الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كتابه عن "أنت" في السرد العربي.. "دومة".. المتأمل في ضمير المخاطب

الناقد الأدبى الكبير
الناقد الأدبى الكبير خيرى دومة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما يتعجب القارئ من عنوان الكتاب الفائز بجائزة معرض الكتاب ٢٠١٧ فى مجال «النقد الأدبى»، والذى جاء بعنوان رئيسى هو «أنت» وآخر مكمل «ضمير المخاطب فى السرد العربى»، لمؤلفه الناقد الأدبى الكبير «خيرى دومة».
من العنوان يستطيع أن يفهم القارئ أن الكتاب يتحدث بأكمله عن مجرد ضمير خطاب، لكن ليس فى اللغة عموما بل فى السرد العربى فقط؛ ما يدفعه للتساؤل حول مدى أهمية تأليف كتاب تقترب صفحاته من ٣٠٠ صفحة عن ضمير خطاب؟
الأمر ليس بهذه البساطة؛ فهذا الضمير فى الخطاب قد يستدعى حالات نفسية وثقافية عديدة، ونستطيع أن نفرق بين الحالة النفسية للمتلقى عندما يحكى أحد له حكاية ويخاطبه فيها مباشرة؛ وبين حكاية يستخدم فيها أسلوب الأنا أو الهو.
قسم «دومة» كتابه لـ٦ فصول، هى «الحديث.. سيرة مصطلح سردى مهمل»، و«المناجاة.. شدو من حديث متصل»، و«طه حسين الراوى المحدث»، و«فن الحديث.. دراسة فى سرد يوسف إدريس»، و«صعود ضمير المخاطب فى السرد المعاصر»، و«أنت ضمير النقمة والسخرية والاحتجاج».
وصدر «دومة» كلا من طه حسين ويوسف إدريس كأحد أبرز من استخدموا ضمير الخطاب هذا، ورأى «حسين» مثالا بارزا على مخاطبة القارئ أو المستمع بضمير المخاطب الصريح، سواء فى كتبه النقدية أو الإبداعية، وهما متشابهان ومتداخلان على كل حال، خصوصا كتابيه القصصيين «المعذبون فى الأرض» و«ما وراء النهر»، حيث يمكن ملاحظة كيف يلعب الكاتب بمصطلح الحديث ويخلقه خلقا جديدا واضعا إياه فى مواجهة مصطلح القصة؛ ومن طه حسين كان الانتقال إلى تلميذه يوسف إدريس.
الكتاب الذى صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، استغرق تأليفه وإعداد فصوله سنوات عدة، ويقول مؤلفه فى مقدمته إنه «كتاب مفتوح، سيظل كذلك، ولا أظنه سيكتمل، ولم يكن من الممكن إغلاقه إلا بقرار، وستظل تداعبنى بلا نهاية، فكرة إضافة فصول وزوايا ونصوص جديدة إليه».
بدأت فكرة الكتاب، كما يوضح مؤلفه، أثناء عمله فى أوائل التسعينيات على أطروحته للدكتوراه التى نالها من جامعة القاهرة، بإشراف أستاذه الدكتور سيد البحراوي.
ومن مقدمة الكتاب نقرأ: «لاحظت مع قراءة نصوص القصص القصيرة لتصنيفها، واكتشاف تقاليد الأنواع الأدبية المختلفة فيها، أن هناك ظاهرتين لغويتين بسيطتين، حين تظهران فى النص القصصى فإنهما تشيران بوضوح وباطّراد مُطَمْئِن، إلى توقف حركة السرد، وتصاعد نغمة الغناء، وتعلنان عن إمكانية للتداخل بين نوعين من الأدب يصح أن يلتفت إليهما الباحث».