الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الرئيس اللبناني عن سلاح "حزب الله": مكمل لعمل الجيش ونحتاجه في مواجهة إسرائيل.. رئيس حركة التغيير: موضع خلاف كبير.. وكاتب سياسي: تصريحات عون أعطت طابعًا شرعيًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وكأنه كتب على لبنان أن يعيش مأزوما ويتنقل من أزمة إلى أخرى، دون أن يلتقط أنفاسه، فبعد أن عاش اللبنانيون عامين ونصف العام دون رئيس وبعد أن عقدت صفقة معروفة بين سعد الحريرى والعماد ميشال عون حتى وصل إلى سدة الرئاسة، أعقبها بعد ذلك سباق طويل تدخل فيه رئيس مجلس النواب نبيه برى وفرقاء السياسة المعهودين فى بيروت، وبعد سجال لم ينتهى بعد بشأن سن قانون جديد للانتخابات التشريعية، بعد كل هذا لم يأخذ لبنان نفسه ليدخل فى أزمة جديدة ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، وهى أزمة شرعية سلاح حزب الله التى فتح لها الرئيس اللبنانى الباب واسعا قبل زيارته الرسمية إلى مصر ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسى فى أول قمة مصرية لبنانية تجمع بينهما.
 ففى حوار تليفزيونى لقناة "سى بى سي"، أجرته الإعلامية لميس الحديدي، أجاب عون عن سئوال حول سلاح حزب الله قائلا: "طالما أن الجيش اللبنانى لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود هذا السلاح.
وأضاف: "أن سلاح حزب الله مكمّل لعمل الجيش "الوطنى اللبناني"، ولا يتعارض معه، بدليل عدم وجود مقاومة مسلحة فى الحياة الداخلية.
لقد فتحت إجابة عون طريقا ممهدا عن شرعية سلاح حزب الله، ولا شك أن حزب الله سيستغلها فرصة سانحة ليس ليؤكد شرعية وجوده، وإنما لشرعية سلاحه الذى رأى فيه رئيس الدولة ضرورة مكملة لعمل الجيش، متابعًا: أن للمشهد اللبنانى يعج حاليا بنقاشات وسجالات على نطاق واسع بسبب تصريحات "عون" لفضائية "سى بى سي"، عادت قضية هذا السلاح، وبقوة، إلى واجهة الحياة السياسية فى بلد يحكمه اتفاق الطائف، الموقع بين الفرقاء اللبنانيين عام 1989، والذى أنهى حربا أهلية امتدت على مدى 15 عاما.
والمفارقة العجيبة أن الحوار تم إجراؤه مع "عون" قبل توجهه للقاهرة عشية الذكرى الثانية عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والمتهم باغتياله حزب الله.
إلى هنا لم يسكت رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى نجل الراحل رفيق الحريري، فقد رد على تصريحات "عون" فى اليوم التالى فى كلمته بمناسبة الذكرى الـ12 لاغتيال والده قائلا: “نعم هناك خلاف حاد فى البلد حول سلاح حزب الله وتورطه فى سوريا، وليس هناك توافق على هذا الموضوع، لا فى مجلس الوزراء، ولا فى مجلس النواب، ولا على طاولة الحوار، ولكن ما يحمى البلد هو أنّ هناك إجماعا حول الجيش والقوى الشرعية والدولة فقط”.


ومن المعروف أن الأحزاب السياسية فى لبنان تدعو إلى نزع سلاح حزب الله، ويذكّر الغاضبون من تصريحات "عون" بأحداث مهمة هزت البلاد وكان السبب فيها سلاح حزب الله، منها على سبيل المثال اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى عناصر تابعة لحزب الله بالتورط فى هذه العملية، التى أعقبتها اغتيالات أخرى طالت قيادات لبنانية من ذلك رئيس فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى العميد وسام الحسن الذى أوكلت إليه مهمة توقيف قادة فى حزب الله حول ما يخص قضية اغتيال رفيق الحريري.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد استمع اللبنانيون إلى تصريح الرئيس عون بشأن “شرعية” سلاح “المقاومة” لدى حزب الله، وهم يستحضرون أحداث السابع من مايو 2008، التى اعتبرت الأكثر خطورة وعنفا منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990. فى تلك الفترة أصدرت حكومة فؤاد السنيورة قرارين من مجلس الوزراء بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة إلى سلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولى العميد وفيق شقير.
فقد رفض حزب الله هذين القرارين وسيطر مسلحون للحزب على أجزاء من بيروت إثر معارك مسلحة. وامتدت المواجهات بين أنصار قوى 8 آذار وأنصار قوى 14 آذار إلى مناطق الجبل الدرزية شرق بيروت وبعض مناطق الشمال وأدت إلى سقوط نحو 100 قتيل، علاوة على محاربة حزب الله بجانب النظام السورى مما أدى لتعميق الانقسام داخل المجتمع اللبنانى بسبب وجود الحزب فى سوريا.
وطبقا لرؤية إيلى محفوظ رئيس حزب حركة التغيير اللبنانية فهو يخشى من قلق لبنانى من موقف الرئيس عون بسبب تصريحاته الصحفية حول تحول حزب الله اللبنانى إلى “حرس ثوري” أو “حشد شعبي”، مشددا على أن “إشكالية سلاح حزب الله هى دوما موضع خلاف بين اللبنانيين”.


 أما الكاتب السياسى اللبنانى جونى منير، فقد اعتبر أن “الجديد فى الموضوع أنه، وللمرة الأولى، يتحدث رئيس الجمهورية عن هذا الموضوع، وهو بكلامه أعطى طابعا شرعيا لهذا السلاح، أما الموقف الدولى فقد جاء كردة فعل على هذا الكلام، واكتفى بالتذكير بموقفه التقليدي”.
وأضاف منير: “للمرة الأولى بعد عام 2005، أى بعد انسحاب الجيش السورى من لبنان، يتكلم رئيس الجمهورية عن سلاح حزب الله، ولو أن كلام الرئيس جاء ردا على سؤال، وليس ضمن خطة مسبقة، وفى هذا الكلام تحصين لواقع السلاح وحزب الله”.
ولفت إلى مسألة مهمة وهى وجود تأييد لوجود حزب الله وسلاحه من داخل وخارج لبنان، قائلا: “إذا كانت لدى الولايات المتحدة الأميركية نية للبدء بالضغط على حزب الله فى سوريا، ومن ثم فى لبنان، فإن الجواب على ذلك جاء استباقيا من خارج لبنان ومن داخله”، مشيرا إلى تصريحات لوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف تحدث فيها عن “الحاجة إلى حزب الله فى سوريا”، مضيفًا: أن “المرحلة القادمة بالنسبة إلى سلاح حزب الله لها علاقة بالموضوع السوري”.