا تريد أن تنقسم إلى مناطق نفوذ، الذى تريده لليبيا أن تكون لها هيئة منتخبة تمثل الشعب الليبى».
وبالتزامن مع هذا التأييد، تواجه الجماعة الإرهابية حملات واسعة من الاعتقالات لأعضائها فى عدد من الدول العربية، تعكس حالة الحصار التى تعيشها الجماعة فى الداخل والخارج بدءًا من ليبيا مرورا بالسودان التى اعتقلت عددا كبيرا من أعضائها، أبرزهم عضو مجلس الشعب السابق ياسر حسنين، وعبدالله مهنى، طبيب أسنان من الدقهلية، وصبرى إمام طالب فى كلية الآداب، وعبدالله شفيق الديب، طالب فى كلية الشريعة والقانون فى الأزهر، وأحمد الباز طبيب، ومعاذ هنداوى طالب. 
وقال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كل المؤشرات الدولية تؤكد أفول نجم جماعة الإخوان المسلمين فى القارة الأوروبية، بعد أن وفرت لها الأخيرة موطنا لاستهداف الدول التى تناوئها، مشيرا فى تصريحات لـ«البوابة»، إلى أن الولايات المتحدة استهدفت خلال الفترة الماضية التنظيمات الإرهابية.
وأضاف سلامة أن «كسر الإخوان فى مصر يعتبر درة التاج لضعف الجماعة، وفرط عقدها فى أوروبا، وأن على القارة الأوروبية أن تفض التشابك المصلحى بين التنظيم وبينها، عبر إقامة مشروعات بديلة، تحقق هذا التوازن الذى كانت تلعب عليه جماعة الإخوان عبر نشاطاتها الاقتصادية فى أوروبا»، مشيرًا، إلى أن الإنجاز الذى تحقق خلال الفترة الأخيرة، هو قدرة النظام المصرى على نبذها اجتماعيا، تمهيدا للاتفاق السياسى مع دول أوروبا على تصنيفها كجماعة إرهابية.